نقدّر موقف جعجع بتبنيه الأرثوذكسي

رفض وزير الطاقة جبران باسيل في حديث لـ"الأخبار" أي تلكّؤ بعد اليوم لبتّ مشروع قانون الانتخاب، معتبرا أن من يرفض المشروع الأرثوذكسي يرفض المناصفة الحقيقية، رافضا القول إنه مشروع أرثوذكسي، بل مشروع المناصفة والتمثيل الحقيقي.

ورداً على سؤال عمّا حققه "التيار الوطني الحر" من ربح في سيره بالمشروع الأرثوذكسي، لفت باسيل الى ان "القضية ليست قضية ربح أو خسارة. والأمر تماماً يشبه الذي حصل في الدوحة. فنحن لم نوافق على اتفاق الدوحة وقانون 1960 من أجل أن نحقق ربحاً صافياً، وقد ربحنا في أماكن وخسرنا في أخرى. المشروع المطروح حالياً لا يمثّل ربحاً خالصاً لنا. فمن يقول إننا سنربح في الانتخابات عند المسيحيين، أو القوات أو الكتائب؟ المشروع يتضمن النسبية، إذ لا نأخذ فيه حصة كاملة بل يعطينا على قدر ما هو تمثيلنا. والموضوع استراتيجي لنا وللبلد وللمسيحيين في لبنان والمنطقة".

وعن رفض فريق من المسيحيين للمشروع الأرثوذكسي، اعتبر ان "هؤلاء يفتشون على ابن ليتبنّوه، وكل مشكلتهم أنهم لا يمثّلون خطاً سياسياً كبيراً ولا حالة قائمة في الوجدان المسيحي. هي حالات عابرة لن تؤثر على مسار المشروع".

وعن موقف حلفاء "التيار" في قوى 8 آذار وهل هم حقاً يقفون الى جانب هذا المشروع، رأى باسيل ان "الموضوع الأهم أن نبقى نحن واقفين بعضنا مع بعض، ملتزمين بما اتفقنا عليه في بكركي. وإذا استمرت الحال كذلك، فحينها سنحقق ما نريد، ونلزم الآخرين بمشروعنا، بما يتعدى ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أنه يقف مع المسيحيين في أي مشروع يتفقون عليه، لنثبت الاقتناع القائل بأن ثمة حاجة ضرورية للمسيحيين إلى أن يذهبوا في اتجاه هذا المشروع". واضاف: "هناك أمران يجب التأكيد عليهما: أولاً، نحن نقدّر الحد الأدنى من الوعي المسيحي في هذه اللحظة التاريخية التي نتعاطى فيها في ملف الانتخابات ونتعالى على الصغائر بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. فما نحققه اليوم سيترك أثره لسنوات عديدة مقبلة، وليس الأمر وليد لحظة فقط. ثانياً نحن نقدّر جزءاً من المسلمين الذين عبّروا جدياً عن إدراكهم، ليس لطمأنة المسيحيين، بل لتمسّكهم بالوجود المسيحي، وخصوصاً في هذه الفترة التي تعمّ فيها حالات تكفير المسيحيين وقتلهم. وهم يعبّرون عن رفضهم للتكفير السياسي ويثقون بحق المسيحيين، ويعلنون موقفهم، ليس لأنهم مجبورون بتحالف ما والحفاظ عليه، بل لأنهم مؤمنون بالمحافظة على الوجود المسيحي في لبنان ضد موجات التكفير والقتل".

وعما اذا كانت يعتقد ان "القوات اللبنانية" لا زالت تناور، اعلن باسيل انه "كان يمكن أن نشكّك في موقف القوات في البدء. أما اليوم فلا يحق لنا مطلقاً القيام بذلك. لماذا لا نعطيهم حقّهم والرصيد الذي يستحقونه بأنهم حملوا المشروع الأرثوذكسي ووقفوا في وجه معارضيه. لا يمكن إلا أن نقدّر ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن أن صحة التمثيل ميثاقية وتوازي أهميتها كل الأمور السيادية الأخرى، لأن كلامه صحيح. فهل يمكن أن نشكّك بعد ذلك؟ أبداً، نحن نقدّر موقف جعجع في هذه اللحظة التاريخية، لأن هذا الموضوع استراتيجي، والمهم في هذه اللحظة أن تطول حتى لا تبقى مجرد لحظة، بل أن تصبح عقوداً وتبقى لزمن طويل، من أجل تحقيق المشاركة والتوازن بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية. كل واحد منا سيبقى على اقتناعاته وتحالفاته وصراعه السياسي مع الآخر، لكن ما نفعله هو أننا نحصّل حقوق الجميع وليس طرفاً واحداً. يجب أن نعرف أننا حين نربح فإننا نربح من أجل الجميع وليس من أجل طرف واحد".

