مسؤول أوروبي: التحالف المعادي للاسد اتفق على مواجهة التنظيمات الجهادية

كشف مسؤول أوروبي في حديث لصحيفة “النهار” ان “أميركا اتفقت مع الدول الغربية والعربية والإقليمية المؤثرة التي تقود التحالف الدولي – الإقليمي المعادي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على استراتيجية مشتركة لمواجهة التنظيمات الجهادية المتطرفة والقوى الإرهابية، وإحباط خططها لاستخدام الساحة السورية من أجل إنشاء قواعد ومراكز فيها تنطلق منها نشاطات وأعمال إرهابية يمكن أن تستهدف دولاً عدة في المنطقة وفي الساحة الدولية”، مشيراً الى ان ” هذه الاستراتيجية ترتكز أساساً على تحميل نظام الأسد المسؤولية الأولى عن إمكان تحول سوريا “أفغانستان أخرى” ومصدر تهديد جدياً للأمن القومي الأميركي والأوروبي والإقليمي وتتضمن تنفيذ إجراءات محددة أمنية وغير أمنية من أجل حماية الساحات المستهدفة من هذه الأخطار”.

ولفت المسؤول الى إن “المسؤولين الغربيين والعرب والأتراك المعنيين بالأمر يرفضون تماماً رواية نظام الأسد عن أسباب تزايد نفوذ الجهاديين والمتشددين في سوريا ويركزون في اجتماعاتهم ومناقشاتهم على المسائل والأمور الأساسية الآتية:
أولاً – ترفض دول هذا التحالف السقوط في فخ النظام الذي يحاول تشويه حقيقة الأوضاع في سوريا، وتصوير ما يجري فيها على انه صراع بين السلطة ومجموعات إرهابية تخريبية ويطلب مساعدة دول العالم له من أجل القضاء على هذه “المؤامرة” وقت تظهر الحقائق والوقائع ان سوريا تشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات صراعاً دامياً بين شعب محتج يملك إمكانات محدودة ويتمسك بمطالب عادلة ومشروعة يؤيدها السوريون في غالبيتهم الواسعة، وقيادة مصممة على التمسك بالحكم والسلطة أياً تكن الأثمان الباهظة.
ثانياً – ترفض دول التحالف أي نوع من الحوار أو التفاهم أو التعاون مع نظام الأسد من أجل مواجهة الجهاديين والإرهابيين لأنها على اقتناع بأن النظام هو المسؤول الأول والأكبر عن نمو هذا الخطر وعن تغذيته ولأن أعماله وممارساته هي التي تجذب الى سوريا الجهاديين من دول عدة إذ انه هو الذي فجر الحرب، وهو الذي رفض ويرفض الحل السياسي الشامل للأزمة.
ثالثاً – ليس النظام في حال حرب مع الجهاديين كما يقول بل انه يستغل وجودهم لمحاولة الإساءة الى الثورة ويتعاون أحياناً مع البعض منهم، وقت تظهر الوقائع ان القوى المعارضة المسلحة هي التي تخوض منذ أشهر حرباً حقيقية ضد تنظيمات متشددة مرتبطة ﺑ “القاعدة”.
رابعاً – ثلاثة عوامل أساسية تمنع أي نوع من التنسيق والتعاون مع نظام الأسد هي الآتية: الأول، ان النظام يتهم جميع المعارضين والثوار بأنهم إرهابيون وأي تعاون معه يعني تأييد حربه المدمرة وهذا مرفوض تماماً. الثاني، ان النظام يستخدم الإرهاب ضد المدنيين إذ انه يقصف على نطاق واسع المناطق والأحياء المدنية بالصواريخ والبراميل المتفجرة مما يشكل استناداً الى القانون الدولي وفي وقت واحد أعمالاً إرهابية وجرائم ضد الإنسانية. الثالث، ان دول التحالف تدعم المطالب المشروعة للثورة الشعبية وتريد إنقاذ سوريا مما يتطلب قيام نظام جديد وليس التعاون مع الأسد”.

 

السابق
القوات الاسرائيلية تقتحم مقر تلفزيون فلسطين في القدس
التالي
شرعية السلطة أم اسلاميتها؟