البناء: اكتمال حلقة التفاؤل بولادة الحكومة بعد الفصح

تتجه الأنظار إلى ما بعد عيد الفصح حيث يسود الاعتقاد أن ولادة الحكومة باتت قريبة ولن تحتاج الى أكثر من اسبوع. وكالعادة كان الرئيس نبيه بري سباقاً في توقع التأليف بعد الأعياد، الأمر الذي جعل النواب يخرجون من لقاء الأربعاء أمس أكثر تفاؤلاً من المرات السابقة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا استجد وما هي الإشارات والوقائع التي تعزز هذا الاعتقاد؟
المتابعون بدقة لعملية تشكيل الحكومة ينظرون إلى لقاءي الرئيس نجيب ميقاتي مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري على أنهما غير عاديين ويحملان مدلولاً على رفع وتيرة التحرك من أجل الإسراع جدياً في تشكيل الحكومة.

ويقول هؤلاء إن عملية التشكيل باتت في مرحلتها النهائية بعد تجاوز التفاهم على توزيع الحصص والدخول الجدي وبقوة في مرحلة تسوية مشكلة وزارة الداخلية.
ورغم تفاؤله الواضح، فإن الرئيس بري حرص أمام النواب أمس على عدم الدخول في تفاصيل الاقتراحات والأفكار المتداولة بشأن هذه العقدة، مفضلاً التكتم على الموضوع، خصوصاً أن الرئيس ميقاتي لم يكن قد انتهى إلى نتيجة حاسمة في هذا الشأن.

لكن معاونه السياسي النائب علي حسن خليل حرص أيضاً على الخروج بعد اللقاء والقول في دردشة مع الإعلاميين: «إن الأجواء إيجابية ولا توجد عقد بمعنى العقد».
وإذا كانت «معضلة» الداخلية لم تحل بشكل حاسم بعد، فلماذا هذه الموجة من التفاؤل، ولماذا توقع ولادة الحكومة بعد عيد الفصح؟

يقول مصدر موثوق إن هناك أسباباً عديدة تبعث على هذا التفاؤل أبرزها:
1 ـ التأكيد على التفاهم الذي حصل قبل أكثر من أسبوع بالنسبة الى توزيع الحصص.
2 ـ تبلور الإرادة لدى كل الأطراف بضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت.
3 ـ الاتفاق على أسس التشكيل وآلية هذه العملية، وبالتالي إزالة أسباب التجاذب المعلن وغير المعلن بين الرئيسين ميقاتي والعماد عون.
4 ـ ظهور إشارات من «الجنرال» تبعث على الاعتقاد بتزايد فرص القبول باسم توافقي للداخلية، مع العلم أن رئيس الجمهورية لم يبد موقفاً صريحاً من هذا الموضوع حتى الآن.
ووفق المصدر أيضاً فإن اتصالات مكثفة تواصلت في الساعات الماضية بين الرؤساء الثلاثة، ومع أطراف الأكثرية الجديدة، بقصد الاتفاق على الصيغة التي تزيل عقدة وزارة الداخلية، مع الإشارة في هذا المجال إلى أن الوزير الحالي زياد بارود بات يدرك أكثر من السابق صعوبة بقائه في الوزارة، خصوصاً بعد السجال الذي خرج إلى العلن في اليومين الماضيين بينه وبين العماد عون.

وفي الإشارات الإيجابية التي تعزز الاعتقاد بدنوّ موعد ولادة الحكومة انتقال أوساط التيار الوطني الحر من التشاؤم إلى مرحلة التفاؤل الحذر. ويقول مصدر نيابي في «التيار» لـ»البناء»: «أعتقد أن الطبخة أخذت تنضج أكثر فأكثر، بعد أن بدأنا نلمس الاقتناع والقبول بالواقع الذي تحدثنا عنه مراراً في خصوص التمثيل ونسبته».

ويضيف المصدر: «نحن لم نطالب منذ البداية سوى بالتمثيل الصحيح، وباعتماد المعايير الموضوعية في عملية تشكيل الحكومة، لا بل لم نحمّل الرئيس المكلف أية أثقال أو نضع أية عراقيل في وجهه. لقد طالبنا ونطالب بالمعايير التي تنطلق من الدستور
وتكرس نتائج الانتخابات وتمثيل الكتل النيابية».

ويشير المصدر إلى أننا «كنا وما زلنا مع المعايير الصحيحة لتأليف الحكومة، لكننا كنا نفاجأ في كل مرة بمواقف وطروحات لا تنطبق على واقع الأمر، ولا تتوافق مع الأسباب، والأسس التي يجب اعتمادها لتشكيل حكومة الأكثرية الجديدة. سمعنا مرة كلاماً عن حكومة حيادية، ومرة أخرى عن حكومة تكنوقراط، وسمعنا كثيراً عن حماية هذا الموقع أو ذاك، مع العلم أننا أول من حرص ويحرص على دور وموقع رئاسة الجمهورية».
ويستدرك المصدر النيابي العوني ليقول: «الآن الأجواء أفضل، ونحن ننتظر ما ستسفر عنه الاتصالات والمشاورات في الأيام القليلة المقبلة، مع العلم أن لا شيء مستحيلاً، وكل شيء في متناول الساعين إلى تشكيل الحكومة شرط ألا نبقى ندور حول أنفسنا».

ويختم المصدر بالقول: «نأمل في أن تترجم أجواء التفاؤل التي أشيعت وتشاع، وننتقل إلى المرحلة النهائية لتأليف الحكومة، ونحن من جانبنا كنا مع الإسراع في تشكيلها في أقرب وقت، ولم نكن أبداً نعرقل هذه العملية، لا بل إن كل ما ندعو إليه على صعيد الإسراع في مناقشة العديد من اقتراحات القوانين المقدمة من تكتل الإصلاح والتغيير إلى جانب معالجة القضايا الحيوية المتعلقة بوضع وحياة الناس.. كل ذلك يؤكد رغبتنا الصادقة في تأليف هذه الحكومة بسرعة ومن دون إبطاء أو تباطؤ».

السابق
هبة ماليزية الى معهد بنت جبيل وبلدية خربة سلم
التالي
الانباء: عون طمأن الرباعي الماروني: حزب الله لن يلبسنا “الشادور”!