هل يغير ’حزب الله’ قواعد اللعبة على الحدود اللبنانية؟

تبدو الحدود اللبناينة –الإسرائيلية هادئة للغاية، لكن ضباط كتائب الجيش الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود لهم رأي آخر. فخلال الاشهر الاخيرة طرأت تطورات جوهرية على توازن الردع القائم بين إسرائيل و”حزب الله”، لم يصل منها الى القراء المشغولين بموضوعات اخرى الا الجزء القليل.

ففي مطلع شهر آذار، انفجرت عبوة ناسفة في هار دوف[مزراع شبعا] وتسببت باصابة سيارة عسكرية محصنة تابعة لكتيبة المظليين. إلى الغرب من ذلك، وفي منطقة أفيفيم، لاحظ الجنود التابعين لكتيبة الهندسة نشاطاً واضحاً وعلنياً “لحزب الله”، فقد شوهد مقاتل الحزب يقومون بدوريات بالقرب من السياج الحدودي بلباس مدني لكن في سيارات معروفة جيداً من جانب قوات اليونيفيل، واحياناً مع سلاحهم العلني. إلى الشرق وعلى طول الحدود مع سوريا في هضبة الجولان وخاصة في منطقة جبل الشيخ التي ما تزال في قبضة وحدات تابعة للجيش السوري النظامي، وقعت سلسلة محاولات للقيام بهجمات بواسطة عبوات ناسفة واطلاق صواريخ، كان اخطرها في 18 آذار حين جرح ضابط من سلاح المظليين وثلاثة من جنوده احدهم ما يزال في حال الخطر بانفجار عبوة.
هذه السلسة من الهجمات المنسوبة الى التحالف بين سوريا وحزب الله، تفسرها وسائل الاعلام بانها رد على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل الذي تعرضت له بلدة جنتا في سهل البقاع في 24 شباط الماضي. يومها “حزب الله” الذي درج على ضبط نفسه حتى الآن قام بالرد على الهجوم من خلال عبوة مزارع في شبعا، ورد بصورة غير مباشرة عبر الحوادث التي وقعت على حدود الجولان. ويبدو من سلوك “حزب الله” بأنه بصدد رسم خطوط حمراء لإسرائيل هي: من المسوح ان تهاجم إسرائيل سوريا لكنها اذا تعدت على السيادة اللبنانية فستدفع الثمن.
بناء على ذلك، فمن المحتمل أن ما يجري هنا هو اعمق من ذلك وان “حزب الله” يحاول ان يحدد مجدداً قواعد اللعبة في المواجهة مع إسرائيل بعد سنوات من الاستقرار النسبي على طول الحدود. لذا ليس من المستبعد أن تكون سلسلة الحوادث الاخيرة التي شهدناها على الجبهة الشمالية هي نهاية سبعة أعوام من الهدوء الذي ساد منذ حرب تموز 2006.

السابق
بعد 20 ألف متفرّج: بيروت الطريق الجديدة تسدل الستارة!
التالي
الداخلية نفت صدور تعميم بالسماح للبلديات بمنح تصاريح بناء