الذهاب إلى القتال في سورية كسر ضلع المقاومة في الثلاثية

ميشال سليمان
نحن لا نعادي الاشخاص، بل اخطاءهم.. هذا القول لـ«غاندي»، مارسه الرئيس سليمان بالسليقة: عندما ارى امرا ما صحيحا اقول انه صحيح، واذا كان خطأ اقول انه خطأ، ومن يعتبرني لست معه يكون هو المخطئ، وليفتش عن اخطائه قبل ان يعتبرني ضده.

في حديث شامل مع «الأنباء»، عبر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان عن تفاؤله بتمكن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من رأب الصدع العربي وإصلاح ذات البين بين العرب، واثقا أن صاحب السمو سيقوم بدور أساسي ومحوري في المصالحة وتقريب وجهات النظر.

وتوقف سليمان امام تشابه لبنان والكويت في مقاربة الأمور العربية، وقال: الكويت ولبنان يشكلان ثنائيا دائما، وقال ان الكويت وعبر صندوق التنمية لم تُقصر أبدا.  داعيا الخليجيين للعودة إلى لبنان والعمل بجدية على هذا الموضوع.

وحذر سليمان من أن اللجوء السوري أصبح يهدد لبنان بأخطار عديدة، وعلى الدول العربية تقاسم الأعباء معنا، داعيا إلى وجوب التعاون جميعا على درء خطر الارهاب وجمع ذات البين وتهدئة الأمور بين الدول العربية، مؤكدا على دور عربي قوي في تنفيذ خلاصات «مجموعة الدعم الدولية للبنان» وفي استضافة اجتماعات والقيام بمبادرات.  ورأى ان المصلحة اللبنانية تتحقق بانتخاب رئيس جديد وليست بالتمديد انما في تطبيق الدستور.

كاشفا انه سيدعو ممثلي الدول الشقيقة والصديقة من قادة ووزراء خارجية لحضور التسليم والتسلم في القصر الجمهوري، معتبرا ان من يرى أني لست معه فهو مخطئ وليراجع نفسه، ماذا فعل من اخطأ تجاه الوطن والمبادئ التي وضعناها؟، مشددا على أن القيادة السعودية اظهرت شهامة بموضوع الهبة لتسليح وتجهيز الجيش اللبناني، لافتا إلى أن تفاهم السعودية وإيران أمر في غاية الأهمية.

مشيرا إلى أنه لم يقطع شعرة معاوية مع أحد وعليهم الانتباه لأنهم آذوا الرئيس كثيرا جدا.  واصفا الفراغ بأنه خطير جدا ويكسر التوازن الميثاقي.

قائلا إن من يقرر في تسليح الجيش وفق الهبة السعودية هو العماد قهوجي وضباطه وأنا أثق بهذا الرجل وهو كفؤ.  كاشفا انه عندما تحوز الحكومة ثقة البرلمان فسيدعو إلى الحوار لاستكمال نقاش الاستراتيجية الدفاعية، قائلا ان من تخلى عن ثلاثية جيش وشعب ومقاومة هو المسؤول عن ذلك.

وأن الحل لتجنب تداعيات الازمة السورية هو بالتزام اعلان بعبدا، موضحا ان «الطائف» قال بالعلاقة المميزة عبر عدم تأجيج الخلافات في سورية ونحن مع كل السوريين.  ولم يمانع وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة وهناك ضرورة لتعديل الدستور.  وفيما يلي النص الكامل للحوار مع الرئيس العماد ميشال سليمان:  ما شعوركم لما ستحققه القمة العربية في الكويت المقررة في 25 و26 الجاري؟

سأكون قريبا عندكم في الكويت، وكالعادة فإن الكويت هي التي تحل الازمات العربية وتفكفك العقد والصواعق.  صحيح ان الجو متوتر قليلا.. لكن اتكالنا على صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صاحب الدور الاساسي والمحوري في المصالحة وتقريب وجهات النظر.

