الراي: لبنان المرتاح لشطب بن لادن غير مرتاب من تداعيات على أرضه

 شكل التفاعل اللبناني عموماً مع حدث تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن نموذجاً اختبارياً للتناقضات التي تسود المشهد اللبناني الداخلي وسط الظروف المعقدة التي تجتازها المنطقة.
ذلك ان مسألة الارهاب والحركات الاصولية التي غالباً ما كانت تثير مخاوف جدية مقرونة بتوظيف سياسي تبعاً للاصطفافات الداخلية والمذهبية، بدت مع مقتل بن لادن كأنها تراجعت كثيراً ولم تعد قابلة للتوظيف على غرار مراحل سابقة وحقبات عدة مما يشكل واقعياً عامل اطمئنان نسبياً الى ان البلاد ستظل محافظة على «الستاتيكو» السياسي والأمني الذي يسودها منذ اشهر.
وتقول اوساط قريبة من قوى «8 آذار» لـ «الراي»، ان عدم مسارعة قوى لبنانية عدة الى التعليق على مقتل بن لادن لا يعني ان ليس لهذه القوى موقف من هذا التطور، لكن اذا صح الحديث عن تريث فانما كان ذلك بدافع من رغبة في عدم اضافة الى موضوع غير جوهري الى روزنامة حافلة بالمواضيع المثيرة للجدل، علماً ان كل شيء يوظف في لبنان في اتجاهات مذهبية وطائفية.
ويبدو من خلال ذلك ان حدث قتل بن لادن، على اهميته الدولية، لم يترك في لبنان دوياً او انعكاسات مثيرة للقلق. كما ان بعض الاجواء المتصلة بالجسم الديبلوماسي الغربي لا توحي بتخوف كبير من ارتدادات لهذا الحدث على لبنان تحديداً.
وتعتقد اوساط سياسية مطلعة ان لبنان ليس مرشحاً لأن يحتل واجهة الدول التي قد تتلقى نوعاً من الردود الارهابية الفورية على مقتل بن لادن، ولا حتى معظم الدول العربية الاخرى.
وحتى في ضوء ما اثاره الحدث من قلق ضمني على استهداف قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، فقد استبعدت الاوساط نفسها مثل هذا التطور ولو انها اكدت اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية تحسباً لذلك اسوة بما فعلته هذه القوات في كل مرة كان يثار فيها احتمال تعرضها للخطر على ايدي منظمات اصولية.

وترى الاوساط المطلعة انه رغم الازمة السياسية التي يعيشها لبنان في ظل استمرار تعثر تشكيل الحكومة الجديدة التي جعلته مفتوحاً على شتى انواع المحاذير، فان وجود قرار ضمني بالحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار القائم يبدو امراً غير قابل للتغيير، وهو قرار مرت تجارب عدة وأثبتت جدواه.

وفي هذا الاطار، فان مناطق معروفة باتجاهاتها المتعاطفة مع التيارات الاسلامية لم تسجّل فيها اي حركة او تعبير نافر. يضاف الى ذلك ان وهج التغييرات العربية المتصاعدة ترك اثراً قوياً على فرملة انعكاسات هذا الحدث وما كان يمكن ان يثيره من اشعال للعصبيات المذهبية او للعدائية الواسعة تجاه الغرب. وهو امر يفيد منه لبنان في النهاية وسط المعادلة الثابتة التي تحكمه وهي ان معظم العوامل التي تمدد للستاتيكو الراهن فيه تعود الى انتظار جلاء نتائج المتغيرات العربية ولا سيما منها السورية.
وسط هذه الأجواء، ذكرت تقارير في بيروت ان السفارة الأميركية في بيروت شددت اجراءاتها الامنية، في حين اوردت صحيفة «النهار» ان سفارات بعض الدول الأوروبية حذت حذو السفارة الاميركية مثل سفارة باكستان، كما استنفرت الاجهزة الامنية المختصة ومكتب «الانتربول» فرع لبنان.

