جعجع: الوضع في لبنان صعب ودور الدولة يتراجع

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعحع خلال احتفال اطلاق مجلة "المسيرة" بحلتها الجديدة في معراب تحت شعار"المسيرة: ما لا يكتبه الآخرون"، أن "الوضع اليوم في لبنان صعب، مجبول بالمخاطر والصعوبات والغموض والقلق على المصير، في حين أن دور الدولة يتراجع وينحسر باعتبار أن هناك حزبا يسحب خصوبة الدولة ويأكل من لحمها الحي".

ولفت الى أن "البعض يأخذ لبنان الى الحرب في سوريا ليس دفاعا عنه ضد إسرائيل كما يدعون، إنما دفاعا عن إيران ونظام الأسد، هذا الرهان الخطير سوف يجلب لنا الموت والخراب والإفلاس والدمار، والفقر والتعتير وليس الإصلاح ولا التغيير. فاليوم، بدل أن يكون لبنان سويسرا الشرق، بلد الديمقراطية والأمان والحريات والبحبوحة والسياحة والاستثمار والتقدم والتطور والرقي، أصبح بلد الفلتان والتفجيرات والقتل والموت. يأخذوننا أكثر فأكثر ليس الى العالم الثالث فحسب، إنما الى الرابع والخامس، ليوصلوننا الى الثامن من آذار."

وتابع: "يريدون لبنان الحروب والمواجهات التي لا تنتهي، يريدون لبنان سلاحا يجر سلاحا، يريدون لبنان أصوليا يجر أصوليا، يريدون لبنان واجبا جهاديا يجر نصرة وتكفيرا، كل ذلك ليبرروا بقاءهم وصفقاتهم وسلاحهم وهيمنتهم. ولسوء الحظ من صيدا، الى متفجرة بئر العبد، الى متفجرة المصنع، كل يوم تتأكد قراءتنا، ولكن على من نقرأ مزاميرنا إذا كان البعض استبدل لبنان بإيران، والبعض الآخر باع ضميره الوطني، وحاول بيع تاريخنا بحفنة من المقاعد النيابية والوزارية؟".

وسأل جعجع: "ما نفع المراكز والمقاعد النيابية والحقائب الوزارية إذا انتهى لبنان؟ ما نفع مئة غرفة في باخرة تغرق؟ ما نفع الرهان على انتصار نظام قمعي قاتل في سوريا في يوم ثلثاء ما، بينما نخسر نظامنا الديمقراطي في لبنان؟ لا يجوز أن نخسر لبنان بالكراسي، بعدما ما افتديناه بالأرواح".

وأكد أنه "ليس لدينا سوى لبنان وطنا، فإذا كان البعض يعتبره امتدادا لسوريا أو إيران، فليبق هناك. وإذا البعض الآخر يعتبر أن وطنه جيبته أو الكرسي المذهب، فليذهب ويعمل بالتجارة، مكانه ليس في السياسة. نحن ليس لدينا إلا لبنان وطنا، والوطن يضيع ويتفتت من دون دولة، المطلوب اليوم الدفاع عما تبقى من شرعية ومن دولة، بغض النظر عن رأينا بأدائها، لأنه لا خلاص إلا بالدولة الفعلية والسلاح الشرعي، لتقوم الدولة يجب أن تزول الدويلة، لتقوم الدولة يجب أن تتوحد البندقية فعليا، جديا، شرعيا ودستوريا، فقد شبعنا شعارات، شبعنا أكاذيب، شبعنا غش: من يحب الجيش حقيقة فليسلمه سلاحه!".

وختم: "في خضم كل ما نشهده، أطلب منكم أن تبقوا أقوياء، وأملكم كبير بالمستقبل، فالأرض طوال عمرها كانت تهتز في لبنان ولكنها لم تقع مرة، وهذه المرة أيضا، مهما اهتزت فلن تقع. ان مسيرتنا مستمرة حتى لا يقع لبنان، وليعود وينهض من جديد".
  

السابق
ارسلان: حكومة اللون الواحد لن تبصر النور
التالي
سوريا تفرج عن بعض المعتقلات تلبية لمطالب ثوار اعزاز