وعن المصلحة اللبنانية تمديد ولايته الرئاسية، أجاب سليمان:  ليس أكيدا ان المصلحة اللبنانية تقتضي التمديد او تتحقق بالتمديد، ربما تتحقق اكثر عبر مجيء رئيس جمهورية جديد، لأنه دائما الرئيس الجديد عند اعتلائه سدة المسؤولية لديه فترة سماح والجميع يتحمس ويتشجع ويلتف حوله، وبذلك يعطي أملا جديدا، اما الرئيس الذي أمضى فترة في الرئاسة فسيصبح هناك اصطفافات معه وضده بشكل بارز، لذلك انطلاقا من هنا أرى أن المصلحة تبقى في تطبيق الدستور وأنا قلت التمديد ليس أمرا دستوريا أي أن النواب ينتخبون الرئيس لست سنوات وهم يمثلون الشعب اللبناني والمجلس النيابي الآن مدد لنفسه، وهو يعطيك الولاية لست سنوات ولاحقا يمددها فهذا لا يجوز وغير صحيح، هناك دول خرجت من هذا الموضوع، واعتمدت حق الترشح لولايتين متتاليتين ولكن بمدة أقصر، ربما وقعوا في أزمات مثل لبنان، على أن يختبر في السنوات الأربع الأولى، إذا كان مرغوبا في بقائه ينتخب لمرة ثانية، وإذا لم يكن مرغوبا يذهب إلى منزله، وبالتالي افضل من ان يبقى ست سنوات.. هذه خبرة الدول التي سبقتنا في الديموقراطية، لذلك افضل أن يحصل انتخابات رئاسية وأن أدعو ممثلي الدول الشقيقة والصديقة من رؤساء دول ووزراء خارجية إلى القصر الجمهوري لحضور التسلم والتسليم بشكل لائق، والكويت ستكون من أوائل المدعوين والحاضرين وهذا يفتح باب الأمل للسياحة والاستثمار، من خلال هذه المظاهرة الديموقراطية الحقيقية، مما سيحفزهم على المجيء إلى لبنان، وتكون أول مرة منذ 48 سنة يحصل فيها تسلم وتسليم بهذا الشكل الحضاري أي الانتخاب بشكل طبيعي ثم التسلم والتسليم، ذلك كان يحصل إما قبل أو بعد أو في ظروف مأساوية، آمل أن نكون مبادرين إلى سلوك جديد في الديموقراطية.

 

وعن تجربته مع فريقي 8 و14 آذار قال الرئيس سليمان:  في الحقيقة ان السياسيين يأخذون الأمور على مزاجهم، لكن رئيس الجمهورية وخاصة أنا، لست خريج حزب سياسي، لدي توجهات في هذا الموضوع، عندما أرى أمرا ما صحيحا أقول عنه إنه صح وإذا كان خطأ أقول انه خطأ ومن يعتبرني الآن لست معه يكون هو المخطئ، هذا ما يجب أن يعرفه، أنا المعيار والعدالة والميزان، الله هو الذي أعطاني هذا العقل الراجح، أنا ميزان من هو ضدي يعني هو المخطئ وهو المرتكب، ما الذي فعله؟ هو يعرف نفسه.. 14 آذار كانوا يقولون إني مع 8 آذار والعكس صحيح، هذا الأمر لا يعني لي الكثير، عندما كنت قائدا للجيش الأمر نفسه كان يحصل معي، وأكبر دليل الكثير من الكلام لسفراء جدد في «ويكيليكس»، ولاحقا وقف هؤلاء إلى جانب انتخابي، فما الذي تغير؟ أنا لست منزلا، إنما أحاول أن أكون مع الصح وقدر استطاعتي أقترب من الصح، ومن يفاجأ فعليه مراجعة نفسه ماذا فعل من أخطأ تجاه الوطن وتجاه المبادئ التي وضعناها وسرنا عليها، فليراجعوا أنفسهم، ومن هو سعيد لأنه يعتبر أنني معه ربما هو يتمترس ورائي وهذا ذكاء وتكتيك سياسي، ربما هو يعرف أنني لست معه بكل ما يقوله، لكن هناك صدف تمر في بعض الأحيان، هناك محطات، والمشكلة أيضا هي عندما يشعر طرف بأنني معه لا يعرف كيف يقف معي ويخطئ ولا يسمع كلمتين مما يجعله يشعر بأنني ضده، وهذا حصل عدة مرات مع الفريقين، ارتكبوا اخطاء تجاهي، لم يسمعوا مني، موقفي كان واضحا، لكنهم تصوروا انني ضدهم، الفريقان مروا بهذه التجربة.

