«المستقبل» ترفض مفهوم «المرشح الواحد» وتشيد بإعلان «القوات» و«التيار الوطني»

تيار المستقبل

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : بخلاف مشهد الشلل المستحكم بالعمل المؤسساتي في البلد تحت تأثير حُقن الاستئثار والاستكبار التي تواصل دويلة “حزب الله” ضخّ سمومها التعطيلية في مفاصل الدولة، تنشط حركة الجولات البينية على خارطة العمل التشاوري في أكثر من اتجاه سياسي وأمني وحواري، وأبرزها التحركات التي يقوم بها وفد كتلة “المستقبل” على القيادات والمسؤولين في إطار المساعي الوطنية الرامية إلى تحصين الساحة الداخلية وإيصاد أبواب الفتنة التي يحاول البعض فتحها في وجه عرسال لغايات مكشوفة في نفوس أمراء الحرب والتورّط الجهنمي في سوريا دفاعاً عن رمز الإجرام القابع في دمشق برعاية وحماية الحرس الثوري الإيراني. وعلى مستوى التواصل الوطني أيضاً تبرز الزيارات التي يقوم بها وفد “معراب” لإطلاع مختلف الأفرقاء على مضامين ورقة “إعلان النوايا” بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” والتي قوبلت أمس بالإشادة والترحيب في بيت الوسط خلال اجتماع عُقد لهذه الغاية بين رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ووفد “القوات”، في وقت علّق رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط على التقارب الحاصل بين رئيس “التيار الوطني” النائب ميشال عون ورئيس “القوات” سمير جعجع وعلى “النوايا” المعلنة بينهما، بالقول لـ”المستقبل”: “أي لقاء وأي حوار مفيد، وكل جهد يصبّ في خانة الحوار الداخلي هو جهد مفيد وإيجابي”، مشيراً إلى أنه يترقب زيارة الوفد القواتي خلال الساعات المقبلة للاطلاع منه على مضمون الورقة.

 
وكان النائب جمال الجراح قد عبّر باسم كتلة “المستقبل” إثر زيارة وفد “القوات” بيت الوسط عن حرص الكتلة “على التقاء كل اللبنانيين مع بعضهم البعض، خصوصاً عندما يلتقي فريقان مسيحيان ويتحاوران وينتجان تفاهمات معينة”، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ الحوار الحاصل بين “القوات” و”التيار الوطني” انطلق “من المسلمات الوطنية والمبادئ السيادية لقوى 14 آذار”.
وفي السياق نفسه، زار وفد من “القوات” مقر حزب “الوطنيين الأحرار” حيث سلّم نسخة من “إعلان النوايا” لرئيس الحزب النائب دوري شمعون الذي شدد بعد اللقاء على أهمية هذه الورقة لما لها من قيمة على الأرضية المسيحية، مؤكداً أنه “في كل مرة يزداد الوفاق بين اللبنانيين تكون لهم قدرة أكبر على مواجهة الظروف”.

 
وفي الغضون، يواصل وفد “المستقبل” جولاته على القيادات السياسية للتداول في المستجدات الأمنية والمؤسساتية، والتقى أمس كلاً من رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” الرئيس أمين الجميل الذي أعرب عن تضامن “الكتائب” و”المستقبل” في مواجهة “المنحى التعطيلي” في البلد وفي رفض “المقاربة المذهبية” للأوضاع في عرسال، والرئيس ميشال سليمان بحضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل بحيث أعرب سليمان بعد اللقاء عن رفضه تحجيم دور المسيحيين بـ”كانتون صغير” من خلال النظريات التي تحصر انتخاب رئيس الجمهورية باتفاق المسيحيين، مستنكراً في الوقت عينه التعطيل الحاصل لعمل مجلس الوزراء ومشدداً على عدم الحاجة إلى “آلية الإجماع” في المجلس وعلى كون “الوزراء لا يستطيعون أن ينوبوا عن رئيس الجمهورية في الاطلاع على جدول أعمال جلسات الحكومة”، مع إبداء خشيته من أن يصل التعطيل إلى موقع قيادة الجيش. كما رفض سليمان “الكلام المسيء” المشكك بقدرة المؤسسة العسكرية على الدفاع عن لبنان، مؤكداً دعمه للجيش والثقة بقراراته وقدرته على التعامل مع الوضع في عرسال ومحيطها وفي مختلف المناطق اللبنانية.

 
لا لمفهوم
“المرشح الواحد”
تزامناً، استنكرت كتلة “المستقبل” إثر اجتماعها الدوري أمس برئاسة الرئيس السنيورة “أشد الاستنكار الكلام الخطير والمعيب والمستهزئ بعقول اللبنانيين الصادر عن نائب أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم” والذي وضع فيه الاستحقاق الرئاسي أسير معادلة “إما عون أو الفراغ”، مشددةً على أنّ هذا الموقف الذي يأتي بمثابة “فضيحة وطنية” ويمثل “استكباراً على جميع اللبنانيين” إنما كشف بوضوح “من يعطل الجمهورية ومؤسساتها ويخطف رئاستها”.

 
وإذ أبدت رفضها لمفهوم “المرشح الواحد” الذي يحاول “حزب الله” فرضه على الاستحقاق الرئاسي، وتمسكت في المقابل بخيار “رئيس الجمهورية التوافقي”، استنكرت “المستقبل” سياسة التعطيل “الانتحارية” التي ينتهجها “الطرف ذاته” رئاسياً وحكومياً، محمّلةً في هذا الإطار “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وبعض حلفائهما “المسؤولية الكاملة أمام هذا التدمير المنهجي للدولة ومؤسساتها”.

 
“تواصل يومي”
على صعيد منفصل، وبينما تسود أجواء من القلق والتوتر في صفوف أهالي العسكريين المخطوفين ربطاً بنيران المعارك التي يقوم “حزب الله” بتسعيرها في الجرود، طمأنت مصادر خلية الأزمة الأهالي عبر “المستقبل” إلى أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم “على تواصل يومي” مع الوسيط القطري توصلاً إلى لحظة تحرير العسكريين المرتقبة، مؤكدةً في هذا المجال أنّ “الأجواء لا تزال إيجابية” وأنّ الجانب اللبناني أنجز كامل ملفات السجناء المطلوب مقايضتهم بالعسكريين الأسرى لدى تنظيم “جبهة النصرة” وينتظر تحديد “الإطار الزماني والمكاني” لإتمام عملية المقايضة.

السابق
عون ثابت على مواقفه وسلام سينتظر أسبوعين ليقرر وحركة جنبلاط لم تثمر بعد..
التالي
تريث سلام غير مفتوح.. وعون يطالبه بممارسة صلاحياته!