اليمن صار إيرانياً.. والخليج «أعرب عن قلقه»!

الحوثيون
رغم تحذيرات واشنطن التي اعتبرت ان سيطرة الحوثيين على اليمن مخالفة لمبدأ الإجماع الوطني لحل الأزمة، فإنّ جماعة عبد الملك الحوثي المدعومة من إيران لا تبدو مكترثة بهذه التحذيرات، بل هي مستمرة في توطيد سيطرتها على البلاد. ومن ورائها تبدو طهران متلهّفة لاستدعائها أكي تجلس الى الطاولة الخليجية - الدوليّة لتبدأ في إملاء شروطها.

دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد الى اعادة شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي استقال بسبب سيطرة الحوثيين على صنعاء، معتبرا انّ الوضع في اليمن “يتدهور بشكل خطير”.

وقال بان في الرياض إنّ “الوضع يتراجع بشكل خطير جدا مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتسببهم بفراغ في السلطة”، وذلك في اشارة الى قيامهم بحل البرلمان وبتشكيل لجنة امنية لادارة شؤون البلاد تمهيدا لتشكيل مجلس رئاسي.

واضاف “يجب ان تتم اعادة شرعية الرئيس هادي “.يأتي تصريح الأمين العام للأمم المتحدة هذا بعد وصول الاندفاعة الحوثية في اليمن إلى أقصاها، فقد أعلن الحوثيون الشيعة في اليمن يوم السبت تشكيل لجنة امنية عليا لادارة شؤون البلاد حتّى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين، لضمان سيطرتهم على البلاد بعد اعلانهم حل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي في خطوة تثير بلبلة.

وتضم هذه اللجنة، بحسب البيان رقم واحد للحوثيين، الذي نشر بعيد حل البرلمان يوم الجمعة، بين اعضائها البالغ عددهم 18، وزيري الدفاع والداخلية في حكومة عبد ربه منصور هادي التي استقالت تحت ضغط حركة انصار الله الحوثية..
أما ردّ الفعل القوي فقد أتى من أصحاب الشأن والمعنيين بشكل أساسي بما جرى في اليمن، ممن يعتبرون أنفسهم مستهدفين أولا في تلك الحركة العسكرية السياسية الدراماتيكية الانقلابية، وهم قادة دول الخليج العربي. فقد ندّدت دول مجلس التعاون الخليجي بما اعتبرته “انقلابا”.

وقال المجلس في بيان نشر من مقرّه في الرياض إنّ “هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال، ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني، ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر”.

ورغم تحذيرات واشنطن التي اعتبرت سيطرة الحوثيين على اليمن البلاد “مخالفة لمبدأ الإجماع الوطني لحل الأزمة، واعلان مجلس الأمن عن امكان القيام بخطوات لم يحددها إذا لم يعد الحوثيون الذين استولوا على السلطة في اليمن إلى طاولة المباحثات، فإنّ جماعة عبد الملك الحوثي المدعومة من إيران لا تبدو مكترثة بهذه التحذيرات وهي مستمرة في توطيد سيطر،تها على البلاد أمنيا وعسكريا وسياسيا، ومن ورائها تبدو طهران متلهّفة لاستدعائها كي تجلس الى الطاولة الخليجية – الدوليّة لتبدأ في إملاء شروطها وكشف مطالبها فيما يتعلّق بمصالحه،ا في اليمن خصوصا وفي منطقة الخليج عموما، ويمكن أن تكون أزمة البحرين هي أوّل بند على جدول أعمال المفاوضات اليمنيّة المقبلة.

وبينما يتوسّع النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، يصاحبه طموح أن يشمل في المستقبل البحرين مع تأثير قد يستجدّ بفعل القوة الاستراتيجية النامية لإيران هناك،ليشمل لاحقا الكويت والامارات في حال استمرّ تقدّم هذا النفوذ على وتيرته واستمرّ الارتخاء العربي الخليجي على حاله، فان تلك الدول يبدو ان أقصى ما تفعله هو دبّ الصوت والقلق والاستنكار والشجب، دون فعل أي عمل منظم وجريء على الأرض. وعلى هذا المنوال فمن المنطقي ان تصحّ التوقعات التي تتنبّأ وتقول ان إيران ستصبح اللاعب الاقليمي الأوّل في المنطقة، وان على دولنا وشعوبنا ان تستعدّ لمرحلة حقبة جديدة من الهيمنة والسيطرة الكولونيّة …وهي الحقبة الإيرانية.

السابق
فرنسا.. ضد الإرهاب تارة ومعهُ تارة أخرى
التالي
مافيا الدعارة: احذروا الحسابات الوهمية على الفيسبوك