 

نأتي الى مشروع تسليح الجيش الذي رعيتموه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جرى الحديث عن هذا الموضوع لجهة الكلام عن صفقات وما يشوه المشروع، فما دقة هذا الموضوع؟

 

٭ اذا اردنا تعطيل المشروع نستطيع ذلك، وهو امر في غاية السهولة، فليقولوا لي لا نريد تسليح الجيش وانا «افرط القصة بدقيقة»، اليوم يقولون ان رئيس اركان الجيش الفرنسي اخذ عمولة، نحن لا نستطيع اتهام احد، في فرنسا هناك مصادر تتحدث كثيرا ولا دخل لنا بما يجري بينهم، وهذه العملية منذ اقرت جرى حولها كلام، قيل ان الرئيس سليمان قام بذلك من اجل التمديد له، قلت لهم هل معقول ان السعودية تعطينا المال وتمدد ولايتي كي اقبل هذه الهبة؟ كيف ذلك؟ وقالوا ان الهبة مقابل تمرير الحكومة التي يريدون، ثم تبين ان الهبة اعلنت قبل تشكيل الحكومة الحالية وفي ظل حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي، واعطيت الهبة عبر رئيس الجمهورية باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، واظهر السعوديون شهامة بدعمهم لبنان بتركيبته كلها.

 

وقالوا الرئيس فعل ذلك لأنه يريد التمديد، ولاحقا عندما شعروا بأن الامر ليس كذلك قالــوا: لقــد ادرك انه لا تمديد، لذلك صعد مواقفه، نريد ان نفهم اي تهمة هي الاصح فليحسموا امرهم.

 

كان يحكى دائما بمعادلة «س ـ س» الآن يحكى بمعادلة «س ـ أ» اي السعودية وايران، ما تأثيرات العلاقات السعودية ـ الايرانية على الوضع في لبنان؟

 

٭ امر في غاية الاهمية اذا تفاهمت السعودية وايران، ولا يستطيع العالمان العربي والاسلامي واللذان نعتبر انفسنا جزءا مندمجا معهما ان يسيرا من دون هذا التفاهم بأبعاده الجغرافية والاستراتيجية والسياسية والدينية والاخلاقية والقيم الانسانية، لا يجوز ان يكون هذا التنابذ والتنافر، الموضوع قديم وليس جديدا، لكن دائما العقل البشري يطمح الى التقارب والتحسين والتطوير.

 

هل مازالت شعرة معاوية موصولة مع قوى 8 آذار؟

 

