الجنوبيون يواجهون البناء في المشاعات باعتصام ومؤتمر

بلغت أزمة البناء في المشاعات العامة الذروة. لم يعد بإمكان الجنوبيين التغاضي عنها، فبدأوا بالمواجهة على طريقتهم. أمس، اعتصم أهالي بلدة بيت ياحون، فيما عَقد ممثلو القوى الأمنية والبلديات في صور مؤتمراً. أما الهدف، فقمع المخالفات في أملاك الدولة

أمس، كان حافلاً في مدينة صور وبلدة بيت ياحون في بنت جبيل: مؤتمر صحافي في الأولى للبحث في كيفية مواجهة ظاهرة البناء المخالف والتعدي على الأملاك العامة ومصادرتها، واعتصام في الثانية للمطالبة بوقف تعدّي بعض النافذين في البلدة على المشاعات هناك. وتوضيح من تيار المستقبل ينفي من خلاله «أية علاقة بمخالفات البناء في الجنوب».
أشار نفي تيار المستقبل إلى أن «الحملة التي تشنّ على التيار تحت عنوان مخالفات البناء تصبّ في مصلحة من يشن هذه الحملة لأن القسم الأكبر من المخالفات الجارية على قدم وساق تعود لمناصرين معروفين لجهة الهوى والفؤاد». وأكّد التيار، في بيانه، أن «لا أحد من نوابه أو مسؤوليه تدخّل من قريب أو من بعيد في موضوع مخالفات البناء في منطقة الزهراني أو في أية منطقة ثانية».

وفي بيت ياحون، اعتصم العشرات من أبناء البلدة للمطالبة بوضع حدٍّ للاعتداءات على المشاعات، خصوصاً أرض حرج البلدة القديم الذي تزيد مساحته على مئتي ألف متر مربّع، والذي أنشأ فيه أحد المنتفعين من قرية مجاورة مقلعاً خاصاً.
بدأوا اعتصامهم في ساحة البلدة، لينتقلوا بعدها بمرافقة رجال قوى الأمن إلى الحرج، طالبين من متعهد المقلع وقف أعمال الحفر وقطع الأشجار. طالبوه، ثم هدّدوه بأنهم «في حال عدم التنفيذ خلال أسبوع، سنقطع الطريق العامة المؤدية إلى البلدة»، يقول أحد المعتصمين أحمد مكي. ينتقل مكي من «النافذ» إلى البلدية «التي لم تفعل شيئاً لمنع هذه الاعتداءات، وكذلك مختار البلدة»، مطالباً «بالتدخل لحل هذه المشكلة، وإلا فهم متواطئون أو منتفعون». أما زينب مقشر، فتعلّق ساخرة: «مأمورو الأحراج منعوني من قطع شجرة سنديان في الأرض المجاورة لمنزلي، وهم حتى الآن لم يمنعوا هذا الشخص من قطع مئات أشجار السنديان في أجمل مكان في البلدة». يقاطعها مكي، متطرقاً إلى «قصة الملكية المزيفة»، فيشير إلى أن «هذا الحرج قديم جداً قدَمَ الوطن، وقد عمد الجيش الإسرائيلي خلال فترة احتلاله إلى قطع ما تيسّر من أشجاره، التي عادت ونبتت من جديد، لكن أحد أبناء القرى المجاورة استغلّ وجود الاحتلال ومسح الأرض على اسمه الخاص، لكون أراضي البلدة لم تُمسحها الدولة». ويستند الرجل في كلامه إلى «عقود قديمة لدى أبناء البلدة تبيّن أن بعض أراضيهم يحدّها الحرج المشار إليه بالمشاع». من جهة ثانية، أشار رئيس البلدية السابق علي ناجي إلى أن «الأهالي قدموا بعد التحرير اعتراضاً أمام القائمقام بعدما حددوا مشاعات البلدة المعروفة منذ زمن بعيد، وقد وصل هذا الاعتراض الى رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود الذي وعد بمعالجة الأمر وإعادة الأملاك إلى حالها». لكن، إلى الآن لم يحدث شيء.

وفي صور، اجتمعت «الدولة» في مركز باسل الأسد الثقافي لمناقشة أزمة البناء المخالف والتعدي على الأملاك العامة ومصادرتها، المتفشية في منطقتي الزهراني منذ نحو الشهر. وبعد تدهور محاولة السيطرة عليها بين المواطنين في الزهراني واستباقاً لانفلاتها في منطقة صور، اجتمع إلى طاولة واحدة مدعي عام الجنوب القاضي سميح الحاج، وقائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، ومحافظ الجنوب بالوكالة نقولا أبو ضاهر، وقائمقام صور بالوكالة سعد الله غابي، وقائد سرية درك صور العقيد جورج إلياس، ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، ورؤساء البلديات ومسؤولون في حركة أمل وحزب الله.

خلص المجتمعون إلى الاتفاق على وقف أعمال البناء والبقاء على تراخيص البناء البلدية وبدء السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية الفوري بتنفيذ الإجراءات الحاسمة لمنع التعديات والبحث المستقبلي لما حصل من مخالفات وإجراء المقتضى.
وتحت العنوان نفسه، أشارت التقارير الأمنية التي سجلت في الأيام الخمسة الماضية، إلى أن «قوى الأمن الداخلي مُنعت من قمع 52 مخالفة بناءً مشيدة على الأملاك العامة أو في المشاعات أو في أراضي الدولة، وقد استعمُلت النسوة والأطفال والإطارات المشتعلة لمنع القوى الأمنية من قمع المخالفات». كذلك أشارت المعلومات إلى أن «رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين الذي شيّد على أراض عامة فيلا ومدرسة على حساب مجلس الجنوب، منع قوى الأمن الداخلي من وضع وقوعات وإشارات هندسية معدّة لتحديد الأرض لبناء سجن مقرر».

السابق
رداً على الأستاذ طلال سلمان: نصائحكم لسورية تستولد القلق فقد أصبحتم شاهد عيان عن بعد
التالي
حملة تشجير في صور