المستقبل: كتلة المستقبل تحمّل الفريق الآخر مسؤولية الأزمة

بين إضراب المدارس اليوم وإضراب قطاع النقل غداً، يُضرب فريق 8 آذار عن مساعي الخروج بالبلاد من حالة الفراغ التي تكرّست بعد استعصاء تشكيل حكومة من داخل الفريق الواحد، إذ عادت الأمور إلى نقطة الصفر بالرغم من مساعي الخليلين ليل أمس.

وقالت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لـالمستقبل عن اللقاء الليلي المفاجئ أن الخليلين كررا مطالب النائب ميشال عون في حين أن الرئيس ميقاتي جدد موقفه المتمثل بطلب الإجابة عن النقاط التي كان قد طرحها في لقاء الموفدين، الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن الاجتماع كان تشاورياً ولا نتائج نهائية، إلا أنّه أعاد تحريك الاتصالات التي تحتاج إلى وقت لبلورتها.
وعلمت المستقبل أن الخليلين وفي سياق حديثهما مع ميقاتي أوحيا بأن عون لا يزال يتمسّك بمطالبه كاملة.
في هذا الوقت، عاد عون ليفتح النار على الجميع، مشيراً إلى أن الأمور عادت إلى نقطة البداية وهناك من لا يريد التأليف، متهماً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بـشل البلد لأن السلطة بيدهما، ولا معايير لديهما، وما يقومان به لا يضحّك.

ولم يكتف عون بهذا القدر، بل شبّه تعثر الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة بمن يجهل مكمن السحّاب في البنطلون، سائلاً: هل من أحد بينكم لا يعلم أن السحاب يكون من قدام مش من ورا، وأضاف: لم نكن نعتقد أن رئيس الحكومة المكلف يجهل أصول اللعبة.. ألا يعرف أن عليه أن يشكل حكومة من الأكثرية فيذهب اليوم ليأتي بأناس من خارج هذه الاكثرية؟.
في المقابل، ردت أوساط ميقاتي عبر المستقبل على كلام عون، مشيرة إلى أن الرئيس المكلف يقرأ في كتاب الدستور، وهو كتاب واضح وله أصول ومبادئ لا مجال بأن تتحوّل إلى لعبة.
كما أفادت مصادر مطلعة على الاتصالات، المستقبل أن لا معطيات جديدة لدى رئيس الجمهورية في ما خص التشكيل، والجميع بانتظار مضمون الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مع الأفرقاء المعنيين بملف التشكيل، من دون أن يعني ذلك أن الأمور ستعود إلى السكة الصحيحة، لأن الأيام الماضية حملت معها تعقيدات كبيرة لا تُحل بسهولة.

وفي السياق الحكومي، توقفت كتلة المستقبل مجدداً أمام المأزق الذي وضعت فيه قوى الثامن من آذار البلاد عبر إسقاط الحكومة والتخبط المستمر والصراع العلني بين قياداتها إزاء موضوع تشكيل الحكومة العتيدة. إذ بات من الضروري والملح أن تقوم هذه القوى بالاعتراف أمام جمهورِها والرأي العام اللبناني بدورها في الإفراط في توريط البلاد في أزمة تشكيل حكومة اللون الواحد.
واعتبرت الكتلة أن المأزق الذي بلغته هذه القوى والتهجمات التي يطلقها قادتها تجاه بعضهم بعضاً، حيناً باتجاه الرئيس المكلف وحيناً آخر باتجاه رئيس الجمهورية وأحياناً أخرى بتحويل الأمر إلى مؤامرة خارجية، فيما الصراع مستعر فيما بينهم على اقتسام المراكز والمناصب، إن كل ذلك يدل على العجز وانعدام الرؤية وفقدان الأهلية السياسية لا أكثر ولا اقل، وهذا ما سيجعل الشعب اللبناني حتماً أمام استحقاق اخذ العبر من الذي جرى ويجري نتيجة عدم أهلية هذه القوى لتسلم
المسؤولية.

من جهته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الحلّ الوحيد والجدّي للأزمة يكون بتشكيل حكومة تكنوقراط إذ حتى خلال فترة حكومة الأكثرية السابقة تصرفت عملياً وكأنها حكومة تكنوقراط ولم تتعاطَ بأي موضوع سياسي مهم من خلال تجنيب المواضيع الخلافية.

وسأل: ما الذي ينتظرونه بعد 4 أشهر؟ لكنهم لا يستطيعون تأليف حكومة كما يريدون ولا يقبلون بحكومة من أجل ادارة شؤون الناس أقله، فهل يريدون الآن محاربة الاستكبار العالمي وتحرير فلسطين في هذا الظرف؟، وقال: إننا كقوى 14 آذار كنا نتحضر لمعارضة الحكومة التي ستتشكل ولكن في هذا الوضع وجدنا الأنسب أن نضغط باتجاه حكومة غير سياسيين من أجل تسيير أمور المواطن اللبناني.
وتوازياً مع السجال الحكومي، يعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التحضير لورشة عمل برلمانية اشتراعية باكورتها الاولى في الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل اليوم، إذ علمت المستقبل أن بري يحضر لقانون عفو لن يكون عاما، ولقانون عقوبات تطال الاعفاءات فيه الموقوفين الذين أنهوا مدة محكوميتهم من دون محاكمة بعد.

الا ان الامور لن تجري بما تشتهي سفن بري، ولا سيما ان البرلمان متوقف عمليا وفعليا عن العمل من قبل اقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، بحيث أفاد نواب من كتلة المستقبل و14 آذار المستقبل بأن التنسيق سيشمل اركان ثورة الارز كلهم حتى يكون الموقف موحداً من حركة بري على اساس انهم يرفضون رفضا قاطعاً تجاوز رئيس الحكومة والحكومة في مواضيع يمكن ان تأخذ قرارات في شأنها.
وربط هؤلاء كلامهم بسعي بري، من خلال المجلس، وعبر الادعاء بملفات قانونية على لائحة الانتظار، الى الدخول الى ارجاء مصرف لبنان بحيث تعين الهيئة العامة للمجلس حاكما جديدا له، ولفتوا الى ان بمقدور الحكومة ان تأخذ مثل هذا القرار ان هي ارادت ذلك، ولا يستبعدون في حال استمر بري في قراره، ان تجتمع حكومة الحريري وتأخذ القرار المناسب تعيينا للحاكم الجديد.
وشددوا على انهم لا يقبلون التشريع في ظل عدم وجود حكومة في لبنان، ولن يحضروا الى القاعة العامة الا في حضور الحكومة، وسيجتمعون مجددا صباح اليوم في اطار 14 آذار لاتخاذ القرار المناسب.

السابق
الشرق الأوسط: حزب الله وبري يتمسكان بميقاتي
التالي
الديار: حركة الشارع تتقدم على جهود التأليف وتصعيد للسائقين غداً