اهتمام فرنسي ـ سعودي بالاستحقاق الرئاسي: مرحلة مفصلية! ‏

ماكرون بن سلمان

بدأ السباق الرئاسي بكل ما للكلمة من معنى، وقد بدأ المرشحون جولاتهم على القوى السياسية الفاعلة في البلاد لاستمزاج الآراء والتقرّب من الكتل النيابية الوازنة، إلّا أن الصورة النهائية لم تتضح بعد حسب “الأنباء” الكويتية، ولم تتقدم كافة الأسماء إلى المعترك، ونحن على بعد شهر ويومين من بدء الفترة الدستورية التي تسمح لرئيس مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ومن المرتقب أن تظهر تباعاً مع تقدّم الأيام، ومنها من قد يكون خارج دائرة التوقعات وليس من ضمن لائحة الأقطاب.

إلا ان الإشاعات وكالعادة بدأت تسابق الاستحقاق، وقد انشغل اللبنانيون أمس بخبر غير دقيق يتحدث عن لقاء جمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط برئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا والبحث في الملف الرئاسي، الأمر الذي اوضحته مفوضية الاعلام في التقدمي الى نفي الخبر، كما جنبلاط الذي أكد أنه “عندما ألتقي أي وفد لن يكون بالسر بل بالعلن”، مضيفا “كفى تحاليل في ملف الاستحقاق الرئاسي”، مؤكداً أن “همّي هو الإصلاح”.

لا شك أن للعواصم العربية والدولية تأثيراً مباشراُ على هذا الاستحقاق، وفي مقدمتها باريس، التي أطلقت جهودها في هذا السياق، وتواكب الاستحقاق بمسارين، الأول إصلاحي مرتبط بالمساعدات وإقرار الإصلاحات، ولهذا السبب كان الموفد الفرنسي بيار دوكان في بيروت قبل أيام، وقد التقى شخصيات سياسية وشدّد على إقرار بنود يطلبها صندوق النقد، والثاني ديبلوماسي، ويقوم على التواصل مع قيادات دولية، كان في مقدمتها ولي العهد السعودي الأمير محمد سلمان الذي التقاه أول أمس.

,وسط جمود تصاعدي في أي حركة سياسية أو مسعى لإعادة بث الحرارة المقطوعة تماماً بين الرئاسات الثلاث منذ ما قبل عيد الأضحى ومع الانطباع السائد بأن تأليف حكومة جديدة بات أمراً مطوياً وغير وارد بعد الآن بدا طبيعياً أن تتمحور كل الاهتمامات العلنية والضمنية حول الاستحقاق الرئاسي في حين ترصد الأوساط السياسية بدقة المواقف الخارجية من لبنان لمعرفة ما إذا كان الاستحقاق الرئاسي بدأ يستقطب بعض الاهتمام الخارجي. ولذلك قد يكون البيان الفرنسي السعودي المشترك الذي صدر أمس حسب “النهار” غير كاف للأوساط اللبنانية لكي تستخلص كم اخذ الملف اللبناني من حيز في المحادثات المهمة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكن ثمة انطباعات لدى متصلين بالعاصمة الفرنسية بأن الملف اللبناني احتل فعلاً مكانة بارزة في البحث حول ملفات المنطقة ومن غير المستبعد أن يكون تناول الاستحقاق الرئاسي كمحطة مفصلية أساسية لتبديل واقع لبنان ولا يمكن الجزم تالياً ما إذا كان الجانبان توسعا أكثر في الاستحقاق.

السابق
بعد التهديدات الحكومية ‏بفصل المضربين: ما مصير الرواتب وهل يستمر الاضراب؟
التالي
لا حكومة ولا رئيس.. تقرير دولي يحذر من تحول لبنان إلى دولة فاشلة!