هل ندخل كتاب غينيس من التقنين؟

قد يغفل اللبنانيون انهم يعانون من التقنين الكهربائي منذ ما يقارب الاربعين عاما، وان الامر بات يقترب من الصورة الكاريكاتورية خصوصا مع استمرار عجز الحكومة واستمرار ضعف المطالبة الشعبية بتصحيح الوضع الشاذ.
مضت عشرات السنين على اللبنانيين في ظل نظام التقنين الكهربائي حتى ان أجيالا لبنانية ولدت وشبّت وشاخت وقد ترهل في ظل التقنين الكهربائي. والدولة تبدو غافلة وغير مستعجلة ازاء هذه الحقيقة والواقعة التاريخية التي لا مثيل لها بين دول العالم وعلى مر التاريخ المعاصر او حتى منذ بدأ الانسان يتنعّم بفوائد الكهرباء. وتقترب هذه الواقعة لتصبح مهزلة تاريخية لا سابق لها. ويبدو ان الخروج من هذه الأزمة ما زال دون افق مستقبلية محددة. فالدولة التي ارتفع حجم دينها العام ليتجاوز 63 مليار دولار تبدو عاجزة حتى اليوم عن المعالجة او السيطرة على هذه الأزمة.

وفي حين يتعايش اللبنانيون مع ظاهرة التقنين الكهربائي، تبقى المطالبة الشعبية في تحسين وضع الكهرباء شبه غائبة او مغيبة. ويقترب حجم الدعم الذي تقدمه الدولة اللبنانية لشركة الكهرباء من الملياري دولار سنويا مما يثقل كاهل الخزينة دون ان يشفي غليل المواطنين.

وتعتبر ظروف انتاج الكهرباء في لبنان صعبة جدا وتقترب من الخط الاحمر اي من المزيد من التقنين. اما تأمين الكهرباء البديلة على مستوى مولدات الكهرباء فبات يثقل بدوره كاهل المواطن العادي لارتفاع الكلفة الشهرية الى مستويات يصعب تحملها من الشريحة العظمى من اللبنانيين. وكان اللبنانيون بدأوا بالمعاناة من انقطاع الكهرباء منذ انطلاق الحرب الاهلية في العام 1975 ولم تستقم الامور على مدى السنوات الـ 37 التي مرّت منذ ذاك التاريخ. وترتفع كلفة دعم الكهرباء على الخزينة العامة مع كل ارتفاع لاسعار النفط. هذه الاسعار التي ارتفعت مؤخرا الى مستويات متقدمة تجاوزت الـ 126 دولارا للبرميل الواحد مقارنة مع ما بين 70 و80 دولارا اميركيا قبل عام تقريبا. فهل فعلت بالنسبة لملفات من تجاوز مطب الكهرباء كما فعلت بالنسبة لملفات اخرى شائكة كتمويل المحكمة الدولية وتصحيح الاجور وتجديد البروتوكول مع المحكمة الدولية واستبدال وزير. من البديهي ان الوضع يبدو اكثر صعوبة نظرا لحجم التمويل الكبير المطلوب.

الأسهم اللبنانية

كاد نشاط البورصة ان يكون عند ادنى مستوياته امس قبل ان يسجل تبادلا كبيرا باسهم شركة ريمكو لتجارة السيارات مع تبادل 255937 سهما تراجع سعرها بنسبة 14.8 في المئة الى 2.13 دولار اميركي. فقد بلغ الحجم الاجمالي للتداول امس 271087 سهما وقيمتها 854418 دولارا اميركيا. وقد سجل تبادل 34 عملية بيع وشراء تناولت سبعة اسهم ارتفع منها اربعة اسهم وتراجعت ثلاثة اسهم. وتفاوت اداء اسهم سوليدير مع ارتفاع اسهم الفئة (أ) بنسبة 1.18 في المئة الى 14.49 دولارا وتراجع الفئة (ب) بنسبة 0.41 في المئة الى 14.32 دولارا مع تبادل 5600 سهم (ب) و4713 سهما (أ). وارتفع سعر اسهم بنك بلوم فئة (GDR) بنسبة 0.25 في المئة الى 7.87 دولار، وزاد سعر اسهم بنك بيبلوس الفئة (2008) بنسبة 2.03 في المئة الى 105.10 دولار مع تبادل 2100 سهم و1337 سهما على التوالي.