وهل لا تزال بكركي على موقفها من اتفاق الاحزاب المسيحية اجاب باسيل: "لبكركي الفضل في أنها لم تبق متفرجة. وأهميتها ليس في التفاصيل، بل في حضورها ورعايتها للأمور الوطنية. هي بادرت وجمعت وسدت كل ثغرة يمكن أن توجد. ونحن نتمنى أن يتوّج كل ما يحصل في بكركي، ونتمنى كذلك أن يكتمل هذا العقد برئاسة الجمهورية، فتدعم هذا الإجماع لا أن تكون مناوئة له. فهل نتحدث مذهبياً ونسعى الى التفتيت حين نطالب باستعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية؟ أو حين نسعى الى الحفاظ على التعددية والمناصفة ووحدة لبنان؟".

اما عن مصير المشروع الأرثوذكسي في المجلس النيابي في وقت ترفضه طائفتان أساسيتان، السنّة والدروز، وهل يمكن لبري أن يدعو الى جلسة عامة لا تتمثل فيها هاتان الطائفتان، لفت باسيل الى ان "لا وجود للبنان إذا تجاهلنا الطائفة المسيحية في لبنان. مثلما نعرف اننا لا نستغل أي لحظة وطنية أو أي طائفة حين نحاول استعادة حقوقنا. فنحن لا نريد أن نستعيدها أيضاً على حساب أي طرف أو طائفة. نحن واعون لوضعنا، إذ إننا لا نستعيد قوتنا ضد أحد، بل نتعاطى بمسؤولية، ولا يحق لأحد في المقابل أن يمس لنا حقوقنا في لبنان والمنطقة. وإلا فإن لدينا خيارات أخرى لا نلجأ إليها من أجل الحفاظ على الكيان".

واضاف: "إنهم لا يرفضون المشروع، بل يرفضون الشراكة، ويغلّفون موقفهم بأمور أخرى. وإذا كان لديهم موقف صارخ وتعابير وقحة من المشروع، فإنه لا يحق لبري أو غيره منع إقرار مشروع يحقق بحسب الدستور المناصفة، ويجب على أي شخص وتحت أي ذريعة ألا يظلم أناساً لصالح ظالمين. هل كانت انتخابات عام 1992 ميثاقية؟ وهل كانت الحكومة التي خرج منها الوزراء الشيعة عام 2005 ميثاقية؟ هناك مشروع قانون مطروح وغيره أيضاً، فنلترك اللعبة البرلمانية تأخذ مجراها. لو أن هذا القانون يغبن السنّة والدروز، لكان الأمر اختلف. ولكن أن يرفضوا مشروعاً لأنه يعطينا حقنا ويؤمن صحة التمثيل لنا ولهم، فهذا ما لا نقبله. ونحن نخشى أن يكون ما يحصل اليوم تضييعاً للوقت".

وشدد باسيل على ان "ما نطرحه هو قانون يمثل المناصفة الحقيقية، وأي قانون لا يمثل هذه المناصفة لن نقبله. هم لا يرفضون الأرثوذكسي كمشروع، بل يرفضون المشاركة والمناصفة الحقيقية. وهم شعروا بالخطر لأن المسيحيين جادّون في اتفاقهم. ما يجري في اللجنة تضييع للوقت، وهروب من سؤال واحد: هل تريدون المناصفة أم لا؟ إذا كنتم تريدونها فاطرحوا أي مشروع جدّي يحققها، ونحن حاضرون للنقاش، وسنبذل جهداً إضافياً له. ولكن لن نقبل أيّ تلكّؤ بعد الآن".

السابق
الوقوف ثلاث ساعات لتخفيف الوزن الزائد
التالي
اسرائيل تسيطر على أراض تابعة للبنان في العديسة