من وراء اطلاق «التحالف المدني الاسلامي» ومن يموله؟‏

في زمن التسويات وتزايد الحديث عن التقسيم والتطرف والإرهاب، سيولد في لبنان في الأسابيع المقبلة «التحالف المدني الاسلامي» في الوسط السني، هي مبادرة وطنية إسلامية تهدف إلى توحيد الصفّ السني لرفع الظلم والحرمان عن المناطق السنية التي يعاني أهلها من الفقر والحرمان، كطرابلس وعرسال وغيرها.

رئيس ‘هيئة السكينة‘ الاستاذ أحمد الأيوبي أحد المبادرين لإطلاق التحالف يشرح في حديث لـ«جنوبية» عن غاية التحالف وأهدافه. فقد أكّد الأيوبي أنّ الهدف هو «استجماع الطاقات الاسلامية والعمل مع الحركات السياسية والمدنية السنية للحفاظ على حضور المسلمين في الدولة اللبنانية، ورفع الصوت في الأمور التنموية والاجتماعية».

إقرأ أيضًا: السيد محمد حسن الأمين: لا «تبشير» بين المذاهب الاسلامية بل «حوار»

وأضاف الأيوبي «هناك طاقات إسلامية كبيرة نعمل على جمعها في التحالف من عكار إلى شبعا، من محامين، أطباء ومهندسين، مثقفين وإعلاميين ورجال أعمال..لكي ننخرط في المشروع السياسي لاستنهاض الطائفة السنية، وللوصول إلى التكامل مع كل المكونات السنية في لبنان. إضافةً إلى بناء علاقة وشراكة حقيقية مع الطائفة الشيعية، أي مع الأحرار الذين يرفضون الخضوع للهيمنة الإيرانية على لبنان».

أمّا عن العلاقة مع أبرز الأقطاب السنية في لبنان قال الأيوبي «نحن على يمين تيار المستقبل في خياراته الإستراتيجية والوطنية، والتأكيد على الثوابت الوطنية والسيادية التي يسعى إلى تحقيقها تيار المستقبل، بل ندعوه إلى التمسك بهذ الثوابت، وندعوه للعمل على تحقيق التنية في طرابلس وعرسال المنكوبتين، فطرابلس صنّفت من المدن الأكثر فقرًا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وهي بحاجة إلى مشاريع تنموية واجتماعية».
وتابع الأيوبي «أمّا الجماعة الإسلامية فهي عنصر استقرار وصرح تربوي له الفضل على المسلمين في لبنان، ونحن سنسعى للعمل معها على من أجل سد الثغرات والفجوات، كذلك مع هيئة العلماء المسلمين من أجل التشاور والتنسيق والتعاون وترتيب الخطاب لما فيه صالح للمصلحة العامة».

احمد الايوبي

وشدّد الأيوبي أنّ التحالف «يؤمن بأنّ الحوار هو السبيل الوحيد والأمثل من أجل الوصول إلى حلول في كل القضايا العالقة، لذلك نحن سنطلق حوارا فكريا وإعلاميا وسياسيا من خلال ندوات ومؤثرات.. نأمل أن تصل إلى كل الحركات الإسلامية بما فيها الحركات الجهادية على أمل أن نستطيع تغيير فكر هؤلاء وعودتهم للإنخراط في المجتمع اللبناني».

ورحّب الأيوبي «بالمصالحة التي حصلت بين الرئيس سعد الحريري والوزير السابق عبد الرحيم مراد، وعلى أمل حصول مصالحة مشابهة بين الرئيس نجيب ميقاتي والحريري والعمل على مراجعة شاملة والاستفادة من دروس الماضي، من أجل مصلحة طرابلس أولاً ومصلحة لبنان ثانيًا».
أمّا بالنسبة للعلاقات العربية فقال الأيوبي «نحن مع الخيار السعودي في السياسة العربية الذي يواجه المشروع الإيراني والتطرف في الخليج والعالم العربي، إضافة إلى سعي المملكة الى تجميع القدرات للوصول إلى مشروع عربي حضاري».

وعن تمويل التحالف قال الأيوبي أنّ «التحالف هو مستقل يسعى إلى دعوة رجال الأعمل وأصحاب المبادرات من أجل المشاركة معه في المشاريع التنموية والعلمية التي ينوي إطلاقها».

إقرأ أيضًا: لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟

أمّا فيما يتعلق بموعد الإعلان رسميًا عن التحالف أكّد الأيوبي أنّه خلال خمسة عشر يومًا سيعلن في مؤتمر صحفي عن التشكيلة النهائية التي سيتألف منها التحالف وهم حوالي 50 شخصا من جميع المناطق اللبنانية، وسيعلن عن آلية العمل المبنية على الشورى والوضوح والشفافية في إدارة العلاقات السياسية.

أمّا أبرز الثوابت الوطنية التي يؤمن بها التحالف تتلخص بالنقاط التالية.

ــ استجماع الطاقات وتوفير الجهود من خلال العمل المشترك.

ــ تقديم رؤية حضارية للإسلام، تتلاءم مع طبيعة الوجود الإسلامي في لبنان.

ــ تعزيز العلاقات داخل الصف الإسلامي والتعاون والتكامل مع كل مكوّنات الشارع السني.

ــ التمسك باتفاق الطائف وبالعيش المشترك مع جميع الطوائف والمذاهب.

ــ رفض الخروج على الدولة والعمل على تطبيق الطائف بكل مندرجاته، بما في ذلك إنشاء مجلس للشيوخ وتأمين تمثيل عادل ومتوازن للطوائف، مع المضي قدما في اتجاه إلغاء الطائفية السياسية.

ــ رفض الاستفراد بالدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والأمنية والتنموية، والتصدي لتغوّل الأمن في الحياة العامة.

ــ اعتبار الحريات ورفض الظلم والعدوان والديكتاتوريات من الثوابت، وتضع “القوة المدنية لأهل السنة” هذه الثوابت قاعدة انطلاق لصياغة العلاقات مع القوى والمكونات السياسية والاجتماعية في لبنان.

ــ اعتبار دار الفتوى المرجعية الصالحة للانطلاق من ثوابتها الإسلامية والوطنية وموقعها الجامع، في صياغة الاستراتيجيات الكبرى لأهل السنة في لبنان

السابق
سعد الحريري استقبل الأندية الرياضية في بيت الوسط
التالي
الراعي في رسالة الفصح: لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه