الرئيس الإيراني يتباهى بالهيمنة على لبنان والرئيس اللبناني مطالب بالردّ

حسن روحاني
إيران تستبيح السيادة اللبنانية، والرئاسة الأولى تلتزم الصمت حتّى الساعة.

في إنتهاك صريح للسيادة اللبنانية، صرّح الرئيس الايراني حسن روحاني ان لا قرار يتخذ في لبنان دون ايران، وفي كلمة تلفزيونية قرر روحاني الإشادة بموقع ومكانة بلاده في الشرق الأوسط على حساب إستقلال لبنان قائلا “مكانة الامة الايرانية في المنطقة اليوم اكبر من اي وقت مضى”. وتساءل: “اين من الممكن، في العراق وسوريا ولبنان وشمال افريقيا والخليج الفارسي، اتخاذ قرار حاسم من دون اخذ الموقف الايراني في الاعتبار؟ وقال سبب ذلك يعود إلى وعي الشعب الإيراني وفطنة قائد الثورة ووحدة الصف والتضامن في البلاد”.

هذا الكلام إستدعى ردودا سياسية في مقدمها الردّ من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري عبر صفحته الرسمية على تويتر إذ عبّر عن رفضه التام لكلام روحاني وغرّد “هذا القول مرفوض ومردود لاصحابه. لبنان دولة عربية مستقلة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول على كرامتها”.

اقرأ أيضاً: كلمتان تكشفان عنصرية إيران

وكان اللافت صمت الرئاسة الأولى ففي حين صدرت عدة ردود سياسية واعلامية على روحاني لم نسمع اي تعليق من قبل رئاسة الجمهورية او من حزبه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه وزير الخارجية جبران باسيل .
ومن هنا طالب القيادي في حزب “الكتائب “اللبنانية” النائب نديم الجميل، ان يكون لرئيس الجمهورية ميشال عون المؤتمن على السيادة اللبنانية، موقفاً واضحاً وصريحاً، مشيرا الى ان الردّ الّذي صدر عن الرئيس الحريري جيّد ولكنّه غير كاف”.

إلى ذلك رأى الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، أنّ “صمت رئيس الجمهورية ميشال عون عن إهانة الرئيس الإيراني حسن روحاني للبنان ودولته، مرفوض ومخجل”.

وتعليقا على كلام الرئيس الإيراني كان لـ “جنوبية” حديث مع عضو “لقاء الدولة المواطنة” يوسف مرتضى الذي قال أنه “في وقت نشهد ضغطا خليجيا كبيرا على إيران، وفيما كان عنوان المرحلة السابقة القضاء على داعش، فانه على ما يبدو أن الخطة الجديدة بعد إنهاء “داعش” ،وهي قاربت على الإنتهاء، هناك إلتفاتة جدية إلى الجهة التي تؤثر في زعزعة الأمن في المنطقة هي إيران التي تتباهى بهيمنتها وبأنها أصبحت تملك القرار في أربع عواصم عربية”.

وأكّد أن “روحاني تقصد قول هذا الكلام للقول إنه حاضر في الساحات والعواصم العربية وانه شريك في أي تسوية سترسم للمنطقة وبالتالي إيران لها حصة في إدارة المنطقة، لكن هذا أمر خطير جدا لأنه يمسّ بسيادة الدول العربية”. وتساءل” كيف تسمح إيران التي تجابه الغرب وأميركا تحت عنوان عدم المس بسيادتها وهي تمس بسيادة الآخر وهذا ما يدلّ على محاولة إستضعاف عقول الناس”.

وتأسف مرتضى ” اننا في لبنان لم نسمع موقفا من السلطة اللبنانية سوى من الرئيس سعد الحريري الذي ندّد بكلام روحاني. وحتى هذه اللحظة لم نسمع من الرئيس عون وهو الامين على الدستور الذي من المفترض أن يكون له أوّل ردة فعل لرفض مثل هذا الكلام كي لا نكون ساحة مستباحة. وبالتالي عون مطالب بإتخاذ موقف حازم وحاد ضد هذا التدخل السافر بالشأن والسيادة اللبنانية من قبل ايران”.

اقرأ أيضاً: سيناريوات حربية بموازاة «إستراتيجية ترامب» ضد إيران

وبالإشارة إلى مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال إن ” نصرالله في أكثر من خطاب له يحاول إخراج خطابه حسب المناسبة السياسية فإذا كان هناك إضاءة على الدور الإيراني وهذا الدور غير مرغوب فيه يقول أن لا علاقة لإيران بالشأن اللبناني، ولكن في مرات عديدة يتباهى أن جندي في حزب ولي الفقيه، وبالتالي كل ما يملكه نصرالله وحزبه هو مجنّد في سياسة ولي الفقيه التي تبين الآن أنها سياسة تهدف إلى وضع اليد على قرار السلطة اللبنانية والتحكم بالسيادة وهذا أمر مرفوض”.

وخلص مرتضى “هذا أمر مرفوض، ويجب على كل من يملك اخلاقا وطنية وقناعة بأن لبنان دولة وكيان نهائي للبنانيين، يجب عليه أن يرفض هذا الكلام الإيراني بصراحة وبدون لفّ ودوران”.

السابق
تحت أنظار الدولة: 400 الف دونم في البقاع تزرع بالحشيشة وتباع بحماية سياسية وحزبية
التالي
أصحاب الفانات يواجهون السلطة في «المريجة – كلية العلوم»