غياب فرح المنطقة الحدودية في 25 أيار

حلّت الذكرى الحادية عشرة لعيد المقاومة والتحرير في المنطقة الحدودية، في ظل غياب مظاهر الفرح والابتهاج بالنصر في المناطق الحدودية، ولم ترفع الأعلام والرايات وحتى اللافتات، ولم تُنصب أقواس النصر كالمعتاد في احتفالات مماثلة، في حين ما زالت ثلاثة أعلام للبنان وفلسطين والمقاومة، ترفرف في مكانها قبالة مستعمرة مسكاف عام والمستوطنات «الإسرائيلية» في سهل الحولة، وقلة قليلة من أعلام حزبية ورايات المقاومة ولافتات، استوت على أعمدة الإنارة وعند مداخل البلدات في الخيام وكفركلا، وعلى طريق عام عديسة، وصولاً إلى الطيبة، ورب الثلاثين، مركبا، حولا، ميس الجبل، محيبيب، بليدا وعيترون وحتى بنت جبيل، تُذكّر بـ«فجر الانتصارات – 25 أيار عيد المقاومة والتحرير»، و«تحية إجلال وإكبار للمقاومين الأحرار الذين صنعوا الانتصار»، وتهنىء «أهل المقاومة بعيدهم».

بوابة فاطمة
وخلال جولة لـ«البناء»، على بوابة فاطمة، التي لم تكن تشهد حالاً من الهدوء وحركة الناس الذين كانوا يتوافدون إلى هناك للتعبير عن فرحتهم بيوم الانتصار، غابت مظاهر الاحتفالات وزحمة الزوار وكثرة اللافتات المعبرة عن المناسبة والأعلام اللبنانية ورايات حزب الله التي كانت تشهدها تلك المنطقة في مثل هذا اليوم المجيد في الأعوام السابقة، فلم يقطع الهدوء والسكينة المسيطرة هناك سوى هدير الشاحنات الكبيرة.
المصورون والصحافيون ملّوا الانتظار الطويل لمواكبة احتفالات ذكرى التحرير، ولكن شيئاً لم يحدث، حتى الحافلات التي تقل زواراً لم تتوقف، ولم يلاحظ سوى عروسين مرا من هناك ووضعا تذكاراً، على الشريط الشائك والتقطا الصور التذكارية، فيما كثفت قوات الأمم المتحدة من تواجدها عند البوابة تحسباً لأي طارئ بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي نشر عناصره في محيط السياج الحدودي الفاصل، ولوحظ انكفاء جنود العدو إلى داخل دشمهم وتحصيناتهم في المواقع العسكرية المشرفة على القرى الحدودية المحاذية للسياج، وتابعوا الحركة في الجانب اللبناني من نقطة المراقبة المطلة على بوابة فاطمة، التي تمركزت فيها ناقلتا جند دوليتان، تابعتان للوحدة الإسبانية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» المعززة، وانتشر عناصرها بمؤازرة الجيش اللبناني على الخط الأزرق بمحاذاة السياج الشائك، فيما شهدت متنزهات الوزاني حركة زوار، وسط إجراءات أمنية وفّرتها وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة، من خلال نقاط التفتيش والدوريات التي سيّرتها، بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».
وأجمع المواطنون خلال الحديث معهم عن فرحتهم بعيد الانتصار، وبالذكرى الحادية عشرة للتحرير وتحقيق النصر المبين، وبحصولهم على الأمان والاطمئنان، فيما انعدمت الخدمات لأبناء هذه المناطق وفي ظل عدم توافر فرص عمل لتعزيز صمودهم في قراهم وعدم هجرها.

مطر
المواطن هاشم مطر من بعلبك، وصف أجواء التحرير في الذكرى الـ11، بـ«أن الوضع مطمئن وعلى الإنسان أن يعيش أجواء الانتصار بعدما اندحر العدو عن أرضنا وجرجر وراءه أذيال العار والذل والهزيمة، معتبراً «أن وجود عناصره داخل الدشم يدل على خوفهم ورعبهم، خصوصاً بعدما قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كل هذه الانتصارات لنعيش باطمئنان وفخر وعزة».

طاهر
أما الطفل كريم طاهر فقال: «أتيت إلى هنا للاحتفال بيوم فجر الانتصار قرب الحدود، ولم أر أحداً سوى الصحافيين والمصورين الذين غادروا».
وفي طريقنا الى عديسة، رفعت بعض اللافتات الي تشير إلى أن 25 أيار فجر الانتصارات، ولوحظ انتشار كثيف للقوات الدولية، التي سيّرت دوريات بالتنسيق مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق، وأقاما نقاط مراقبة عند تخوم الشريط الشائك، لمراقبة التحركات «الإسرائيلية» تحسّباً لأي طارئ.

عبود
أما ليال عبود فأكدت «أنه بعد مضي إحدى عشرة سنة على التحرير، أشياء كثيرة تغيرت، فالعدو لم يعد متواجداً بيننا كما في الماضي، وليس له تأثير علينا وعلى الآراء بين الناس، لكن الوضع الاقتصادي يتدهور، مشيرة «إلى أن هناك الكثير من الأشياء لم تتحسن وأن الدولة لم تقم بأي شيء لدعم صمود أبنائها، وما تغير فقط هوشعورنا بالأمن والاطمئنان».

السابق
بوملي صفراء وزنها أكثر من 2 kg في صور
التالي
معلوف: أخطر ما جاء في كلام نصرالله تشكيكه بوطنية سليمان وميقاتي