٭ انا لم اقطع شعرة معاوية مع احد، انا انجزت اعلان بعبدا ودعوت اركان الدولة من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورؤساء مجالس الوزراء السابقين وزعماء البلاد المتمكنين، كان الجميع الى الطاولة وقررنا اعلان بعبدا في رئاسة الجمهورية، ولاحقا اصبح اعلان بعبدا «اغلوه واشربوا زومه»، ثم الدعوة الى احتقار الحبر الذي كتب به، لماذا هذا الكلام، اذا كانوا لا يعرفون انهم يؤذون غيرهم فعليهم الانتباه لأنهم آذوا الرئيس كثيرا جدا، لو جاءوني وقالوا طرأ امر جديد في السياسة ولم نعد نستطيع المتابعة مع الاعلان حينها اقول هذا رأي سياسي، ومعروف ان السياسة ظروف، وعندما تتغير الظروف تعدل في سياستك، وهذا أمر مفهوم، السياسية ليست أنني أقسمت اليمين مع هذا الفريق أو مع ذاك، لقد سئل شارل ديغول عندما غير رأيه في موضوع المسلمين المهاجرين إلى فرنسا، فأجاب «السياسة ظروف» لذلك هم فعلوا ذلك وسكت، ولكن ما حصل هو تشهير بما انجز في رئاسة الجمهورية، فليفصلوا الأمر عن المقاومة، وهم يفهمون ماذا يقولون، لذلك شعرة معاوية موجودة وغير مقطوعة وهذا المكان، هذا المقام ليس لي، بل للشـعب اللبـناني وأنـا لا أتصرف به على مزاجي، ولو أردت ذلك، هناك الكثير من الناس الذين لا يستحقون الدخول إلى هنا، وأنا لا أتكلم عن المقاومة إنما عن الآخرين، ولكن هذا بيت الجمهورية، وأنا مسؤول عنه وقد أقسمت اليمين على الدسـتور، الباقـي لا أريد الخوض فيه لأنني لست بصدد توضيح أو دفاع عن النفس ولا شيء آخر، ولكن عليهم الانتباه إذا هم «زعلوا فلينظروا كم زعلوني» ومقدار ما فعلوه، لكن الآن ليس وقت الكلام إنما الفعل، علينا إقرار البيان الوزاري بعد أن أرهقنا الناس لأكثر من عشرة أشهر، ثم عدنا إلى حكومة الثلاث ثمانيات التي طرحتها منذ اليوم الأول، الفريقان أخطأوا ان لجهة من رفض الجلوس مع الآخر أو من طرح الثلث المعطل ثم دخلوا في عملية تشاطر، الفريقان لعبوا بأعصاب الناس، والآن يلعبون بالبيان الوزاري على عبارات لا طعــم لها، قــالوا لا يريدون إدراج إعلان بعبدا في البيان لأنه «ميكروب»، بلعنا الأمر وقلنا لا تدرجوه لأن الأمم المتحدة اعتمدته وثيقة رسمية وكذلك الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وسندرجه في الإعلان الختامي للقمة العربية، ولكن فليقرأوا البيان ولن يتغير شيء في هذه الفترة، إلا إذا كانوا يعتقدون جميعا بأن البلاد ذاهبة إلى فراغ رئاسي والحكومة ستستمر وإن شاء الله لا يكون هذا التفكير، لأن ذلك خطير على البلد ويكسر التوازن الميثاقي.

 

ماذا عن نوعية السلاح الذي سيحصل عليه الجيش اللبناني من الجانب الفرنسي؟

 

٭ الفرنسيون تحدثوا عن صواريخ «الكروتال» و«الميسترال» بالنسبة لـ «الكروتال» أبعد مدى، وبالخطط الدفاعية يجب أن ندرس ما الذي نحتاجه أكثر، ولكن إذا أرادوا إنشاء منظومة صحيحة من صواريخ الكروتال فان كلفتها ستتجاوز ثلثي الهبة السعودية، هذا ما يقوله الفرنسيون، وأنا لم أجتمع معهم وحدي إنما استدعيت اللجنة المكلفة من الجيش كي يسمعوا ويناقشوا لأنني لست أنا من يقرر، وقلت يجب إجراء استقصاء أسعار وإذا كان هذا الكلام صحيحا، حضروا ميزانيتكم تريدون صواريخ «كروتال» فقط وأنا معكم، وأتكلم مع هولاند والسعوديين.

 

درسوا الأمر في الجيش وقالوا انه لا يمكن استهلاك الهبة في صواريخ «الكروتال» وعندنا حاجات كثيرة، فذهب الخيار إلى «الميسترال»، ونوعية القتال ضد إسرائيل مختلفة.

 

وعندما كنت في فرنسا قال لي احدهم لماذا لا تتسلحون بالكروتال الذي هو من الجيل الذي سبق الحالي المرتفع الثمن.

 

بينما الذي سبقه سعره أدنى بكثير وطرحت الموضوع على الرئيس هولاند وقلت له اذا هناك «كروتال»، بسعر أقل نعمل على مزجه بمنظومة الدفاع الجوي، وقلت له اذا حصل تعديل على طلبيات الجيش في اي وقت أتمنى ان تقبلوا بالتعديلات، وأكد لي موافقته وأعطى تعليماته واتصل بي الجانب الفرنسي وقلت لهم ان الجيش سيتواصل معكم.

