شعر وهندسة وحِرَف إيرانية في معرض زندكي

زندكَي كلمة فارسية تعني الحياة، وهي أطلقت حاليّا على معرض إيراني تنظّمه solidere وروز عيسى بروجكتس في مركز بيروت للمعارض بين 14 نيسان و 30 ايار. ويلقي هذا المعرض الضوء على الحياة والفن في ايران من خلال ابرز فنّانيها المخضرمين والناشئين، ويستغلّ الفنانون شتّى الأساليب والمواد لتقديم الموضوعات واستكشاف القضايا الراهنة وتحليلها، مستعينين بلغتهم الفنية الخاصة التي تدمج بين الحداثة والتقليد.

يكرّم الجيل القديم في هذا المعرض الشعـــــر والهندسة والحرف الايرانية، فتقدم منير فرمنغرميان أعمالا تتميز بتقنية المرايا واللوحات المعكوسة على الزجاج المشهورة بتركيبتها المعقدة وحداثتها المبهرة والمستوحاة من الانماط الهندسية الاسلامية، ويعيد محمد احسي تشكيل الشعر القديم من خلال الخطوط الانسيابية مضفيا عليه طابعا حديثا.

وبينما تستكشف ماليهي افنان امتزاج انطباعات الحروف والمناظر الطبيعية والوجوه، يعالج المخرج الكبير عباس كياروستامي بأسلوب رائع موضوعات التهجير والنفي والآمال المحجوبة، ويجمع بين السرد السينمائي والتصوير في فيلمه القصير SHIRIN الذي يظهر فيه تفاصيل وجوه 100 امرأة.

اما الجيل الناشىء فيستوحي اعماله ايضا من الحرف التقليدية الممزوجة بالمفاهيم والتقنيات المعاصرة، فتجمَع بيتا غيزيلاياغ بين النص السياسي والتصوير المجازي التقليدي في منحوتاتها الجميلة المطرّزة، وهذا الفن الذي يشكّل سمة رئيسية في أعمال فرهد اهرارنيا الذي يتلاعب بالصور الرقمية مع الخيوط والإبر، ليظهر شخصيات اميركية متعددة كملكات الجمال والجنود، بالإضافة الى رموز سياسية وثقافية وشعبية ايرانية.

صُــــــــوَر شـــادي غاديريان الفوتوغرافية تقارب القلق على وضع المرأة، فيما تبني مترا تبرزيان أعمالها الرئيسية حول مرحلة ما بعد المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل ومرحلة الاستعمار والحقائق المتغيّرة للحياة في إيران ما بعد الثورة.

اطلق على اللوحات الزيتية للفنان فرهد موشيري اسم "خزّان الذكريات" لما تتناوله من موضوعات متنوعة، كالأواني، كما انها تصوّر ثقافة الاستهلاك المعاصرة وتتضمن إشارات عن فن البوب من خلال مقولات عامية منحوتة على اللوحات.

السابق
لقـاء -تحية للمناضل ضياء الديـن داود في “دار الندوة”
التالي
إخلاء لموظّفي الـ”يونيفيل”… تحسّباً