على صعيد آخر، تفاوت اداء اسهم شركة الاسمنت الابيض، اذ ارتفع سعر الاسهم الرسمية 4.72 في المئة الى 3.10 دولارات وتراجع سعر الاسهم لحامله بنسبة 1.49 في المئة الى 3.30 دولار، مع تبادّل الف سهم و500 سهم على التوالي. وفي ختام التداولات، ارتفعت القيمة السوقية لرسملة البورصة 0.14 في المئة الى 10.743 مليار دولار اميركي.

الاسواق العالمية

أدّى تحذير مؤسسة التصنيف الدولية "فيتش ابيكا" امس من امكانية خفض درجة التصنيف الائتماني لبريطانيا الى تراجع الجنيه الاسترليني مقابل اليورو. وانطلق تحذير "فيتش" المذكور من ضعف حالة التعافي الاقتصادي في بريطانيا فضلا عن الحجم المتعاظم لدينها العام. وأبدت المؤسسة نظرتها المستقبلية لبريطانيا الى "سلبي" فتراجع الجنيه الاسترليني 0.3 في المئة الى 83.42 بنسا لليورو الواحد. كما تراجع الجنيه بنسبة 0.5 في المئة الى 130.57 ينا، ولكنه بقي مستقرا حول مستوى 1.5675 دولار اميركي. وتحسّن الين الياباني من جهته مقابل الدولار الاميركي، مع اعتقاد واسع في الاسواق بأن العملة اليابانية قد تراجعت مؤخرا بشكل مبالغ فيه. وكان كل من الراند الجنوب الافريقي والدولار النيوزيلندي الافضل اداء امس مقابل الدولار الاميركي. وكان الين تراجع نحو 5.8 في المئة في الشهر الماضي وهو العملة الاسوأ اداء، في حين كان الدولار مرتفعا 0.8 في المئة واليورو مرتفعا 0.8 في المئة. اما تحرّك اليورو ازاء الدولار امس فكان ارتفاعا ونسبته 0.32 في المئة الى 1.3074 دولار اميركي.

الاسهم العالمية

تحركت الاسهم الاميركية صعوداً بشكل محدود امس عقب تقارير اميركية جديدة أظهرت ارتفاعا مفاجئا للصناعات التحويلية، وتراجعا اضافيا لمستوى البطالة في الاقتصاد الاميركي. وقد زاد مؤشر داو جونز بنسبة 0.10 في المئة الى 13207.20 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.18 في المئة الى 1396.73 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.34 في المئة الى 3051.12 نقطة. وتفاوت اداء الاسهم الاوروبية التي سجلت صباحا تراجعا عاما من اعلى مستوياتها منذ شهر تموز الماضي وسط اعتقاد بأن هذه الاسهم ارتفعت اكثر مما ينبغي في الفترة الاخيرة نظرا لتوقعات النمو الاقتصادي في القارة وارباح الشركات. وفي حين تراجع مؤشر فوتسي البريطاني 0.33 في المئة الى 5925 نقطة، ارتفع مؤشر داكس الالماني 0.55 في المئة الى 5925.93 نقطة. وارتفعت الاسهم اليابانية لليوم الثالث على التوالي مع ارتفاع الدولار الاميركي مقابل الين الياباني الامر الذي يشكل دعما للصادرات اليابانية. لكن اسهم شركات التنقيب هبطت مع تراجع اسعار المعادن. وعليه، ارتفع المؤشر العام لهذه الاسهم 0.3 في المئة الى 127.63 نقطة كما زاد مؤشر نيكي 0.72 في المئة الى 10123.30 نقطة.

الذهب

ارتفع سعر الذهب امس 0.29 في المئة الى 1647.70 دولارا للاونصة في التعاملات المسائية. وجاء ارتفاع الدولار على خلفية تحسّن الاقتصاد الاميركي الامر الذي سوف يدعم الاقبال على شراء الذهب. لكن الارتفاع ظل محدودا نظرا لاستمرار ارتفاع الدولار الاميركي مقابل اليورو. كما لقي الذهب دعما من تحسن اسواق الاسهم وهو عامل كلاسيكي يصب في خانة تحسين الاقبال على المعدن الاصفر.

النفط

تراجع النفط امس مبددا المكاسب الصباحية التي بلغت 0.7 في المئة بعد معلومات على ان كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا توصلتا الى اتفاق لامداد الاسواق بالنفط من احتياطياتهما الاستراتيجية فتراجع النفط 1.14 في المئة الى 103.98 دولار للبرميل.

السابق
بعد تغريمه 15 ألف دولار أميركي.. هل ينسحب الشانفيل من بطولة غرب آسيا؟
التالي
المواطن الإلكتروني والوزير الألمعي