 

ماذا عن القطع البرية وعدم التجاوب الفرنسي؟

 

٭ ليس صحيحا، الفرنسيون كانوا يريدون إعطاء الجيش قطعا بطول 80 مترا ولكن العماد قهوجي قال لي لا نريد 80 مترا انما قطع بحرية 40 مترا، وجرى الاتفاق على ذلك.

 

ماذا عن الدبابات، لاسيما «لوكير»؟

 

٭ ليس عندهم جهوزية الآن، وزيادة على ذلك وبناء على نصيحة سعودية قالوا ان «لوكلير» ليست جيدة في مناخنا، وهكذا قال الجيش، انا لم أعد عسكريا ولست فيلسوفا، هناك كثير من الفلاسفة العسكريين في البلد، مدنيين وعسكريين، انا لست عسكريا، انا نزعت البذلة العسكرية واحتفظت بالأخلاق العسكرية، ومن يقرر الآن هو العماد قهوجي وضباطه، وأنا أثق بهذا الرجل وهو كفؤ.

 

هذه الهبة للجيش يعود الفضل فيها إليكم؟

 

٭ هذه ثقة معنوية أكثر مما هي سلاح، علينا إشعار الجيش بالثقة التي يحوزها وترفع من معنوياته.

 

اللبنانيون المغتربون منجذبون ناحية فخامتكم ويتعين الاستماع إلى آرائهم وخصوصا في موضوع تمديد ولايتكم.

 

٭ من حسن الحظ ان اللبنانيين في الاغتراب يرون الصورة بشكل أبعد وارتباطهم بالوطن ليس مصلحيا مع فاعليات الداخل، لأن المشكلة في الداخل نظرا لقلة الموارد والحاجة تولد الارتباط مع الزعيم، ويصبح المواطن تابعا لزعيمه، بينما في الخارج، ولو كانوا يميلون لأفرقاء في الداخل كونهم مرتاحين، أشعر بأنهم يقفون معي ويشجعونني وتردني انطباعاتهم.

 

وأضاف: ينتقد البعض سفري الى الخارج، لكن هذه السفرات أتت بالمليارات من الكويت والسعودية وغيرهما لمساعدة لبنان، بينما لو جمعنا سفرات الآخرين لوجدنا كم هي كلفتها وبدون مردود يقفون على التفاهات في السياسة ويحاربون الإنجازات عبر تسييسها، ولكن سلاحي قوي لأنني استطعت تأمين 3 مليارات دولار للجيش وأنا ذاهب ولن تصل قطعة سلاح الى الجيش وأنا في الرئاسة، كلها ستصل بعد انتهاء ولايتي.

 

كان حلما عندي وهو تجهيز وتسليح الجيش لم يتحقق كله لكن تحقق الجزء الكبير منه عبر الهبة السعودية.

 

وإن شاء الله ننجز خطوات مماثلة مع الدول المحبة لكي نكمل المشوار ونعطي الجيش ما يستحقه.

 

هل سبق ان تلقى الجيش هبة بهذا الحجم؟

 

٭ أبدا، لم تصل هبة للجيش بهذا الحجم، ولها رمزية معبرة، لأنها أتت عبر رئيس الجمهورية، والحمد لله ان المال لم يأت الى لبنان مباشرة.

 

هل وارد لديكم الدعوة لهيئة الحوار الوطني؟

 

٭ لن يرتاح ضميري من دون دعوة هيئة الحوار الوطني الى جلسة او جلستين قبل انتهاء ولايتي، وان شاء الله عند حصول الحكومة على الثقة سأدعو الى جلسة لمعاودة البحث في الاستراتيجية الدفاعية وهي مشروع يحصن لبنان وارضه وجيشه ومقاومته، لأن المقاومة بحاجة الى استراتيجية محبوكة حتى لو قالوا الآن انهم لا يريدون على قاعدة عدم توريط الدولة، لا توجد دولة تقول انا لا اتورط في الدفاع عن شعبي، يقولون ان اسرائيل ستضرب الدولة، فليكن، لأن الجميع هم الدولة، فالدولة مسؤولة لأنها المتضرر الاكبر، الذين يتقاتلون في طرابلس أليست الدولة هي التي تتضرر؟! كل تفلت خاص يضر بالدولة، والثلاثية التي كنا نتحدث عنها كانت حماية عبر جيش وشعب ومقاومة، عندما ذهبت المقاومة الى سورية سقطت هذه القاعدة المثلثة الاضلاع والذي اسقطها هو من ذهب الى سورية، ولم يسأل الشعب ولم يسأل الجيش ان كان يستطيع تحمل تداعيات هذا الذهاب، وهي كانت منجزة لتحصين هذا الوضع، لذلك يجب ان نعود الى تحصين من نوع آخر عبر استراتيجية دفاعية، لذلك سيبدأ الحوار، وانا قدمت تصورا صالحا جدا للمناقشة.

