تحذيرات من لعبة الحدود الأحد المقبل… بداية

أيّام قليلة ويترفع الجنوب اللبناني ليتصدّر سلّم الأحداث. مسيرات زاحفة وخيم منصوبة في الحقول والسهول سترافق إحياء ذكرى نكسة العام 1967 عند كل الحدود، في مشهد مماثل، بل الأصح منقّح عما حصل في الخامس عشر من أيار الفائت.

لكن هذه المرة مسرح التحرك من لبنان، هو بلدة الخيام التي يقع سهلها على تماس مباشر مع الحدود الفلسطينية، وليس عبر واد يفصلها عنه، مثل بلدة مارون الراس، إضافة إلى الممرّات الأخرى الحساسة لجهة كل من الوزّاني والمطلّة وبلدة الغجر.

وإذا كان تحرّك مسيرة النكبة ظلّ مدار متابعة دبلوماسية لصيقة، منذ الخامس عشر من أيار الفائت، فإن كل ضيف أجنبي استضافته بيروت حمل معه استفسارات عن نسخة الخامس من حزيران، والإجراءات التي ستتخذها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية لمنع تكرار مشهد الخامس عشر من أيار.

وقد حذر دبلوماسيون كثر ونبّهوا إلى مخاطر ما أسموه "لعبة الحدود"، من منطلق أن التطورات الدراماتيكية في الإقليم لا تحتمل لعبا اضافيا بأوراق "البوكر" أو مسّا بخطوط حمر رُسمت منذ ذكرى النكبة، وبحبر اتفاق الهدنة الذي نظّم العلاقة بين المحتل والمحتلة ارضه في العام 1949.

لكن ما عسى كل من السلطة السياسية والقيادة العسكرية اللبنانية أن تتصرف حيال هذه التحذيرات، وهي ليست أصلا صانعة قرار الحراك نحو الحدود، ولا راضية عن مفاعيله ومخاطره، وربما أغراضه.

وفي هذا السياق، أكد قائد المقرّ العام لحركة "فتح" في لبنان منير المقدخ، أن اللاجئين الفلسطينيين سينطلقون من كل المخيمات على أساس برنامج حددته القيادة لينضموا إلى مسيرات سلمية تم تحديد برنامجها لتستقر في بلدة الخيام.

وتمنّى على الجيش اللبناني والقوّة الدولية المعزَّزة في الجنوب (اليونيفيل) حماية هذه المسيرة التي ترفع شعار العودة إلى الديار. وأكد أن بعد ستين عاما اتُّخِذ قرار مركزي بأن يتحرك الشعب من كل الحدود إلى فلسطين، علما أن طريق العودة لن تكون حريرية، بل مزروعة بالأشواك ومعبّدة بالألغام.

ويتبيّن من سياق كلام هذا المسؤول الذي واكب النضال الفلسطيني في الشتات منذ عقود عدة، أنّ معركة اللاجئين بدأت، وهي عنوان المرحلة السياسية المقبلة. إذ بات، على حد قول المقدح، "على العالم ان يتحمّل مسؤولياته أمام هذه القضية التي لم تعد تحتمل أي مماطلة او مراوغة. فلن نخسر أكثر مما خسرنا حتى لو انفجرت بنا الألغام ووجهت البنادق إلى صدورنا. هذا قرار الشعب، وتوحدت حوله كل الفصائل والأحزاب الفلسطينية، ووضعت أسسه منذ أحد عشر شهرا بهدف إعادة توجيه البوصلة للقضية الفلسطينية المركزية".

وتابع: "لن يستطيع أحد منعنا من التحرك الذي سنقوم به. سنخترق الحواجز سيرا على الأقدام. وبعدما استنزفت دبلوماسيات العالم ما عندها، لم يعد أمامنا إلّا هذا الطريق. وجاء دور اللاجئين الذين سيواجهون بكل الوسائل حتى بالقوة".

وقال: :سنلتقي من مصر ولبنان وسوريا والأردن والضفة وغزة من أجل العودة إلى عكا وحيفا وربوع فلسطين".

وأكد أن ما يقوله ليس حلما، و"قريبا سيفاجأ العالم بالمسار الذي ستسلكه القضية الفلسطينية، بعدما ضاقت بنا الأرض ولم نعد نريد لا حقوقا مدنية ولا اجتماعية ولا وظائف، ولم نعد نأبه بالسلطات والقيادات التي همّها إرضاء أسيادها في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل".

ولفت إلى أنّ "الخامس من حزيران الجاري هو محطة البداية، لأنّ التحرك سيكبر ككرة النار ليحرق كل من سيقف بوجهه. نحن نريد العودة، ومن يمنعنا فليتحمل المسؤولية وليشاهد كل العالم ما سيحصل على الفضائيات. أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا سيتقدمون المسيرات".

في موازاة ذلك، علمت "الجمهورية" أنّ السلطات الرسمية اللبنانية المعنية تدرس كل السبل الممكنة لحماية المتظاهرين المتوقعين بالآلاف عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، من دون تعريض الاستقرار الهش في الجنوب.

ومن المتوقع أن تعقد اجتماعات تنسيقية لبنانية – فلسطينية على مستوى أمني بغية تحديد خط سير هذه المسارات والإجراءات الآيلة إلى الموازنة بين التعبير الفلسطينين على التوق إلى العودة واستقرار الجنوب ضمن منطوق القرار الدولي 1701، منعا لأي ردة فعل إسرائيلية تنال من السيادة اللبنانية ومن أرواح المتظاهرين على حد سواء.

السابق
كرامي :دعا للاسراع في تشكيل الحكومة
التالي
مغالطات نصرالله