اليوم الأول من رمضان: الاستهلاك يرتفع.. الأسعار تزداد.. والناس تشتكي

 رفع تزامن بدء شهري رمضان المبارك والميلادي، من حجم الحركة الاستهلاكية في الأسواق، خصوصا أسواق الخضار واللحوم والحبوب والحلويات، حيث بلغت حوالى 40 في المئة في اليومين الماضيين مقارنة مع الأيام العادية، وفق احصاءات نقابية.
وغصت الأسواق الشعبية والتعاونيات والسوبرماركت في بيروت، بالمتبضعين مع بدء شهر الصوم، وفيما اشتكى الكثيرون من ارتفاع في أسعار الخضار، خصوصا السلع المكونة لصحن «الفتوش»، لوحظ أن اللحوم كافة حافظت على أسعارها.
ويلفت المتبضع منير إلى أن «مصادفة حلول رمضان مع استلام الراتب، شجعت على نزول الناس بكثافة إلى الأسواق للتبضع»، آملا أن تستقر أسعار الخضار والفواكه في الأيام القليلة المقبلة، «كما يحدث عادة في شهر رمضان سنويا، حيث تشهد الأيام الأولى ارتفاعا في بعض السلع، وتعود إلى طبيعتها تدريجيا بعد أيام».
لكن، المتبضعة سميرة التي انتقدت بحدة «جشع التجّار، واستغلالهم للشهر الفضيل»، دعت «أجهزة الرقابة في الدولة إلى التحرك سريعا على الأرض، لضبط فلتان أسعار بعض السلع الغذائية».
ويحيل صاحب محل خضار وفواكه «ارتفاع الأسعار إلى تجّار الجملة، حيث يبررون – كما يقول – رفعهم للأسعار نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات وتأخر بعض المزارعين في توضيب إنتاجهم». لكنه يشير إلى أن «الأسعار لم تشهد ارتفاعات حادة كما حدث في السنوات الماضية».
ووفق جولة «السفير» على الأسواق أمس، لوحظ أن الارتفاع في أسعار الفواكه والحبوب تراوح ما بين 20 و70 في المئة، حيث ارتفع سعر كيلو الأرز المصري من 1500 ليرة إلى 2250 ليرة، والعدس من 2000 ليرة إلى 2500 ليرة، والأرز الأميركي من 1500 ليرة إلى 1750 ليرة، أما الخيار فارتفع من 750 ليرة إلى ألف وألف و500 ليرة، والحامض من ألف ليرة إلى 1750 ليرة، وبلغ سعر كيلو الإجاص والدراق في الأسواق الشعبية 2000 ليرة، والكرز 2500 ليرة والمشمش 1500 ليرة.
ويبلغ سعر ربطة الحشائش (البقلة، البقدونس، الكزبرة..) في أرضها، بين مئة ومئة وخمسين ليرة، فيما يصل سعرها إلى المستهلك 500 ليرة و750 ليرة. أما كيلو البطاطا فيباع في الجملة بـ 350 ليرة، ويتراوح السعر للمستهلك بين 500 وألف ليرة.
ضبط المخالفين.. ومراقبة الجلاب والسوس
وشكلت مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد خلية عمل تضم العناصر كافة العاملة في المناطق، لمراقبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسلامتها في رمضان، وهي التي أعلن عنها الوزير نقولا نحّاس أخيرا، وباكورة عمل الخلية تسجيل ارتفاع في أسعار بعض الخضار، لا سيما أن أسعار بعض هذه السلع تراجعت منذ أسبوع، وفجأة ارتفعت مجددا مع بدء رمضان.
وفيما علمت «السفير» أن المديرية لم تتلق شكاوى من المواطنين أمس، تسارعت التحقيقات لضبط المخالفين الذين رصدتهم دوريات المراقبة، وتحويلهم إلى القضاء المختص، بعد مصادرة البضائع المخالفة، كما بدأت عناصر المراقبة بأخذ عينات من العصائر الرمضانية (الجلاب والسوس) لفحصها، وذلك بعدما سجل في العام الماضي وجود مياه غير صالحة للشرب ضمن مكوناتها، فضلا عن متابعة عملها المعتاد في مراقبة الأفران والحلويات.
