نساء البلديات: بيروت الأولى والنبطية «الطشّ»

تمثّل الانتخابات البلدية فرصة أمام النساء للمشاركة في الحياة السياسية المحلية، ولا سيما في ظلّ صعوبة وصولهن إلى المناصب النيابية أو رئاسة الأحزاب. وقد أُطلقت، في هذا السياق، حملات تحثّ المرأة على الترشح إلى الانتخابات البلدية، منها حملة “تفعيل دور النساء في البلديات” التي أطلقتها “جمعية نساء رائدات”، بالإضافة إلى تجربة “بيروت مدينتي” اللافتة لجهة اعتماد المناصفة في عدد المرشحين الذكور والإناث. لكن في مقابل هذا النموذج “التقدمي” في بيروت، شهد مسار هذه القضية تراجعاً في حاصبيا مع مواجهة المرأة حظراً دينياً على مشاركتها.

عليه، يمكن القول إن تجربة مشاركة المرأة في انتخابات العام 2016 كانت متناقضةً. لكن ماذا عن تقييمها العام؟ وهل يمكن وصفها بالإيجابية أم السلبية مقارنة بالإستحقاقات الانتخابية السابقة؟

%5.24 من المقاعد البلدية
إلى الآن، لم تصدر أرقام دقيقة أو رسمية حول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية. لكن قراءة أولية في النتائج وأعداد المرشحات والفائزات، وفق أرقام وزارة الداخلية و”الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” غير النهائية، تظهر تقدماً في مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية لجهة الترشح والفوز.ويظهر رسم بياني نشرته الهيئة أن عدد الفائزات في الانتخابات البلدية ارتفع من 520 في العام 2010 إلى 599 في العام 2016، أي ما نسبته 5.24% من مجموع المقاعد البلدية. وهذا ما يظهر تقدّماً في نسبة الفوز مقارنة بالعام 2010، التي بلغت 4.7% وفاقت نسبة العام 2004 البالغة 2.02%، وفق تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP). وبالتالي، يمكن الإستنتاج أنه رغم أن نسبة شغل النساء المقاعد البلدية لا تزال ضئيلة، وهي لا تتخطى 5% تقريباً، إلا أنها في إزدياد متواصل.

إقرأ أيضًا: من خلاصات الانتخابات البلدية: «لا» في وجه الأحزاب.. #كلّن

أما في ما يخص ترشح المرأة إلى المقاعد البلدية، فتظهر أرقام “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة” تقارباً في أعداد المرشحات بين عامي 2010 و2016، إذ ارتفع من 1342 إلى 1346. ولعلّ المؤشر الأبرز لتقييم مشاركة المرأة في الانتخابات هو نسبة الفائزات من إجمالي عدد المرشحات، التي ارتفعت من 38% في العام 2010 إلى 44.6% في العام 2016 وفق أرقام “UNDP” و”الهيئة الوطنية”. ما يدلّ على أن نحو نصف اللواتي خضن المعركة الانتخابية تمكّن من الوصول إلى المجالس البلدية.

النساء في المحافظات
ورصدت “الهيئة الوطنية” تقدّماً في نسب ترشّح المرأة وفوزها في محافظتي الجنوب وجبل لبنان، وتراجعاً في محافظتي عكار ولبنان الشمالي. ففي الجنوب ارتفع عدد المرشحات من 101 إلى 185، والفائزات من 59 إلى 80 بين 2010 و2016. كذلك ارتفع عدد المرشحات في جبل لبنان من 367 إلى 164، والفائزات من 164 إلى 227. في حين شهدت مشاركة النساء في عكار ولبنان الشمالي انخفاضاً حاداً، على صعيد الترشح من 449 إلى 279، وعلى صعيد الفوز من 229 إلى 138.

وسجّلت بيروت، بين المحافظات، النسبة الأعلى لجهة ترشح النساء (19.3% من إجمالي المرشحين)، وفوزهن (12.5% من إجمالي المقاعد). عليه، تفوز العاصمة، بشكلٍ غير مفاجئ، بالنسبة الأعلى لتمثيل المرأة في المجلس البلدي، تليها، من حيث نسب الفوز، محافظة الشمال (7.7%)، ثمّ جبل لبنان (6.4%)، والجنوب (4.8%)، والبقاع (2.5%)، لتسجّل محافظة النبطية النسبة الأدنى من الفائزات في الانتخابات البلدية والبالغة 1.87%.

إقرأ أيضًا: الانتخابات البلدية فضحت حجم الثنائيات الشيعية والمسيحية!

يمكن، في ضوء هذه النتائج والنسب المتفاوتة، دراسة واقع المرأة في لبنان عموماً بين الأمس واليوم. ويمكن أيضاً مقارنة وضع النساء ونشاطهن وفعاليتهن وفق المناطق، وربما الطوائف. ونظراً إلى تعطل الانتخابات النيابية، تبقى الانتخابات البلدية إحدى أهم المؤشرات على مشاركة المرأة في المجال العام، ومواقع إتخاذ القرار.

عدد الفائزات في الانتخابات البلدية
عدد الفائزات في الانتخابات البلدية

(المدن)

السابق
لائحة أميركيّة ثانية قد تضم وزراء ونوابًا من «حزب الله»
التالي
مناقشة رسالة نهاية الدروس لنيل «الماستر في العلاقات الإسلاميّة والمسيحيّة» الـMRIC