مراوحة حكومية واتجاه نيابي لتطيير جلسة الثلثـاء

أبرزت حصيلة الاتصالات واللقاءات التي نشطت في الساعات الاخيرة تقلص فرصة عقد جلسة عامة لمجلس النواب الثلثاء المقبل بفعل عدم بروز معطيات ايجابية كان راهن عليها البعض لاحداث التغيير المطلوب في ضوء تمترس كل فريق سياسي خلف مواقفه المعلنة بما يحول دون اكتمال النصاب.

ولا تبدو الحال الحكومية افضل من الوضع المجلسي، ذلك ان ازمة التأليف التي استهلكت حتى اليوم قرابة اربعة اشهر من عمر اللبنانيين مستنزفة رصيد الرئيس المكلف تمام سلام الذي كان حظي باجماع غير مسبوق على تكليفه، باتت تتطلب صدمة سياسية ايجابية سريعة تخرج البلاد من عنق الزجاجة التي يختنق فيها تدريجا مع ارتفاع منسوب الضغط الامني ووطأة الملفات السياسية المتراكمة.

ونقلت مصادر عن عين التينة ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري غير متفائل بانعقاد الجلسة النيابية العامة الاسبوع المقبل نظرا لتمسك كل فريق بموقفه حتى الساعة واكدت لـ"المركزية" وانه يسعى وينتظر مستجدا ما ربما يؤدي لاحقا الى خرق على هذا الصعيد.

وفي موضوع الحكومة الجديدة اشارت الى ان بري على رغم الوضع الذي قاده في اتجاه تشكيل الحكومة، فانه لم يلمس جديدا خصوصا من الرئيس المكلف الذي ما زال اسير المواقف والصيغ المعلنة ان لم نقل مكبلا بالشروط المطروحة، واستبعدت جديدا في الافق المنظور في هذا الملف العالق.

اما في العلاقة بين مكون 8 اذار والوضع المستجد اخيرا وقول بري انه لا يفاوض او يتكلم باسم هذا الفريق انما بات يعبر عن الثنائي الشيعي، فان بري يستغرب القراءة المعكوسة للمستجدات من قبل فريق 14 اذار واتهامه بالتواطوء الضمني مع قوى 8 اذار والقيام بعملية توزيع ادوار.

وعلى الصعيد الامني حذرت المصادر من خطورة الشحن القائم في هذا الاطار، ودعت الى عقلنة الامور والخطاب لان المس بالسلم الاهلي والاستقرار خطير جدا، ومن شأنه ان يؤدي الى تفلت الامور من عقالها ويدفع في اتجاه المزيد من الخراب والدمار ولن تكون فئة في منأى عن ذلك.

الى ذلك، قالت مصادر متابعة لملف التشكيل لـ"المركزية" ان كل ما اشيع من اجواء ايجابية تتصل بحل ازمة تأليف الحكومة لا يعدو كونه فقاقيع صابون ومحاولات يبذلها بعض القوى لملء الوقت وتعبئة الفراغ وتسليط الاضواء على محاور معينة بهدف اخفائها عن اخرى ساخنة.

واوضحت ان نهاية شهر رمضان ستشكل محطة حاسمة في مسار التشكيل، مشيرة الى ان الرئيس المكلف سيضع النقاط على الحروف ويحمل المسؤوليات ويسمي المعرقلين بالاسماء، الا انها اكدت انه ليس في وارد الاعتذار، مرجحة ان يتكرر سيناريو الرؤساء الاربعة في عيد الجيش مطلع آب المقبل.

وازاء تمدد الوقت الضائع واتساع حالة الفراغ بدأ القلق يساور المسؤولين في الداخل والخارج من امكان ان يشكل هذا الواقع بيئة مناسبة لمزيد من التلاعب بالوضع الامني مع بروز مؤشرات في هذا الاتجاه خلال الايام الماضية ابرزها تفجير بئر العبد. ولا يتوانى الدبلوماسيون في لبنان عن ابلاغ زوارهم اللبنانيين بقلق بلدانهم المتنامي من امكان انزلاق لبنان الى الوحول السورية من دون ان يترددوا في التحذير من مغبة عرقنة لبنان. وفي هذا الاطار، نقل سفير ايطاليا في لبنان جيوسيبي مورابيتو لوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قلق بلاده من تأثير الازمة السورية على لبنان وتمسك ايطاليا القوي باعلان بعبدا خصوصا الجزء المتعلق بحياد جميع القوى السياسية اللبنانية تجاه ازمة سوريا.

ح-ح  

السابق
عكاظ: لا تسوية حكومية قريبة
التالي
مواقف بارزة لسليمان فـي افطار بعبدا وعيد الجيش