جنبلاط: السلاح لا ينتزع بالقوة

 يراهن رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط على قدرة طاولة الحوار على الوصول إلى صيغة لتنظيم الاختلاف تشكل المدخل الطبيعي لحماية البلد من مفاعيل الأزمة السورية.
وعلى رغم أن جنبلاط لا يقلل من حجم المشكلة السياسية في البلد فإن مصادره تنقل عنه مخاوفه من الآتي نتيجة ما يحصل في سورية ما لم يبادر اللبنانيون إلى تحصين ساحتهم لتخفيف فاتورة الأضرار من جهة بدلاً من ترك البلد تحت رحمة التصعيد في انتظار ما ستحمله الأزمة في سورية من متغيرات.
ويعتبر جنبلاط أن لا بديل من الحوار من أجل وأد الفتنة المذهبية وأن أي تصعيد في لبنان سيقود حتماً إلى فتنة سنّية – شيعية شئنا أم أبينا، هذا هو الواقع ومن غير الجائز أن نتجاهله.

ويضيف وفق مصادر – أن سلاح "حزب الله" لا ينتزع بالقوة وإنما بالحوار من خلال إعادة البحث في الاستراتيجية الدفاعية للبنان شرط أن لا يستخدم هذا السلاح في الداخل أو أن يصار إلى الاستقواء به على طرف معين، وأن يقتصر دوره على مواجهة الأخطار الإسرائيلية.

ويسأل جنبلاط غامزاً من قناة تيار "المستقبل" أنا لا أفهم لماذا لا يحصل حوار بين "حزب الله" وحركة أمل من جهة وبين المستقبل من جهة ثانية، يكون موازياً للحوار الذي يرعاه رئيس الجمهورية؟ ويضيف: "إذا كان الحوار متعذراً بين "حزب الله والمستقبل" فـلماذا لا يبدأ بين الأخير ورئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى حين قيام اتصالات يمكن أن تفتح الباب أمام انطلاق حوار ولو بالواسطة بينهما؟.

ولا يؤيد جنبلاط أي طرف يدير ظهره للآخر ويرفض الحوار معه محذراً من وجود مشاريع يراد منها إحداث تغييرات ديموغرافية على وقع الأزمة في سورية التي أخذت تتصاعد. ويقول: "كنت نصحت النظام في سورية في حزيران (يونيو) الماضي بضرورة فتح حوار مع المعارضة يؤدي إلى تحقيق إصلاحات". ويتابع أن كثيرين في لبنان راهنوا قبل أكثر من عام على قدرة النظام في سورية على احتواء الأزمة وبالتالي السيطرة على الوضع واستعادة زمام المبادرة، وأخذ هؤلاء يمددون المهلة تلو الأخرى لخروجه أكثر قوة من أزمته لكنهم أخطأوا في حساباتهم ووقعوا ضحية معلومات مغلوطة لا تستند إلى الواقع الراهن في سورية.

كما لا يؤيد حشر "حزب الله" في الزاوية لأنه سيضطر إلى الدفاع عن نفسه مهما كانت النتائج، وهو يقترح توفير التطمينات لهذا الحزب بدءاً من التوجه من محازبيه بخطاب جديد يخلو من الثأر والانتقام وانتهاء بالعمل من أجل استيعاب ".
المخاوف وصولاً إلى تبديدها. ويسأل جنبلاط: "هل يريد حزب الله ثمناً في مقابل تخليه عن سلاحه؟" ويزيد: "لا أعرف، مع أن البعض أخذ يستحضر مجدداً إمكان تغيير النظام على قاعدة تطبيق مبدأ المثالثة بين المسيحيين والسنّة والشيعة؟

ويعتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن المسيحيين في لبنان لن يكونوا في منأى عما سيترتب على اندلاع الفتنة بين السنّة والشيعة، وهو يتخوف على وجودهم، ولهذا السبب لا يرى أي بديل من الحوار محذراً بعض القيادات المسيحية من نفخها في الترويج لها، لأنه لن يكون هناك من رابح في لبنان، والمسيحيون سيكونون أول الخاسرين.

ويضيف أنه ضد استقالة حكومة ميقاتي وأنه سيعيد تسميته رئيساً للحكومة في حال رحيل الحكومة الحالية. «فإما أن نغرق معاً أو ننجو بالبلد معاً بالتعاون مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي في ضوء كل ذلك تؤكد مصادر محايدة كانت واكبت التحضير لاستئناف الحوار أن حزب الله
 

السابق
الصليب الأحمر نظّم حملات للتبرّع بالدم
التالي
الدور المسيحي في لبنان