واستبعد السفير الاسباني خوان كارلوس غافو امكان حصول أي ردود فعل او انعكاسات سلبية لمقتل زعيم «القاعدة» على الساحة الجنوبية وخصوصا في ما يتعلق بـ «اليونيفيل»، مشيراً الى ان لا حضور فعلياً لـ «القاعدة» في لبنان.
في موازاة ذلك، أمل الرئيس ميشال سليمان في «أن يكون القضاء على بن لادن مدخلاً للعبور الى مرحلة العمل الجدي لتبديد الالتباسات بين واجب رفع الظلم واحقاق العدالة في الشرق وواجب محاربة الارهاب، وكذلك الدفع باتجاه الضغط على اسرائيل وفرض حل شامل لأزمة الشرق الاوسط وقضية فلسطين وتعزيز فرص الحوار العميق بين الحضارات والثقافات والاديان».
وبرز اعلان «الجماعة الاسلامية» ان «عملية اغتيال زعيم القاعدة سقوط أخلاقي جديد للولايات المتحدة».
ورأت «جبهة العمل الاسلامي» (القريبة من سورية و8 آذار)، أن «استشهاد زعيم تنظيم القاعدة اذا حصل فعلاً لن يؤثر على مسيرة الجهاد والمقاومة ضد أميركا والعدو الصهيوني»، معتبرة «أن فرحة مجتمع الكاوبوي ومجتمع الصهاينة لن تدوم، وسيتحول أسامة بن لادن رمز البطولة والشهادة لمقارعة المحتلين الغاصبين».

ونعى الامين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي، امس، بن لادن الذي قال انه كان «يقاتل دفاعا عن الاسلام وأهله».
وقال في بيان، ان «غياب هذا الرجل الكبير الصادق في ايمانه الوفي لقناعاته، الزاهد في الدنيا، الشجاع (…) آلمنا وآلم كل مؤمن».
لكن الطفيلي ذكر باختلافه مع بن لادن، في بعض المواقف «التي أثرت سلبا على وحدة المسلمين وخدمت عن غير قصد مشاريع الغزو الغربي لبلادنا».
وعلى وقع هذا الانهماك، واصل ملف تشكيل الحكومة خط سيره على طريقة «خطوة الى الأمام خطوتان الى الوراء»، اذ «طار» الرهان على امكان ايجاد حل لعقدة حقيبة الداخلية التي يتنازع عليها رئيس الجمهورية وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون.

