البعض لم يأخذ الضوء الأخضر لتأليف الحكومة

ايوب حميد

رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد ان الرئيس نبيه بري ومن موقعه الوطني حريص دائما على ابتكار الخارج للواقع اللبناني المؤلم وحال المراوحة السيئة التي يمر بها لبنان، لافتا الى الأوضاع المحيطة بلبنان وتداعياتها، وما يمكن ان تسببه من مآس إضافية. مؤكدا ان المبادرة التي طرحها الرئيس بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ليست تعديا على صلاحيات أحد إنما محاولة لإيجاد الطريقة المثلى لكي نصل الى عدم انضمار للحكومة من الداخل، مشددا على ضرورة التلاقي على النقاط الأساسية التي أوردها الرئيس بري في مبادرته والتي يمكن ان تشكل فرصة لتشكيل الحكومة وبالتالي إتاحة المجال للتوصل الى البيان الوزاري للحكومة العتيدة وصولا الى إمكانية ان تحظى بالثقة الملائمة التي تحفزها على العمل لتجاوز ما نحن فيه.

وقال النائب حميد في تصريح لـ «الأنباء» ان المنطلقات الأساسية التي انطلق منها الرئيس بري في مبادرته كانت من باب السعي الى تشكيل الحكومة وليست تجاوزا لدور وموقع رئاسة الجمهورية أو لدور وموقع رئيس الحكومة المكلف. ورأى ان هناك من أراد الاصطياد في المياه العكرة والتصويب على المبادرة كما سبق له من خلال تعطيل جلسات مجلس النواب التشريعية والتذرع ايضا بأن هذا الموضوع هو تعد على صلاحيات الحكومة ورئيسها والتذرع بأنه لا يجوز التشريع في أثناء استقالة الحكومة، لافتا الى ان كل هذه الأمور هي من باب ذر الرماد في العيون وإمعانا في عملية التعطيل وانتظار المجهول والمتغيرات وما يمكن ان يحصل في المنطقة.

ورأى النائب حميد ان الرهان على المتغيرات خصوصا فيما يلوح في الافق من تحضيرات للعدوان على سورية وما يمكن ان يتأتى في أذهان المراهنين الذين لطالما خسروا رهاناتهم السابقة، لافتا الى ما أدت اليه هذه الرهانات من نتائج سلبية على الواقع البناني ومنع لبنان من ان يلتئم بأطيافه الداخلية ولم يستطع ان يلملم جراحاته أو يتقدم نحو الاستثمار على موارده أو على الأقل حماية هذه الموارد.

وأشار النائب حميد الى ان البعض لم ينل على ما يبدو الضوء الأخضر للاسهام ايجابا في عملية تأليف الحكومة، متوجها الى من أعلن موافقته على مشاركة حزب الله في الحكومة بالشكر على هذه المنة والنعمة، ورأى انه من السخف والغباء، بل من المفارقات العجيبة الغريبة وضع «فيتو» على مشاركة أي طيف من أطياف الواقع اللبناني، فكيف اذا كان هذا الطيف يشكل شريحة كبيرة من هذا الواقع وله تمثيل نيابي يعتد به، لافتا الى انعكاس الأدوار في وقت من الأوقات حين كانت هناك سياسة عزل لفريق لبناني كانت نتائجه مزيدا من الاقتتال والاحتراق الداخلي في مرحلة الحرب الأهلية المدمرة.

ملاحظا ان هذا البعض الذي يريد اليوم ان يعزل أحد أطياف الواقع اللبناني المؤثر إنما يريد للبنان ان يستمر في عملية المراوحة والى عدم الوصول الى ايجابيات تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين بشكل عام.

وأشار الى ان ما يتم تداوله من صيغ حكومية أي الثلاث ثمانيات (888) أي 8 لفريق 14 آذار و8 لفريق 8 آذار والثمانية الباقية لمن؟ هل هي لمن يسمى بالوسطيين؟ ورأى انه ليس هناك من عاقل ينطلي عليه مثل هذا الكلام ان هناك وسطيين وان هذا الوسطي لا لون ولا طعم له وانه لكل الناس ويمثل آراءهم، معتبرا ان هذا الواقع لم يعد موجودا، لافتا بالقول اذا كان الموضوع الوسطي سيعتد به فإن الرئيس بري يشكل بموقعه وتواصله نقطة تلاق لجميع الأطياف السياسية حتى تلك المتناقضة والمتعارضة وهو بهذا المعنى أكبر الوسطيين، متسائلا: لماذا يكون من تمثيل لموقع رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ثلث الحكومة ولا يكون هناك من مشاركة للوسطي الأكبر الرئيس بري؟ مؤكدا ان محاولة تسويق هذا المنطق لن تمر بهذه الطريقة، كما سأل: أين موقع الرئيس بري كمستقل من مثل تركيبة كهذه مقترحة ومتداولة؟

وعن موقف الرئيس المكلف تمام سلام من «ان القوى السياسية مادامت غير متفقة ومتباعدة بمقاييسها ونفوذها ومكاسبها ليس من السهل ان تلتقي معنا في تأليف الحكومة» قال النائب حميد ان هذا الموقف هو محاولة رمي الكرة في ملعب الآخرين.

وفي الشأن المتصل بالبيان الوزاري ورفض قوى 14 آذار ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة» أشار النائب حميد الى الخلوة السياسية التي دعا اليها الرئيس بري في مبادرته والتي يمكن من خلالها التوصل الى الصيغة التي تعطي الاطمئنان لكل المكونات السياسية تمهيدا لطرح البيان الوزاري على الهيئة العامة للمجلس النيابي لتنال الحكومة الثقة وحتى لا يحصل تفجير للحكومة.

السابق
دمشق توافق على وضع الكيماوي تحت الرقابة الدولية
التالي
حزب الله وضربة سوريا صواريخ جاهزة وخطط لكل الاحتمالات