الانباء: عون طمأن الرباعي الماروني: حزب الله لن يلبسنا “الشادور”!

أوضح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في بيان صدر عن مكتبه بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في بعبدا، ان ما نشر في بعض الصحف عن التحضير لزيارة تضامن يقوم بها مع الرئيس ميشال سليمان الى الرئيس بشار الأسد ليس صحيحا.

وكانت إحدى الصحف نشرت معلومات مفادها ان رجل الأعمال طه ميقاتي شقيق الرئيس المكلف زار دمشق يوم الثلاثاء وأجرى مباحثات تناولت الوضع الحكومي والتحضير لزيارة تضامن من الرئيسين سليمان وميقاتي الى دمشق.

بيان الرئيس المكلف قال ان ما ورد بخصوص هدف الزيارة (زيارة طه ميقاتي) لا يمت الى الحقيقة بصلة.

ويبدو ان مسعى كهذا ورد لدى بعض الأطراف انسجاما مع طبيعة العلاقات بين البلدين، لكن ثمة عائقا دستوريا وبروتوكوليا يتمثل في كون رئيس الجمهورية، لا يستطيع اصطحاب رئيس حكومة مكلف، في زيارة خارجية.

وفي هذا الوقت تتجه وزارة الداخلية اللبنانية، الى منع تظاهرات دعا إليها حزب التحرير (الإسلامي) في طرابلس بعد صلاة يوم الجمعة المقبل، احتجاجا على قمع المظاهرات الشعبية في سورية.

ويتذرع المطالبون بترخيص التظاهرة بسابقة عدم اعتراض الداخلية على تظاهرة نظمها الفريق عينه دعما للانتفاضة الشعبية في مصر وليبيا.

الاتفاقات الثنائية لا تسمح

وترد أوساط الداخلية اللبنانية بأن الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسورية، لا تسمح بذلك، وعلى هذا تم توقيف عناصر من حزب التحرير وهي توزع منشورات الدعوة للتظاهر يوم الجمعة.

ولاحظ مراقبون ان الاهتمام السوري بـ «التحركات المعادية» في لبنان يبدو اكثر من الاهتمام بأي أمر آخر، بما في ذلك الموضوع الحكومي اللبناني المجمد الى ما بعد عيد الفصح الأحد المقبل، وكذلك موضوع اللقاء الرباعي الماروني الذي انعقد في بكركي امس الأول.

تحويل الاتهام للتيارات السلفية

كما لوحظ تحول الإعلام السوري، او الحليف لسورية، عن اتهام تيار المستقبل بالتحريض ضد النظام الى اتهام التيارات السلفية.

وكانت كتلة نواب المستقبل رفضت مجددا التدخل في الشؤون السورية الداخلية، كما رفضت الحملة المبرمجة على «تيار المستقبل»، وعلى بعض أعضاء كتلته وتحديدا النائب جمال الجراح واتهامه بالتدخل في الشؤون السورية.

وطلبت من وزير الخارجية علي الشامي استدعاء السفير السوري واستيضاحه حول التصريحات التي أدلى بها، كما دعت رئيس المجلس الى عقد جلسة لهيئة مكتب المجلس لبحث الأمر.

وقالت مصادر المستقبل ان حملة التخوين ضد «المستقبل» التي يقودها حزب الله تندرج في سياق حملة بدأت مع أوراق ويكيليكس وهي تستمر اليوم في الشأن السوري، ومن نتائجها زيادة الهوة بين اللبنانيين.

ورد الشامي على المستقبل بالقول ان استدعاء السفير السوري يتطلب قرارا من مجلس الوزراء.

التذكير باستدعاء السفيرة الأميركية

ورد المستقبل على الرد بالقول: لا يمكن لرئيس حكومة تصريف الأعمال دعوة مجلس الوزراء للانعقاد واتخاذ قرار بهذا، علما ان بإمكان وزير الخارجية ان يستدعي السفير السوري مثلما فعل مع سفراء آخرين، وان استدعاء السفراء لا يتطلب قرارا من مجلس الوزراء.

وذكر النائب عمار حوري الوزير الشامي باستدعائه سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي، بسبب زيارتها الى مدينة زحلة دون إبلاغ وزارة الخارجية، يومها لم يراجع مجلس الوزراء قبل الاستدعاء.