 

لماذا هذا الخلاف على اعلان بعبدا الذي اقر بالاجماع؟

 

٭ عندما بدأ المتطرفون في الذهاب الى سورية وقبضنا على باخرة «لطف الله 2»، قمت بجولة خليجية، وقلت للقادة ان لبنان لا يتحمل ان يكون ممرا للأسلحة، هذا الحديث سمعوه مني شخصيا ولا احد آخر يجرؤ على ان يقوله لهم لا السني ولا الشيعي واستمعوا لي بجدية، وقالوا ما العمل؟ قلت لهم لا يمكن ان يكون لبنان ممرا للسلاح لأنه سيؤدي الى قتال سني ـ شيعي اذا استمر الامر، وبالفعل اوقفوا اعتماد لبنان ممرا، بعدها دعيت للحوار، وسبق ذلك بيان دعم للحوار من الديوان الملكي السعودي يومها كان «14 آذار» لا يحبذون الحوار، جمعت الفرقاء الى الحوار وصدر اعلان بعبدا، وعندما تغيرت الامور اصبحنا لا نريده، لماذا قلت علينا الاعتذار من الشعب اللبناني؟ لأن اللبنانيين يتنفسون الصعداء عندما تجتمع هيئة الحوار ليعود السجال لاحقا على اعلان بعبدا، الرئيس بري قرأ الاعلان كلمة كلمة، وقلت لهم سنعتبره اعلانا وسنبلغ الامم المتحدة ووافقوا، ومن غير الثلاثية هو المسؤول عن ذلك، ولو ظلت كما هي لما تحدث عنها احد وخاصة انا، وليست المرة الاولى التي اتحدث فيها عن الثلاثية وادارتها من قبل الدولة.

 

لبنان تأثر بالازمة السورية، وحاول ان يساهم بمعالجة الافرازات السلبية لاسيما اطلاق مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا، ومؤخرا تصدى الجيش اللبناني للخروقات السورية، فهل من امكانية لاحتواء هذا الامر؟

 

٭ الحل هو باعلان بعبدا الذي يؤدي إلى عودة كل طرف إلى بلاده، ونضرب بيد من حديد ونتضامن بالداخل لمنع الانتحاريين، اعلان بعبدا هو السبيل لتحقيق كل شيء، ولإطلاق يد الجيش في الدفاع عن الحدود ويمنع الاعتداء على لبنان، والدليل في موضوع الانتحاريين والانجازات التي تحققت في الحد من هذه العمليات، كما يجب عدم التدخل بالشأن السوري من قبل كل الاطراف، حتى على مستوى التحريض الاعلامي يجب الا نجعل الشعب السوري هدفا سياسيا، «الطائف» يقول بالعلاقة المميزة عبر عدم تأجيج الخلافات في سورية ونحن مع كل السوريين ولسنا مع جزء منهم، لذلك الاشتراك أو تأجيج الخلافات هو امر خطير.

 

هل من قنوات مفتوحة بينكم وبين القيادة السورية؟

 

٭ عبر القنوات والمؤسسات الموجودة من وزراء وأمنيين ويجب الا تنقطع، هناك علاقة مؤسسات.

