زياد برجي: لم أذق بعد طعم الشهرة

بين مشهد وآخر، اتصلنا بالفنان زياد برجي المنهمك في تصوير مسلسل "حلوة وكذّابة". برجي يعيش الدور بصدق وشفافيّة، حتى كاد المشاهدون ينسون اسمه الحقيقي ويستبدلونه بــ"رمزي ديب". ورغم المواقف الكوميديّة، الناجمة عن اكاذيب داليدا خليل الخفيفة الظل والمغرمة بالفنان الشاب، تتجلّى الرومانسيّة بكامل مواصفاتها في العمل.
بين مشهد وآخر، اتصلنا بالفنان زياد برجي المنهمك في تصوير مسلسل "حلوة وكذّابة". برجي يعيش الدور بصدق وشفافيّة، حتى كاد المشاهدون ينسون اسمه الحقيقي ويستبدلونه بــ"رمزي دي". ورغم المواقف الكوميديّة، الناجمة عن اكاذيب داليدا خليل الخفيفة الظل والمغرمة بالفنان الشاب، تتجلّى الرومانسيّة بكامل مواصفاتها في العمل.

يخوض برجي تجربته التمثيليّة الثانية بعد "غلطة عمري" إلى جانب نادين الراسي. أما في التجربة الثانية "حلوة وكذّابة" الكوميديّة، فتحدّى نفسه وتألّق بادائه الطبيعي، الصادق وغير المتكلّف، وشكّل مع داليدا خليل إحدى الأوراق الرابحة في المسلسل اللبناني. لكن زياد برجي آت من خلفيّة غنائيّة لا تقلّ نجاحاً، لذلك، كان "آلو مع" دسماً حول كل نشاطاته.
¶ "شو حلوي وشو كذابي"، أغنية ظريفة وحلوة، تلازم المسلسل الكوميدي، ما الذي حرّكك من الداخل لتأليف مثل هذا اللحن؟
– في الحقيقة، كان المنتج مروان حداد يرغب في استعمال أغنية استاذنا وديع الصافي "حلوة وكذّابة"، لكن مع احترامنا للفنان الكبير، أحببت أن اؤلّف أغنية خاصة للمسلسل تشبه مضمونه، فوضعت اللحن وطلبت من الشاعر أحمد ماضي أن يكتب الكلمات، فأرسلها اليّ بعد خمس دقائق، هكذا، كما تُبثّ الآن، عفوية وظريفة.
¶ لا يختلف اثنان على ان المسلسل يحقّق النجاح، فما سرّه؟
– أسباب النجاح عديدة، في مقدّمها النص الخفيف الظل لكارين رزق الله، وعامل لا يقل أهمية هو اخراج سيف الشيخ نجيب الذي يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال. كذلك، معظم الممثلين، لعبوا ادوارهم بإتقان. يعني الحبكة صحّ والتوقيت ملائم، نظراً إلى حاجة الناس إلى من يخرجها من الرتابة والأجواء القاتمة، اضافة إلى جاذبية المسلسل الذي يحاكي كل الأعمار.
¶ هل كتبت كارين رزق الله الدور لك ولداليدا؟
– في الحقيقة لا أعلم، لكنني استطيع ان اقول لك ان الدور الذي عرض عليّ في البداية لم يكن مطرباً، وفضّلت ان يتضمّن بعض جوانب "الشيطنة"، لكن ليس "الشيطنة" الشريرة والمظلمة بل الظريفة والمهضومة. لقد لاقى ادائي استحساناً من الصحافة والناس. وأتمنى ان اكون مستحقاً هذا التنويه، ويمكنني القول انني راض حتى الآن عن تجربتي التمثيليّة رغم أني لست مكتفياً بالمستوى الذي أقدّمه وأتطلّع دائماً إلى الأفضل.
¶ تتقاسم دور البطولة مع داليدا خليل، هل كان مطلوباً حد أدنى من الانسجام بينكما كي يحقّق المسلسل النجاح؟
– مئة في المئة، ثمة انسجام في التمثيل مع داليدا على مستوى عال. الكاميرا تحبّنا معاً أو ترفضنا معاً، وعند أوّل اختبار، تجاوبنا مع الكاميرا، فارتاحت لنا معاً. وأرى ان النص يساعد، لكن الاخراج يساعد الممثل أكثر وأكثر، لأنه يسدّ الثغر عندما يكون هناك نقص في التناغم. في مسلسل "حلوة وكذابة"، نعمل بإخلاص وتفان، بل نتعب كثيراً، ونضع أنفسنا مكان المشاهد عند تصوير كل مشهد.