على الصعيد الحكومي، عرض الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي آخر التطورات التشكيلية امس، في حين نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري عند سؤاله عن نتيجة صلاة الاستسقاء التي دعا اليها كي تمطر الحكومة، «يبدو ان هذه الحكومة تحتاج الى صلاة الميت، وليس الى صلاة استسقاء».

ويبدو ان الحكومة العتيدة ستضم عنصرا نسائيا، كشأن الحكومات السابقة انسجاما مع رغبة الرئيس سليمان الذي يصر على ان يكون للمرأة اللبنانية حضور فاعل.

الرباعي الماروني استقطب الاهتمام

إلى ذلك، نجح البطريرك بشارة الراعي في جمع أقطاب رعيته الأربعة على طاولة بكركي في خطوة لها أبعادها في الشكل على الأقل، وان كان مضمونها لم يكسر الجليد بينهم.

وبدأ اللقاء بنقاش يراد له ان يتحول الى حوار في نسخ جديدة لاحقا، في وقت كانت فيه العيون تشخص الى سليمان فرنجية، لعداوته التاريخية مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، تخطى زعيم المردة الجانب الشخصي في الموضوع، معتبرا المصالحة المارونية فوق كل اعتبار.

بيان مقتضب صدر عن الاجتماع الذي رعاه البطريرك بشارة الراعي، وحضره كل من الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ود.سمير جعجع، ينطوي على ايحاءات ايجابية للقاء المرشح للتكرار عند الضرورة، التي يقررها البطريرك نفسه.

عون: اللقاء لم يكسر الجليد

العماد عون قال ان اللقاء لم يكسر الجليد، لكنه ايجابي وبدأ نقاشا يمكن ان يتحول الى حوار، اما حكوميا فقد اعتبر عون ان المشكلة حول وزارة الداخلية ليست معه، وكأنه يقول انها مع رئيس الجمهورية.

الراهن ان الراعي نجح في جمع الأضداد، انما دون ان تصفوا قلوب الرعية، وتوسع اطار النقاش الى المضمون العام، تجنبا للوصول الى جرح التفاصيل، فطرحوا التجنيس والتوطين والدور المسيحي في الحياة العامة والفساد وقانون الانتخاب واقتراع المغتربين، دون تشنج ودون ان يكون الهدف الوصول الى حلول حاليا.

حزب الله لا يريد إلباسنا الشادور!

في مداخلته دافع العماد ميشال عون عن تحالفه مع حزب الله، والمحافظة على هذا التحالف لأنه يشكل ضمانة في الظروف الاقليمية الراهنة ولا يمكن الكلام عن ازالة سلاح حزب الله مادام مرتبطا باعتبارات اقليمية معروفة، وقال: ليس صحيحا ان حزب الله يريد تحويل لبنان الى جمهورية اسلامية او انه يريد الباسنا «الشادور»، وليكف من يقولون ذلك عن التهويل على الناس بشعارات ليست واقعية.

بدوره، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع دافع في مداخلته عن تحالفه مع 14 آذار والرئيس سعد الحريري الذي رفع شعار لبنان أولا، كما عرض لأبرز منجزات ثورة الأرز.

أما مداخلة سليمان فرنجية، فقد ركزت على الدفاع عن النظام السوري واعتبر الرئيس الأسد ضمانة للبنان وللأقليات الموجودة في المنطقة ومنها مسيحيو لبنان والمنطقة.

من جهته، الرئيس أمين الجميل أكد على رسوخ تحالفه مع قوى 14 آذار، تبعا للانجازات الكثيرة التي حققتها، على انه لفت الى ان ثمة قضايا مسيحية كبيرة تعتبر أولوية، وقال: إذا كنا غير قادرين على التفاهم حيال بعض الخيارات فلنتفاهم على القضايا التي تخص الموارنة في الإدارة، والتجنيس والتوطين المقنع.

وفي موضوع الحكومة طالب الرباعي الماروني بالإسراع في تشكيلها.

وقالت «النهار» البيروتية انه فور فض اللقاء اجتمع جعجع بقيادة القوات، وحثهم على التعامل الهادئ مع التيار الوطني الحر والمردة سياسيا وإعلاميا.

السابق
البناء: اكتمال حلقة التفاؤل بولادة الحكومة بعد الفصح
التالي
14 آذار سيشاركون؟