صالح: كلام الراعي وطني بامتياز

اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح ان خطورة ما يجري في سورية تكمن في اعطاء المظاهرات طابع الاصطفافات المذهبية جراء تغلغل واندساس البعض بين المتظاهرين، لتحويل مسارهم واهدافهم الاجتماعية الى موجات من الصراخ السياسي لتهيئة الارض امام فتنة مذهبية قد تمتد في حال اندلاعها الى خارج سورية، لتطال جميع دول المنطقة دون استثناء، متمنياً على اللبنانيين عدم الانجرار وراء ما تخططه الولايات المتحدة واسرائيل لدول المنطقة وعدم السماح بزج لبنان في لعبة الصراعات المذهبية التي ستقوى باندلاعها على اعمدة الهيكل وتؤدي بالتالي الى سقوطه فوق رؤوس الجميع.
 
وعلى خط الازمة اللبنانية، استهجن صالح لصحيفة "الانباء الكويتية"، مسارعة بعض الوسائل الاعلامية المأجورة الى استغلال كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي القاها خلال احتفال تجليسه على عرش البطريركية المارونية، وذلك بتفسيرهم ما جاء في مضمونها على انه رسالة موجهة الى كل من حزب الله والعماد عون، لاسيما لجهة ما جاء فيها بان "لا طائفة قد تحتكر البلاد لأن بذلك احتقارا للجميع"، معتبرا ان كلام الراعي وطني بامتياز ويعبر عن عمق وسمو شعاره "شراكة ومحبة"، مؤكدا ان البطريرك الراعي لم يقصد لا الطائفة الشيعية ولا حزب الله ولا اي فريق لبناني معين، انما اراد التأكيد امام جميع القيادات اللبنانية ان الوطن للجميع وليس لفئة دون اخرى، وهو ما تؤكده دوما الطائفة الشيعية وما حرص على تطبيقه "حزب الله" من خلال دعوته قوى 14 آذار الى المشاركة في الحكومة ابان تكليف الرئيس ميقاتي مهمة تشكيلها وقبل اعلان القوى المذكورة الانسحاب طوعا من المشاركة فيها.

وفي سياق متصل، لفت صالح الى ان حزب الله وعلى الرغم من الفضائح التي كشفت عنها وثائق ويكيليكس وعن نوايا العديد من السياسيين تجاهه، مازال حتى الساعة يتصرف على ضوء البيان الوزاري لحكومة تصريف الاعمال والذي اكد باجماع وطني على حماية المقاومة وسلاحها ضمن مثلث "الجيش، الشعب، المقاومة"، وليس على ضوء ارتداد الآخرين عن مضمونه الى حد اقامة المعارك الدونكيشوتية والوهمية لالقاء سلاحها، معتبراً بالتالي انه لا يجوز تأويل كلام البطريرك الراعي ما لم يقله وما لم يعنه لا في كلامه ولا حتى في شعاره الروحي والوطني على حد سواء، خصوصا ان حزب الله يريد من البطريرك الراعي ان يكون حاضنة روحية اساسية لكل اللبنانيين، لاسيما بعد ان فتح نافذة على سورية لاستعادة التواصل معها، وهي النافذة التي اطلت منها سورية لملاقاته وسط الطريق عبر مشاركتها بوفد رفيع المستوى في مراسم التجليس، وهي ايضا النافذة التي رأى فيها البعض بداية لغزل بين الطرفين والتأسيس لمرحلة جديدة مشرقة بين البلدين.

السابق
ماروني: لانقاذ لبنان بالحوار
التالي
الشيعة المعتدلون.. علي الأمين أنموذجًا