¶ هل تتسلّى خلال التصوير أم تشعر بضغط؟
– يجب أن تسأل المخرج، ليس معقولاً ما يحصل معي. لا أحب أن احكي عن نفسي على صعيد التمثيل. كل ما استطيع قوله، انني منصهر في الكاراكتير إلى حدّ كبير، والعب الدور من كل قلبي وبفرح كبير.
¶ أنت معروف كمغن، فماذا جاء بك إلى التمثيل؟
– اتصل بي مروان حداد وعرض عليّ دوراً. فقلت له انني خجول وربما لا أصلح ان أكون ممثلاً. لكنه شجعني على ان اخوض تجربة في "غلطة عمري"، فلم اندم، وتبيّن ان لديّ موهبة، أحببت أن اضعها في خدمة الدراما اللبنانيّة.
¶ صحيح ان "غلطة عمري" كانت التجربة الأولى، فهل استفدت منها لتطوير نفسك في التجربة الثانية رغم الاختلاف بين الموضوعين؟
– اطلاقاً، تعلّمت كثيراً على الصعيد التقني الذي يخدم الموهبة التي اتمتع بها. تلقيت نصائح من ممثلين مخضرمين بتجنّب تحليل ما أقدّمه، وأن اعتمد على الفطرة والتنبّه إلى التقنيات خلال التصوير. على كل حال، علم التمثيل ربما يكون اولويّة في المسرح أكثر من التلفزيون والسينما.
¶ من هو الممثل الذي يفيدك بادائه عندما تشاهده؟
– حتماً انطوان كرباج وعمار شلق ورفيق علي احمد وكارمن لبس ومارسيل مارينا، لا انسى الممثلين هند ابي اللمع وعبد المجيد مجذوب. ويبقى لزياد الرحباني مكانة مهمة في التمثيل، وهو مدرسة فنيّة يُرتكز عليها في لبنان.
¶ في الغناء، أنت تلحّن وتغني، ما هي أعمالك في المجالين؟
– لديّ أغنية المسلسل "حلوة وكذابة" وأغية "شدي حيلك" وقد صوّرتها كليب مع المخرج فيليب اسمر، واغنية شعبية بعنوان "طلعي لبرا" من كلمات احمد ماضي، ولديّ البوم "حفلة طربية" أديت فيها اغاني لكبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ ووديع الصافي وطوني حنا ومايا يزبك وفضل شاكر وأغنية لعيد العشاق. ولديّ الحان لنانسي عجرم وصابر الرباعي وجورج وسوف وحسين الجسمي ودارين حدشيتي.
¶ هل يمكن القول ان الشهرة لم تغيّرك؟
– لم أشعر بطعمها بعد. في المجال الصناعي، تمر المنتجات عادة بمراحل عدة: تبدأ بالمعمل، مروراً بالمعرض وصولاً إلى المستهلك. أنا مكاني في المعمل، ايّ انني لم استمتع فعلياً بالعرض، ولا أجد وقتاً لأعرف مدى نجاحي حتى اليوم. رغم ذلك، أنا سعيد جداً، ولا يمكن الشهرة ان تهزّني، لأنني أحب ان ابقى بنفسيّة الهاوي.
¶ الأزمات تلاحق لبنان منذ فترة، وأنت "طاحش" إلى الأمام في وقت كل القطاعات الفنيّة تأثّرت.
– صحيح أنا "طاحش"، لكن هذا لا يعني ان الأزمة لم تؤثر في القطاع الفني. فالفن ابعد الكماليات، والأزمات تضرب الكماليات اولاً، لذلك، علينا ان نبذل جهداً كبيراً بل مضاعفاً. هل نجلس في بيوتنا ونبدأ بالنقّ والنعي؟ أنا لو كنت في اوروبا واعمل على هذه الوتيرة، كان من الصعب ان امشي على الطريق. في الحقيقة، هذه هي بلادنا، ونحن مضطرون ان نعمل بهذه الظروف والا نستسلم. وعلى الصحافة ان تساعد الفنانين لا ان تلجأ الى النقد الجارح والمدمّر لأن الفنانين يعملون ايضاً في ظروف صعبة.
¶ ما هي محطتك الثالثة على صعيد التمثيل؟
– فيلم سينمائي قريباً، نستعيد فيه ما فقدناه في لبنان من ايام عزّ وفرح ومهرجانات، وقد الّفت له بعض الأغاني.  

السابق
سليمان: الأمور لا تعالج بكبسة زر
التالي
ليندساي لوهان تخالف