أكثر من 100 يوم على اعتصام المياومين ولا حلول

يمكن القول إن كلّ المفاوضات بشأن قضية تثبيت المياومين في «مؤسسة كهرباء لبنان» ومنحهم حقوقهم، قد باءت بالفشل حتّى الآن، إذ لم يجنِ المياومون وجباة الإكراء سوى وعود في الهواء.

كل محاولات الضغط والتصعيد التي مارسوها منذ أكثر من مئة يوم حتى الآن، من إشعال إطارات وقطع طرق لم تفضِ إلى النتيجة المرجوة، فمؤسسة الكهرباء ما زالت على موقفها لناحية تحديد عدد الشواغر في ملاكها بـ897 مركزاً وإجراء مباراة «مجلس الخدمة المدنية» على هذا الأساس.
قزي يتدخّل
كان يوم أمس، حافلاً بما يمكن تسميته «استنفاراً» في صفوف المياومين الذين أشعلوا الإطارات امام رويال تاور قبل أن ينطلقوا إلى مبنى شركة «نيو كومباني دباس» حيث نصبوا خيمة ورفعوا شعار «فلتسقط الشركة». كما قطعوا الاوتوستراد الذي يصل طريق الدورة بالحازمية بالاتجاهين.
في موازاة ذلك، حضر وزير العمل سجعان قزي الى مكان اعتصام المياومين بناءً على طلبهم، وفتحت بعدها الطرق.
ويوضح قزي لـ«السفير» أنه «اجتمع مع المياومين واستمع إلى مطالبهم، إلا أن الحل ليس بيده»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «سيقوم باتصالاته اللازمة في محاولة لحلحلة مشكلة المياومين الذين طالت معاناتهم ومعاناة عائلاتهم». ويلفت الانتباه إلى أنه «سيحاول فتح قنوات حوار بين المعنيين بالقضية، وسيتّصل بشركة دباس للتفاوض من أجل المياومين». إلاّ أنّ قزي انتقد «اللجوء إلى قطع الطرق وحرق الاطارات لأجل الحصول على الحقوق، لأنّ ذلك لا ينفع المياومين ولا القضايا العمالية، بل يعطّل حياة الناس وتنقلاتهم، فيما الدولة والمؤسسات المعنية في القضية لا تحرّك ساكناً».
وعلمت «السفير» أن «قزي وعد المياومين بالتدخّل لمصلحتهم والدفاع عنهم، وقد طلب مهلة 24 ساعة حتى يقوم بما يستطيعه لأجل القضية». من جهتهم، يشدد المياومون على «ضرورة إيجاد حل حقيقي لمشكلتهم»، طالبين «مناقشة الأمر في أول جلسة للحكومة». وتؤكّد مصادر المياومين لـ«السفير» أن «الاعتصام مستمرّ، ومشهد يوم أمس سوف يتكرّر حتى يقبض المياومون في شركة نيو كومباني رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر، إضافةً إلى حلحلة مشكلة المياومين ككل».
مبادرة
وتشير مصادر متابعة للملف إلى «مبادرة قام بها وزير الزراعة أكرم شهيب بين المياومين ومؤسسة الكهرباء وقد وافق عليها الطرفان، بحيث تؤمن حقهما بشكلٍ عادل، إلاّ أنّ هذه المبادرة لم تعلن حتى الآن ولم يبدأ تنفيذها». وتأمل المصادر «ألا تسقط هذه المبادرة ككل المفاوضات السابقة ضحية الحسابات السياسية التي فاقمت مشكلة المياومين».
وفي الاعتصام الذي كان صورة جلية عن نفاد صبر هؤلاء المياومين وجباة الإكراء، جدد المياومون التأكيد على حقهم في التثبيت في ملاك مؤسسة كهرباء لبنان وفي قبض رواتبهم المستحقة، بعدما خدموا المؤسسة لسنواتٍ طويلة.
وعن موضوع شركات مقدمي الخدمات، لفتوا الانتباه إلى أن «قيمة التزام هذه الشركات حوالي المليار دولار». سائلين: «هل هذه الشركات تؤدي عملا أفضل من مؤسسة كهرباء لبنان؟».
في سياقٍ آخر، طلب المكتب الإعلاميّ في مصلحة النقابات في حزب القوّات اللبنانيّة من لجنة المياومين «فكّ الإضراب وفتح أبواب المؤسسة للعمال والمياومين رأفة بهم و بالمواطنين على حدّ سواء»، داعياً «جميع النقابيين للتعاضد والتوحّد لمراقبة حسن تنفيذ القانون بما فيه ذلك من مصلحة للمياومين وللمؤسسة وللشركات، لأنّ استمرار الوضع على حاله بمياومين لا يقبضون رواتبهم، وبموظفين لا يداومون في مكاتبهم وفواتير لا تُجبى لتتكدّس مرّة واحدة للتحصيل من المواطنين، لا يمكن أن يستمرّ». ورأى أن «الحلّ بعودة الجميع الى عملهم مقابل تنفيذ دقيق لما ورد في القانون رقم287 وهذا ما نتعهد به امام الرأي العام، على قاعدة تأمين حق العمل للجميع وإنما ضمن حدود العقل والمنطق والمصلحة العامة أيضاً».

«دباس»: لسنا معنيين بالاعتصام

أوضحت الشركة الوطنية للخدمات الكهربائية ش.م.ل NEU Company التابعة لمجموعة دباس، في بيان، انها «ليست معنية بإضراب المياومين وجباة الإكراء السابقين المستمر منذ 9 آب الماضي، كونه نتيجة خلاف بينهم وبين مؤسسة كهرباء لبنان وموجه ضدها وليس ضد الشركة».
وأشارت الى ان «الإضراب الذي شل مؤسسة كهرباء لبنان كما الشركة الوطنية لأكثر من ثلاثة أشهر، أوقف معظم الخدمات التي تقدمها الشركة وأهمها الجباية. وقد ترتب على ذلك توقف مؤسسة كهرباء لبنان عن دفع أي مستحقات للشركة حتى معاودة الجباية».
وأعلنت أنها «بعد انتظام العمل لديها ولدى مؤسسة كهرباء لبنان بصورة طبيعية، عندها ستعاود دفع اجور موظفيها وفقاً للقوانين والأصول المرعية».

السابق
الانتفاضة الثالثة.. والحقيقة الثابتة
التالي
 كيري يرجئ سفره الى فيينا حيث مفاوضات اللحظات الاخيرة حول الملف النووي الايراني