معلوف: أخطر ما جاء في كلام نصرالله تشكيكه بوطنية سليمان وميقاتي

رأى عضو كتلة نواب زحلة وتكتل «القوات اللبنانية» النائب جوزف معلوف، ان امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله لم يأت بشيء جديد في كلمته، لا على مستوى تأليف الحكومة ولا حتى على مستوى السياسة العامة للبلاد حيال التطورات على الساحة العربية وتحديدا على الساحة السورية، مؤكدا ان ما تمناه السيد نصرالله في كلمته من خير واستقرار لسورية، هو ما يتمناه جميع اللبنانيين دون استثناء وفي مقدمتهم قوى «14 آذار»، لافتا في المقابل الى ان ما يأمله اللبنانيون حيال الازمة السورية هو اسراع النظام بوضع برمجة واضحة للاصلاحات والبدء بحوار جدي مع المعارضة السورية لوقف سيل الدماء والاضطرابات التي قد تنعكس سلبا على الداخل اللبناني في حال استمرارها بالتصاعد.

ولفت النائب معلوف في تصريح لـ «الأنباء» الى ان كلام السيد نصرالله عن وجوب حماية اللبنانيين لسورية انطلاقا من المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين البلدين، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مفهوم الحماية وكيفية تأمينها، وذلك لاعتباره ان اتفاق الطائف على سبيل المثال لا الحصر نص على عدم السماح بأن يكون لبنان مقرا لصياغة المؤتمرات ضد سورية وهو ما تؤكد عليه تحديدا قوى «14 آذار» وتحرص على ترسيخه، لافتا من جهة أخرى الى ان الكلام عن حماية النظام والشعب فيه الكثير من التناقض بحيث يصعب الفصل في مفهوم الحماية لجهة دور النظام في انهاء حالة الانتفاضة الشعبية وما يتعرض له الشعب السوري جراء انتفاضته، معتبرا انه وفي كلتا الحالتين تتمنع قوى «14 آذار» بكامل قياداتها وأعضائها وجمهورها عن ابداء اي رأي في تفاقم الازمة السورية، وذلك منعا لاعتبار رأيها تدخلا في سيادة الدولة السورية وفي سبل معالجتها للتطورات على اراضيها، مستدركا بالقول ان الرأي الوحيد الذي تتبناه وتدعمه القوى المذكورة هو ضرورة وقف النزف الدموي، والمباشرة بما اكد عليه الرئيس الاسد شخصيا من اصلاحات جذرية على مستوى الحريات العامة.

وردا على سؤال حول تأكيد السيد نصرالله في كلمته أن «صواريخ المقاومة ستبقى على جهوزيتها وليس باستطاعة احد انتزاعها»، اكد النائب معلوف ان بقاء الصواريخ بيد «حزب الله» بعيدا عن امرة الدولة والمؤسسة العسكرية يتنافى مع كلامه عن ايمانه بالدولة، وذلك لاعتباره ان مفهوم الدولة بموجب النصوص الدستورية المعمول بها يعطي المؤسسات الامنية الحق الحصري باقتناء السلاح ويحصر قرار السلم والحرب بيد الحكومة اللبنانية وحدها دون اي شريك او منازع او مصطنع لحدود دويلة ذات قرار بعيد عن قرار الدولة، مشيرا بالتالي الى ان تأكيد السيد نصرالله على بقاء الصواريخ بيد حزب الله لا ينم عن نية حسنة تجاه بناء دولة فعلية قادرة بمؤسساتها العسكرية على حماية لبنان واللبنانيين، وهو التأكيد الذي يتناقض شكلا ومضمونا مع كلام نصرالله بأنه مع الدولة وضد الدويلة.

هذا واستغرب النائب معلوف اعتبار حكومة التكنوقراط ساقطة سلفا بذريعة انها ستكون موجهة من قبل الادارة الاميركية وتيار «المستقبل»، معتبرا ان هذا الكلام لنصرالله هو اخطر ما جاء في كلمته كونه يشكك في وطنية كل من الرئيسين سليمان وميقاتي ويجعل منهما اتباعا للتوجيهات الاميركية من خلال سفيرتها في لبنان مورا كونيللي، وبالتالي يعتبر النائب معلوف ان كلام السيد نصرالله بهذا الخصوص قد اهان صراحة الرئاستين الاولى والثالثة وهو ما يؤكد سلبية تعاطي قوى الاكثرية الجديدة مع موضوع تشكيل الحكومة، مطالبا الاكثرية الجديدة وفي طليعتها حزب الله بضرورة الخروج من دوامة الاتهامات البالية فيما لو كانوا فعلا مؤمنين بقيام الدولة دون الدويلة.

السابق
غياب فرح المنطقة الحدودية في 25 أيار
التالي
الانباء: قراءة سياسية في خطاب نصرالله