سعادة: الراعي يعبّر عن هواجس القسم الأكبر من المسيحيين

وصف الوزير السابق والقيادي في تيار المردة يوسف سعادة الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى الجنوب بالتاريخية وذات الطابع الاستثنائي. مشددا على المواقف الوطنية التي أطلقها البطريرك والتي تؤكد وحدة أبناء الجنوب ووحدة أبناء الوطن، مشيرا الى أهمية الزيارة وسط الحراك الكبير الذي يشهده العالم العربي. منتقدا الحملة التي تشن على البطريرك الراعي والتي تستهدف مواقفه التي أعادت الاعتبار لمفهوم الوحدة الوطنية.

وأكد سعادة في تصريح لـ «الأنباء» ان المواقف التي أطلقها الراعي في جولاته الرعوية أثبت من خلالها وكما قال انه ليس بطريركا للموارنة، بل لكل اللبنانيين دون أن ننسى شعاره الشركة والمحبة، ورأى في المواقف التي أطلقها خلال زيارته الاخيرة الى باريس أنها تعبر عن هواجس القسم الاكبر من المسيحيين، مشيدا بتلك المواقف الناجمة عن مخاوف البطريرك وقراءته للتطورات الجارية في المنطقة والتي تبعث على الخوف والقلق، لاسيما التي أشار فيها الى التيارات المتطرفة.

ورأى أن كلام البطريرك الراعي لا ينطلق من فرضيات غير موجودة، بل من تجربة العراق الماثلة أمامنا وما سببته من مآس على الشعب العراقي وعلى المسيحيين في ضوء الاحتلال الاميركي، فضلا عما نشهده في فلسطين من ممارسات اضطرت معظم المسيحيين الى الهجرة.

وردا على سؤال حول ما قاله رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معرض رده على البطريرك الراعي من ان الخوف من التطرف مبرر لكنه لا يبرر الانقلاب على القيم، استغرب سعادة مواقف جعجع التي اعتبر فيها مواقف البطريرك الراعي عند عودته من باريس بأنها غيمة صيف ومن ثم عاد لينتقد كلامه الاخير، معتبرا ان من حق البطريرك الراعي الذي يمثل رأس الكنيسة المارونية في لبنان والشرق ان يطرح هواجسه ومخاوفه حول مصير المسيحيين وهي هواجس سبق أن عبر عنها كل من بطريرك طائفة الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم وبطريرك الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام والتي تعكس قلق المسيحيين والاقليات بوجه عام.

وسأل سعادة هل ان البطاركة ورؤساء الكنائس الذين تحدثوا عن هواجسهم وأعربوا عن قلقهم يعني أنهم خرجوا عن ثوابت الكنيسة؟ وهل الذين انتقدوا من السياسيين هذه المواقف يعلمون أكثر بثوابت الكنيسة.

داعيا المسيحيين الى أخذ هذه الهواجس بعين الاعتبار بعيدا عن المصالح السياسية، مذكرا بمشروع الوطن البديل الذي طرح على المسيحيين عندما كان الرئيس سليمان فرنجية في سدة الحكم ورفض يومها هذا المشروع، لافتا الى ان المسيحيين متجذرون في هذه الأرض وليسوا جالية.

وعن تطورات الأزمة السورية، أكد سعادة أن أي تدهور للوضع في سورية لابد ان ينعكس سلبا على لبنان. لافتا الى ان البديل عن النظام غير الطائفي في سورية نظام ديني متطرف سيكون له انعكاس سلبي على المسيحيين وعلى لبنان ككل. وأكد ان الاصلاحات التي وعد بها الرئيس بشار الاسد ستجد طريقها الى التنفيذ مع إعطاء الرئيس السوري الفرصة الكاملة لما فيه مصلحة سورية، لافتا الى أن ما يجري في سورية ليس ثورة، بل ان أكثرية الشعب السوري مع القيادة السورية لكن مع إصلاحات.

وفي الشأن المتصل باجتماع القادة المسيحيين في بكركي لمناقشة قانون الانتخاب، لاسيما موضوع النسبية وانتخاب كل طائفة نوابها، رأى سعادة أن النقاش المتصل بقانون للانتخاب يحتاج إلى درس ومتابعة من قبل كل الاطراف في لبنان.

مؤكدا أن تيار المردة مع اعتماد النسبية لأنها تشكل الحل الأمثل وذات طابع وطني، رافضا الرأي الذي يقول بانتخاب كل طائفة لنوابها لما لهذا الامر من انعكاسات سياسية غير مفيدة وغير صحية ولو كان يؤمن وصول 64 نائبا مسيحيا منتخبين بأصوات الناخبين المسيحيين.  

السابق
القوى الايطالية تسلم 4 شاحنات نفايات لـ4 بلديات في قضاء صور
التالي
المحكمة وإعفاء الإيرانيين من التأشيرات بين الحريري وميقاتي