زيارة ولايتي لسوريا.. تكامل اقتصادي وإسقاط لمشاريع أمريكا

لا يمكن اعتبار الموقف الإيراني الداعم لسوريا موقف ثابت، فالتوصيف الدقيق لهذا الموقف هو دعم تصاعدي، فالخط البياني الراصد للجهود الإيرانية الداعمة لموقف سوريا منذ بداية الأزمة يذهب نحو الارتفاع مع ذهاب المواقف السياسية من قبل الدول
الداعمة للإرهاب نحو التصعيد الميداني قدر المستطاع.

 

ولا يمكن اعتبار المعارك التي يخوضها الجيش السوري في مناطق الشمال السوري، وتحديدا ريف إدلب، معركة بين القوات السورية والميليشيات المسلحة وحسب، بل هي معركة كشفت عن وجهها الحقيقي منذ اليوم الأول لها، إذ أن اتحاد الميليشيات غير المتجانسة أصلا من حيث الانتماء والتبعية لا يمكن أن يكون نتيجة لتلاقي الميليشيات ذاتها، فالواضح كان ومازال من هذا التحالف أن التلاقي السعودي التركي على ملف الشمال لم يكن إلا بدعم من القرار الأميركي، فواشنطن فقدت كل المبررات المنطقية لإكمال طريقها في الملف السوري بذات السياق.

 

وإن كانت الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب تريد الحد من الدور المتنامي للتحالف السوري الإيراني، فعليها أن تخلق أزمة سياسية يمكن للأميركيين أن يستندوا عليها في النقاش مع روسيا حيال الملف السوري، ومن الأكيد أن أزمة شمال سوريا وضعت على طاولة النقاش في المباحثاتالروسية الأميركية الأخيرة في مدينة سوتشي الروسية حضور الممثل الأعلى لمرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي إلى سوريا لتوقيع اتفاقيات اقتصادية كبرى بين دمشق وطهران، يجسد واقع التشاركية بين الحكومتين في المصير، وإن كان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد على أهمية الدعم الإيراني المقدم لسوريا.

فإن الطرف الإيراني يرى في الدولة السورية الحالية خط الدفاع الأول في المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، والقوة الإيرانية المتنامية التي تثير رعب الكيان، لابد من أن تواجه بالذهاب إلى محاولة تفكيك الدولة السورية، ليصار إلى تفكيك التحالف بين سوريا وإيران ومنه إلى إنهاء الملف الأخطر بالنسبة لبقاء الكيان الإسرائيلي والذي يأتي تحت عنوان عريض هو “محور المقاومة”.

 

ولذلك كان لابد من مرافقة “مشاورات جنيف” بتصعيد ميداني شمالا، لخلق منطقة عازلة في إدلب وريفها كخطوة أولى نحو تقسيم الدولة السورية وفقا لسايكس بيكو جديدة في المنقطة يتكلم عنها الأتراك اليوم معتمدين على ما يقوم به الجيش التركي من دعم مباشر للميليشيات التي ترتبط بتنظيم القاعدة بشكل أساسي ومباشر، وضمن هذه الفوضى التي يعتمدها التحالف “التركي القطري السعودي “في محاولة مأسسة الدولة دفع بتنظيم داعش نحو محاولة فرض امتداد جغرافي من الرمادي العراقية إلى تدمر السورية، ليكون ثمة دولة أخرى قيد الإنشاء تسيطر على أهم منابع النفط في الشرق الأوسط وتتبع القرار الأميركي، لكن النجاح السوري في إسقاط هذا المشروع من خلال تأمين مدينة تدمر والذهاب بالمعركة السورية نحو الشرق أكثر، صدم الأميركيين مسقطا النظرية الأميركية، ومازاد الطين بلة بالنسبة للأميركيين الحشود الكبيرة من قبل قوات “الحشد الشعبي” العراقية التي توجهت إلى الأنبار لاستعادة الرمادي، ومؤشرات حجم القوى المتوجهة إلى هناك تفضي إلى أن المعركة لن تكون معركة صغير.

(وكالة انباء فارس)

السابق
إبراهيم يبرم صفقة العسكريين المخطوفين؟
التالي
قائد الثورة الاسلامية : لن نسمح لتفتيش أي من مواقعنا العسكرية