غلطة النادي الرياضي بيروت!!

«أحرجوه.. فأخرجوه»
بهذه العبارة يمكن اختصار الخطوة التي أقدم عليها النادي الرياضي بيروت والمتمثِّلة بانسحابه من بطولة لبنان لكرة السلة.
وإذا كانت تلك الخطوة ليست المرة الأولى التي يُقدِم عليها الرياضي ودائماً تحت عنوان «استهدافه» من قِبل اتحادات تعاقبت عليها قيادات كانت تؤكد التزامها الحيادية والشفافية في حين أنّ الرياضي كان يتّهمها بالانحياز وتسخير القوانين حتى باتت تلك القضية مثل «إبريق الزيت».

والخطير في الأمر أنّ مبدأ الانسحاب هو خطأ ويُعاقِب عليه القانون ويُلزِم الفريق المنسحب بالكثير من الإجراءات الرادعة والغرامات المالية، وبالتالي لا تؤدي الخطوة إلى أي نتيجة إيجابية وتكون بمثابة ردّة فعل لا يلبث أنْ يُدرِك الجميع أنّها كانت «علقة» وبالتالي لم تكن من حاجة لاتخاذ مثل هكذا قرار.
صحيح أنّ الظلم لا يُحتمل وأنّ الشعور بالاستهداف والافتراء لا تقبله الشرائع والمواثيق، لكن ذلك يتطلّب وعياً وحكمة وتبصّراً خصوصاً إذا كانت «الظُلامة» يقصد منها دفع الأمور باتجاه الاستقالة، وهذا ما حدث مع الرياضي الذي كان حريّاً بإدارته حسن إدارة «المعركة» مع الاتحاد وعدم التهوّر والتورّط بقرار سلبي هو الانسحاب.

لقد سبق للنادي الرياضي أنْ انسحب من بطولات سابقة وكانت النتيجة معروفة، خسائر معنوية ومادية، وقد يُقال بأنّه في تلك الفترة كان من الممنوع على الرياضي الفوز وهناك فريق واحد له أحقية أنْ يحمل صفة البطل وهذا صحيح، لكن رغم ذلك، فإنّ الحركة الانفعالية المتمثّلة بالانسحاب غير مبرّرة تحت كل الاعتبارات.
من هنا، فقد شكّلت خطوة الرياضي الانسحاب من البطولة «صدمة» لدى الأوساط الرياضية وفتحت «جرحاً» نازفاً في خاصرة اللعبة التي يكفيها ما فيها من مشكلات وتواجهه من تحديات حتى تأتي الاستقالة من قِبل الرياضي لتزيد «الطين بلة» ويكتمل «النقل بالزعروز!!».

لقد قيل وسيبقى ذلك حقيقة لا يمكن لأحد أنْ ينكرها وهو أنّ النادي الرياضي بيروت ليس مجرد رقم ضمن معادلة لعبة كرة السلة فهو نادٍ عريقٍ وله دوره ومكانته وحضوره الذي يعزّز تلك المعادلة من الناحيتين الوطنية والرياضية، وبالتالي فإنّ خروجه من هذه المعادلة يعني تهديداً للصيغة خصوصاً عندما يجري الحديث عن استهداف أندية من لون واحد!؟
إنّ خسارة لقب البطولة لا يجوز اعتباره نهاية العالم، إلا أنّ اهتزاز صورة السلم الأهلي وسقوط اللعبة وتجييش جماهيرها تحت اعتبارات طائفية ومناطقية، هنا تكون الخسارة الحقيقية والموجعة وربما الضربة القاضية.
إنّ الموقف يتطلّب وقفة حكيمة ومعالجة مسؤولة من قِبل الجميع: وزارة ولجنة أولمبية واتحاد لعبة وأندية عريقة أساسية مثل الرياضي..
إنّنا نسأل الله عز وجل أنْ يلطف بالبلاد وبالعباد.

السابق
لبنان يخسر أمام مصر (1ـ4)
التالي
الأسرى الفلسطينيون يوحدون الشعب