هل إستنزفت روسيا في الحرب السورية؟

دخل التدخل الروسي في سوريا عامه الثاني. إستنكارات دولية كثيرة حول ألية عمل روسيا عسكرياً، اميركا تتهمها بإستغلال الحرب السورية للتمدد، وأشار مؤخراً وزير خارجية بريطانيا إلى أن قصف الطائرات الروسية العشوائي على المناطق في حلب يرقى إلى جرائم حرب.

قبل أسبوع بدأ كيري يلمح عن خيارات جديدة في سوريا، مع إمكانية فك التحالف الروسي – الأميركي بإعتقاد منه أن روسيا شريكة في أعمال النظام السوري وغير متعاونة في الملف الأكثر تعقيداً في قضايا الشرق الأوسط.  أما روسيا فرأت أن تصريحات واشنطن عن وقف التعاون مع روسيا في سوريا إبتزاز وتهديد.

الكاتب السياسي ماجد كيالي في مقال له بعنوان “عام على القصف الروسي للسوريين” تحدث عن عدم تحقيق روسيا أين من اهدافها فهي لم تقضِ على داعش بحيث أن جهود الطائرات الروسية إستهدفت فقط الحاضنة الثورية.

وفي حديث للمحلل السياسي محمد عقل مع موقع “جنوبية” وتعليقاً على مرور سنة على التدخل العسكري الروسي في سوريا، أشار إلى «تحقيق روسيا عدد من الإنجازات أهمه تدعيم حضورها العسكري على الساحل السوري. ويعد هذا لإنتشار بوجه الإنتشار العسكري الاميركي في أوروبا الشرقية، وأدخلوا صواريخ أس 300 وأس 400 بعد أن كانت ممنوعة وإستقدموا بعض الغواصات. كل ذلك حصل في تفاهم مع تل أبيب ويجب الإنتباه إلى أن التفاهم مع تل ابيب غير وسيغير نتائج ومسار الحرب».

روسيا

وعن سؤال من يدير الصراع بشكل أفضل أميركا أم روسيا، أجاب عقل «أن روسيا تتخبط حالياً، لان حلفاءه على الأرض غرقوا بالكوارث الناتجة عن الأعمال الحربية، لقد إختارت روسيا الوقوف إلى جانب النظام بدل أن تكون حكم لصراع بهذا الحجم، فسوريا تدمرت مقوماتها الإقتصادية والإجتماعية، وتدرك روسيا أنها تدافع عن نظام منتهي الصلاحية، لذلك تعول اكثر على إستعراضها العسكري بوجه أميركا.»

هل إستنزفت روسيا في الحرب السورية؟

يرى عقل أن النظام والإيرانيين وحزب الله بالإضافة إلى الميلشيات إستنزفوا، ولكن روسيا مازالت قادرة على المناورة، إلا ان إصطفافها بهذا الشكل إلى جانب النظام السوري وتغاضيها عن اخطاء النظام، ينعكس على دورها الدولي، فهي لم تعد دولة جبارة إنما يصر بوتين على تحويل دولته إلى عنصر من عناصر الصراع، على عكس أميركا التي حافظت على موقعها وإبعاد نفسها عن وحل النزاع المدمر في وريا، والمفارقة أن روسيا تتخذ موقف متشدد من المعارضة السورية بينما أميركا فتتبع مع النظام السوري وإيران لعبة شد الحبال واخرها تصريح كيري عن أن اميركا لن تستهدف حزب الله رغم إندراجه في لائحتها الإرهابية.»

إقرأ أيضاً: الأسد «جوهر» الأزمة بين أميركا وروسيا!

وعن إلى ماذا سيؤول فك الشراكة بين روسيا واميركا، إعتبر عقل أن انحلال العمل بين كيري ولافروف يؤثر سلباً على روسيا واميركا ولكن موسكو ستضرر أكثر لأنها تتحرك في عمق الصراع وتقود حملاتها العسكرية بشكل نشيطة جداً في حلب، إلا أن الوقت الحالي يفرض على روسيا البحث بأساليب غير مباشرة لإسترضاء أميركا، ويبرز ذلك بعد كل تصعيد اميركا، بحيث نرى لافروف يسعى جاهداً لترطيب المواقف مع اميركا.»

وفي جوابه عن ماذا خسرت روسيا بسبب دخولها العسكري، اشار عقل إلى ان سيناريو المعارك السورية وتعاظم التدخلات الأجنبية فرضت عليها قبول عدة تغيرات ليست لصالح على ارض المعركة، فقبل سنة صرح الكرملين أنه لن يرضى دخول تركيا إلى الاراضي السورية، ولكن عندما صارت الدبابات والمدرعات التركية في عمق حلب قبل شهرين لم نسمع التصعيدات الروسية المعتادة وغابت لغة بوتين الفوقية، ورضيَّ بوتين بالتدخل وإكتف هو وقياداته العسكرية ودبلوماسييه بالكلام التحذيري من مغبة التدخل وإنعكاساته السلبية».

إقرأ أيضاً: أبعاد قصف روسيا لـ«جيش العزّة» المدعوم من أميركا

كذلك، «فشلت روسيا في صياغة الإتفاق السياسي لتلاقي الأطراف المتناحرة في ظل إجماع الجميع على ضرورة الحل السياسي وهو مذكور في إتفاقات جنيف، لذلك عحزت روسيا عن تطبيع الوضع في سوريا، وعليه فإن مجمل القراءة للوضع في سوريا منذ تدخل بوتين إلى الآن يشير إلى ان روسيا إبتلعت الطعم، وما سينتج في المستقبل القريب او في اواخر عام 2017 سيكون إرتداداً للآثار السلبية على دخول روسيا الحرب كطرف وليس كحكم للصراع».

السابق
نصرالله: جماهيره الطائفية تفضحه
التالي
شهادات من سجون الأسد: أشجع رجل رأيته في حياتي