وعلى الرغم من التشدد الذي تبديه وزارة الاقتصاد في مراقبة سلامة الغذاء ومكافحة الغلاء، لكن تبقى الأحكام القضائية في هذا الإطار، لا تشكل رادعا فاعلا وقاسيا في حق المخالفين، مما يعني معاودتهم للاستغلال والغش والمخالفات.
وفي سياق متصل، تكشف مسؤولة قسم مراقبة سلامة الغذاء في «جمعية المستهلك – لبنان» المهندسة ندى نعمة أن الجمعية وخلال مراقبتها اليومية للأسعار، لاحظت أمس، ارتفاعا بأسعار الخضار الورقية، خصوصا تلك المكونة لصحن «الفتوش» و«التبولة»، حيث تراوح ارتفاع بعضها من 100 إلى 300 في المئة. فيما لوحظ أن اللحوم حافظت على أسعارها.
أسعار اللحوم.. والعروض التنافسية
وفي الموضوع نفسه، يتوقع رئيس نقابة السوبر ماركت نبيل فهد أن «تشهد أسعار اللحوم انخفاضا في الأيام المقبلة»، كذلك «أسعار الكثير من السلع»، عازيا السبب إلى العرض والطلب، حيث كان هناك توقعات بارتفاع في حركة السياحة، ومع تراجع الاقبال انخفضت الأسعار تدريجيا، فضلا عن وجود منافسة حادة بين الشركات الكبرى.
وإذ تحدد «السوبر ماركت» النمط الخاص بتسعير المواد الغذائية، حيث يشكل حجم أعمالها النصف مع سوق قطاع المفرق (السمانة والميني ماركت)، يلحظ فهد أن الضغط القوي الذي شهده سوق المواد الغذائية أمس، سببه عاملان أساسيان: الأول بداية الصوم، والثاني أول الشهر، الذي يشهد عادة، زيادة في حركة المبيع تتراوح بين 30 و40 في المئة مقارنة مع الأيام العادية.
وتقدم معظم أسواق «السوبرماركت» عروضاً خاصة بشهر رمضان، تشمل حوالى 50 صنفا منها اللحوم والخضار والعصير. ويشير فهد إلى أن النقابة تشجع هذا التوجه في العروض، معتبرا في الوقت نفسه، أن «الأسعار لم تتغير كثيرا، إذ لم تسجل ارتفاعات حادة، لأن هناك حدودا لا يمكن أن تتجاوزها بسبب المنافسة القوية في السوق»، موضحا أن «أسعار الكثير من الخضار والفواكه تخضع لتغيرات مستمرة، فضلا عن تغير أسعار بعضها بين ساعات الصباح الأولى والمساء».
من جهته، يلحظ رئيس جمعية المزارعين أنطوان الحويك وجود صعوبة حاليا في تقديم مقاربة موضوعية لحركة سوق الخضار والفواكه، حيث اليوم الأول من رمضان لا يشكل معيارا في هذا الخصوص، وتاليا المسألة تحتاج إلى 4 أيام أو أسبوع على الأكثر، لتقديم قراءة صحيحة لمؤشرات الأسعار وحجم الاستهلاك، إلا أنه يؤكد أن الطلب الكثيف على بعض السلع يؤدي إلى ارتفاع أسعارها تلقائيا، وهناك فوارق شاسعة بين أسعار الجملة والمفرق، فضلا عن ذلك أن كثيرا من المزارعين لم يقطفوا إنتاجهم.
ويوضح الحويك أن أسعار الخضار والفاكهة متدنية في الأساس، ومعظمها لم يشهد ارتفاعا لافتا كما يحدث عادة مع بداية قطاف الموسم، وذلك نتيجة عوامل عدة منها: تراجع الصادرات بسبب الوضع السوري غير المستقر وجمود أسواقها، وغلاء أسعار الشحن، يضاف إلى ذلك عامل أساسي وهو تراجع الحركة السياحية في لبنان، خصوصا في رمضان. 

السابق
فنيش: لا مانع من إشراك القطاع الخاص في أي شيء نستطيع مراقبته جيداً كدولة
التالي
صيدا: أصحاب البسطات والعربات يرفضون تطبيق قرار بلدي بإزالتها