وعبّر عون عن عودة الامور في الملف الحكومي الى «المربّع الاول» حين حمّل رئيسا الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مسؤولية تعطيل تشكيل
الحكومة مشيراً الى «ان هناك اشخاصاً يخافون منشكل التفاعل اللبناني عموماً مع حدث تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن نموذجاً اختبارياً للتناقضات التي تسود المشهد اللبناني الداخلي وسط الظروف المعقدة التي تجتازها المنطقة.
ذلك ان مسألة الارهاب والحركات الاصولية التي غالباً ما كانت تثير مخاوف جدية مقرونة بتوظيف سياسي تبعاً للاصطفافات الداخلية والمذهبية، بدت مع مقتل بن لادن كأنها تراجعت كثيراً ولم تعد قابلة للتوظيف على غرار مراحل سابقة وحقبات عدة مما يشكل واقعياً عامل اطمئنان نسبياً الى ان البلاد ستظل محافظة على «الستاتيكو» السياسي والأمني الذي يسودها منذ اشهر.
وتقول اوساط قريبة من قوى «8 آذار» لـ «الراي»، ان عدم مسارعة قوى لبنانية عدة الى التعليق على مقتل بن لادن لا يعني ان ليس لهذه القوى موقف من هذا التطور، لكن اذا صح الحديث عن تريث فانما كان ذلك بدافع من رغبة في عدم اضافة الى موضوع غير جوهري الى روزنامة حافلة بالمواضيع المثيرة للجدل، علماً ان كل شيء يوظف في لبنان في اتجاهات مذهبية وطائفية.
ويبدو من خلال ذلك ان حدث قتل بن لادن، على اهميته الدولية، لم يترك في لبنان دوياً او انعكاسات مثيرة للقلق. كما ان بعض الاجواء المتصلة بالجسم الديبلوماسي الغربي لا توحي بتخوف كبير من ارتدادات لهذا الحدث على لبنان تحديداً.
وتعتقد اوساط سياسية مطلعة ان لبنان ليس مرشحاً لأن يحتل واجهة الدول التي قد تتلقى نوعاً من الردود الارهابية الفورية على مقتل بن لادن، ولا حتى معظم الدول العربية الاخرى.
وحتى في ضوء ما اثاره الحدث من قلق ضمني على استهداف قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، فقد استبعدت الاوساط نفسها مثل هذا التطور ولو انها اكدت اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية تحسباً لذلك اسوة بما فعلته هذه القوات في كل مرة كان يثار فيها احتمال تعرضها للخطر على ايدي منظمات اصولية.
وترى الاوساط المطلعة انه رغم الازمة السياسية التي يعيشها لبنان في ظل استمرار تعثر تشكيل الحكومة الجديدة التي جعلته مفتوحاً على شتى انواع المحاذير، فان وجود قرار ضمني بالحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار القائم يبدو امراً غير قابل للتغيير، وهو قرار مرت تجارب عدة وأثبتت جدواه.
وفي هذا الاطار، فان مناطق معروفة باتجاهاتها المتعاطفة مع التيارات الاسلامية لم تسجّل فيها اي حركة او تعبير نافر. يضاف الى ذلك ان وهج التغييرات العربية المتصاعدة ترك اثراً قوياً على فرملة انعكاسات هذا الحدث وما كان يمكن ان يثيره من اشعال للعصبيات المذهبية او للعدائية الواسعة تجاه الغرب. وهو امر يفيد منه لبنان في النهاية وسط المعادلة الثابتة التي تحكمه وهي ان معظم العوامل التي تمدد للستاتيكو الراهن فيه تعود الى انتظار جلاء نتائج المتغيرات العربية ولا سيما منها السورية.
وسط هذه الأجواء، ذكرت تقارير في بيروت ان السفارة الأميركية في بيروت شددت اجراءاتها الامنية، في حين اوردت صحيفة «النهار» ان سفارات بعض الدول الأوروبية حذت حذو السفارة الاميركية مثل سفارة باكستان، كما استنفرت الاجهزة الامنية المختصة ومكتب «الانتربول» فرع لبنان.
واستبعد السفير الاسباني خوان كارلوس غافو امكان حصول أي ردود فعل او انعكاسات سلبية لمقتل زعيم «القاعدة» على الساحة الجنوبية وخصوصا في ما يتعلق بـ «اليونيفيل»، مشيراً الى ان لا حضور فعلياً لـ «القاعدة» في لبنان.
في موازاة ذلك، أمل الرئيس ميشال سليمان في «أن يكون القضاء على بن لادن مدخلاً للعبور الى مرحلة العمل الجدي لتبديد الالتباسات بين واجب رفع الظلم واحقاق العدالة في الشرق وواجب محاربة الارهاب، وكذلك الدفع باتجاه الضغط على اسرائيل وفرض حل شامل لأزمة الشرق الاوسط وقضية فلسطين وتعزيز فرص الحوار العميق بين الحضارات والثقافات والاديان».
وبرز اعلان «الجماعة الاسلامية» ان «عملية اغتيال زعيم القاعدة سقوط أخلاقي جديد للولايات المتحدة».

ورأت «جبهة العمل الاسلامي» (القريبة من سورية و8 آذار)، أن «استشهاد زعيم تنظيم القاعدة اذا حصل فعلاً لن يؤثر على مسيرة الجهاد والمقاومة ضد أميركا والعدو الصهيوني»، معتبرة «أن فرحة مجتمع الكاوبوي ومجتمع الصهاينة لن تدوم، وسيتحول أسامة بن لادن رمز البطولة والشهادة لمقارعة المحتلين الغاصبين».