 

هل فخامة الرئيس متفائل بانعقاد مؤتمر جنيف 3؟

 

٭ لقد توجهت بهذا السؤال الى الاخضر الابراهيمي، وقلت له هل الامور توقفت فقال لي، ابدا هناك اجتماعات لاحقة، ولا مهرب من الحل السياسي، ولا يمكن ادارة الدولة عبر القتال، لا المعارضة ستربح ولا النظام الحالي يستطيع ادارة الشؤون من دون التفاهم مع المعارضة.

 

هل من رقم دقيق عن اللاجئين السوريين في لبنان؟

 

٭ نحو مليون ومائتي ألف لاجئ.

 

هل ستنشأ مخيمات للسوريين على غرار مخيمات الفلسطينيين؟

 

٭ هذا الأمر غير مرغوب لبنانيا على الاطلاق، في البداية كان هناك انقسام لبناني حول استقبال النازحين السوريين بين من يقول بوجوب استقبالهم لدوافع انسانية وهو امر مقنع وهناك من قال بعدم استقبالهم.. الآن الجميع يقولون بوقف استقبال النازحين السوريين، لأن الخطر اقترب من لقمة عيشهم ومن الآداب الاجتماعية ومن الامن والاقتصاد.. لذلك البنك الدولي انجز تقريرا يفيد بأن المؤسسات اللبنانية خسرت 7.5 مليارات دولار، لذلك الصندوق الائتماني لمساعدة لبنان امر مهم جدا، لأنه يهدف الى مشاريع اصلاحية في المؤسسات لتعود الى طبيعتها، لذلك علينا العمل لتنميته عبر لوبي عربي ودولي لا عدم التصويب عليه لمجرد ان الرئيس سليمان هو من انجزه.

 

هل تؤيد دخول قائد الجيش الحالي الى رئاسة الجمهورية؟

 

٭ انا لا امانع، والتمييز بين العسكري والمدني اعتبره سخيفا، لان العسكري في لبنان خاصة، لكي يستطيع اعطاء الاوامر عليه معرفة مشاعر الناس، ولكن طبعا هناك ضرورة لتعديل دستوري، عندما يوافق النواب على تعديل الدستور يعني انهم وافقوا على انتخابه.

 

رفضتم مشروع القانون الارثوذكسي للانتخابات النيابية، هناك توجه لتشجيع اللامركزية، هناك من يرى انها قد تستغل سلبيا على المدى البعيد لتقسيم لبنان؟

 

٭ لا، هي لامركزية ادارية هناك مستوى من النضوج في لبنان يمنع تحويلها الى تقسيم وهي لا تتحول ولكن القانون الارثوذكسي هو الخطير لانه ينهي الشراكة اللبنانية الوطنية لمجلس الشيوخ.

 

هل انشاء مجلس الشيوخ سيكون قريبا؟

 

٭ يحكى بالموضوع، رغم انه تم التخلي عن مجالس الشيوخ في معظم الدول لانهم وجدوا انها استهلاك للوقت، علينا الابقاء على المناصفة في المجلس النيابي وننجز قانون انتخاب وفق قاعدة النسبية، واذا ارادوا تشكيل مجلس الشيوخ فليكن، الدواء ليس في مجلس الشيوخ، انما في قانون انتخابي صحيح للمجلس النيابي.

 

هل من رسالة الى اخوانك في مجلس التعاون الخليجي عموما والكويت خصوصا؟

 

٭ رسالتي هي لبنان، انا كنت اقول دائما لامير الكويت وللملك عبدالله، لبنان بحاجة لمحبتكم لكن عليكم ان تنصحوا مجلس التعاون الخليجي بعدم اتخاذ اجراءات بحق اللبنانيين لأن ذلك حرام، اليوم بسهولة نقول ان هذا الشخص مع حزب الله، اذا كان عاطفيا مع الحزب لا بأس طالما انه لم يقم بتخريب، يجب الانتباه لهذا الامر، هؤلاء لبنانيون يحبون الخليج والخليجيين وهم يمرون بظروف صعبة، الامر يحتاج الى نظرة رحمة اكثر من القوانين الصارمة، ان شاء الله تمر هذه الغيمة عن لبنان وعن الوطن العربي.

السابق
الأسد يقصف لندن.. ويجوّع أطفال النروج
التالي
عنزة ولو طارت