ونعى الامين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي، امس، بن لادن الذي قال انه كان «يقاتل دفاعا عن الاسلام وأهله».
وقال في بيان، ان «غياب هذا الرجل الكبير الصادق في ايمانه الوفي لقناعاته، الزاهد في الدنيا، الشجاع (…) آلمنا وآلم كل مؤمن».
لكن الطفيلي ذكر باختلافه مع بن لادن، في بعض المواقف «التي أثرت سلبا على وحدة المسلمين وخدمت عن غير قصد مشاريع الغزو الغربي لبلادنا».
وعلى وقع هذا الانهماك، واصل ملف تشكيل الحكومة خط سيره على طريقة «خطوة الى الأمام خطوتان الى الوراء»، اذ «طار» الرهان على امكان ايجاد حل لعقدة حقيبة الداخلية التي يتنازع عليها رئيس الجمهورية وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون.
وعبّر عون عن عودة الامور في الملف الحكومي الى «المربّع الاول» حين حمّل رئيسا الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة مشيراً الى «ان هناك اشخاصاً يخافون من التهديدات، وحين يقولون ان مطالبي تعجيزية فليأتوا ويظهروا لي اين هي هذه المطالب».
وفيما صعّد زعيم «التيار الحر» امس، مواقفه بوجه سليمان وميقاتي بعد اجتماع كتلته البرلمانية، ردّت أوساط الرئيس المكلف على عون لافتة الى انه «اذا كان المطلوب ايصال رسالة تيئيس فالرئيس ميقاتي لن ييأس»، فيما تحدثت معلومات عن ان ميقاتي انه عاد ليضع على الطاولة خيار تقديم تشكيلة حكومية بالتوافق مع سليمان تكون بمثابة «تشكيلة امر واقع» على طريقة «آخر الدواء الكي» اذا استمر التعثر.
اما رئيس البرلمان نبيه بري فكان الاكثر تعبيراً عما آل اليه الملف الحكومي، اذ قال انه «مستاء كثيراً»، معرباً عن قرفه الشديد من هذا الوضع، ومن المراوحة «بسبب النكايات».

مسيحيو سورية حذرون

 في كاتدرائية دمشق القديمة، يدعو كاهن الروم الكاثوليك الله لمساعدة الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس.
ويقول الاب الياس ديبي، وهو يرتدي رداء الكهنة الابيض الموشى بالذهب رافعا يديه الى السماء امام جمع ضم نحو 250 من المؤمنين، «ندعو الرب ان يحمي رئيسنا وحكومتنا وشعبنا من كل المحن والازمات، ندعو ان نكون قلبا واحدا وروحا واحدة».
ولخصت عظة يوم الاحد هذه، ما يشعر به الكثير من مسيحيي سورية الذين يعارضون سقوط النظام الحالي العلماني حتى وان كانوا يأملون بان يصبح حكم الحزب الواحد اكثر انفتاحا.
ويرفض المسيحيون، الذين يتعايشون بسلام منذ عقود مع المسلمين ان يتكرر «الكابوس العراقي»، خصوصا ان النظام يتهم المحتجين بانهم «ارهابيون سلفيون». ويؤكد ميشال شانيس (63 عاما) الذي يعمل مرشدا سياحيا ان «السلفيين يخيفوننا. انظروا الى العراق، كان المسلمون والمسيحيون يعيشون بسلام تحت حكم صدام (حسين) لكن آلان اصبح عندهم تنظيم القاعدة».
وبهدف بث الرعب في صفوف المسيحيين بث النظام صورا لتظاهرة على موقع «يوتيوب» رفع خلالها شعار، يقول «المسيحيون الى بيروت والعلويون الى المقابر». التهديدات، وحين يقولون ان مطالبي تعجيزية فليأتوا ويظهروا لي اين هي هذه المطالب».
وفيما صعّد زعيم «التيار الحر» امس، مواقفه بوجه سليمان وميقاتي بعد اجتماع كتلته البرلمانية، ردّت أوساط الرئيس المكلف على عون لافتة الى انه «اذا كان المطلوب ايصال رسالة تيئيس فالرئيس ميقاتي لن ييأس»، فيما تحدثت معلومات عن ان ميقاتي انه عاد ليضع على الطاولة خيار تقديم تشكيلة حكومية بالتوافق مع سليمان تكون بمثابة «تشكيلة امر واقع» على طريقة «آخر الدواء الكي» اذا استمر التعثر.
اما رئيس البرلمان نبيه بري فكان الاكثر تعبيراً عما آل اليه الملف الحكومي، اذ قال انه «مستاء كثيراً»، معرباً عن قرفه الشديد من هذا الوضع، ومن المراوحة «بسبب النكايات».». 

السابق
فضائح البناء: مافيات سياسية أمنية وتجارية
التالي
تصفية بن لادن… صفقة ثم تعمية؟!