حتى متى يصبر الشعب السوري؟

مع نجاح الثورة الشعبية الليبية, وتمكن أحرار ليبيا بمساعدة أحرار العالم من التخلص من ربقة المعتوه المجرم معمر القذافي وأبنائه القتلة, تدور عجلة الحرية المقدسة لتواصل طحن عظام الطغاة و تحيل بقاياهم العفنة لمزبلة التاريخ كجزء حيوي وفاعل من الحتمية التاريخية المعروفة, وبذلك النصر المبين والمؤزر يشتد ساعد الأحرار وتقوى عزيمة المجاهدين ويختصر طريق الخلاص من الظلم والإرهاب والنهب وأنظمة الموت والدمار , وقد سجل الشعب السوري الحر سابقة نضالية غير مسبوقة في التاريخ العربي المعاصر بل في تاريخ الشرق القديم بأسره بتمرده على حكم الفئة الباغية من الوراثيين المستنسخين وبكسر حواجز الخوف ضد أعتى نظام أمني و إرهابي في المنطقة بل في العالم وهو يواصل اليوم تقديم تضحياته النضالية بكلفة بشرية عالية من أرواح الشهداء الذين يتساقطون يوميا مع إصرار النظام الفاشي البعثي المجرم على ممارسة الجريمة والقتل والاستئصال والإبادة الجماعية حتى النفس الأخير, لأن معركة النظام هي بمثابة معركة المصير التي تحدث عنها الفكر البعثي الفاشي, وهي معركة قاسية وشديدة التأثير ليس في الوضع الداخلي السوري فقط, بل في عموم الإقليم. حين انتفض الشعب الليبي في بنغازي في 17 فبراير الماضي معلنا إنطلاقة شرارة الحرية ضد المعتوهين والقتلة انتصف له العالم الحر وحماه, بل واستطاع منع النظام اللليبي الفاشي من الانفراد بالثورة و تصفيتها والقذافي في النهاية كان قادرا من خلال بطش كتائبه ومرتزقته على إحداث مجزرة بشرية مروعة في بنغازي لولا تدخل الإرادة الدولية مدعومة من الرغبة العربية حماية حلف "الناتو" المدنيين الليبيين ورد أذى الكتائب الفاشية القذافية عن الشعب المنتفض, وكان ذلك التدخل قد جاء في اللحظات الحاسمة من بداية الشرارة الثورية ولو تأخر قليلا لتغيرت كل السيناريوهات التي توالت بعد ذلك , والشعب السوري الحر فجر ثورة هي أطهر وأنبل ثورة شعبية في تاريخ الشعوب الحية في القرن الحادي والعشرين وبأهداف إنسانية واضحة ووفق برنامج إنساني وحضاري, اذ كان حريصا على السلمية وحقن الدماء و الدعوة الى انهاء النظام المجرم العاجز وعلى تعزيز الوحدة الوطنية, ولكن رد النظام الاستخباري وجلاوزته وعملائه والمروجين له كان معروفا وواضحا منذ البداية ومنذ الخطبة الأولى لرأس النظام المتوحش الذي كان يضحك ملأ شدقيه وجراح شعب مدينة الشرارة السورية الأولى (درعا) لم تندمل بعد !
لقد كان رد النظام الوحشي واضحا وصريحا وتمت تغطيته بأكاذيب وأطنان هائلة من الوعود الكاذبة والتمنيات المعسولة والنفاق الرخيص, وللأسف كان الرد العربي على جرائم النظام السوري منعدما بالكامل, أما الرد الدولي فكان في منتهى الخجل والعار! والتردد والحيرة بل والتواطؤ أيضا وبشكل لا يتناسب أبدا مع حجم الجرائم اليومية التي يسجلها النظام ضد الشعب الثائر الأعزل إلا من إيمانه العظيم واستعداده للسير في طريق الشهادة حتى آخر المشوار, وبكل تأكيد فإن من يطلب الموت دفاعا عن العرض والكرامة والحرية توهب له الحياة, ويقينا إن إصرار ثوار سورية على سلمية ووطنية ثورتهم لا يمنع أبدا المناشدات الإنسانية العاجلة لضرورة التدخل الدولي لإيقاف النظام المجرم عند حده ولإفهامه بأن المجازر البشرية والجرائم ضد الإنسانية أمور لا علاقة لها بأحاديث وتبجحات السيادة الوطنية , فلا سيادة ولا كرامة ولا اعتبار لمجرم أو جزار فاشي حقير لا يجد ما يستر به عورته الفاشية وروحه الإجرامية إلا من خلال الإيغال في كرنفالات الدم وإستباحة الأرواح بشكل مجاني مرعب.

لقد حسم نظام ضباع الشام أمره وقرر تبني خيار المواجهة الدموية وسحق الشعب مستهترا بالروح البشرية وضاربا بالقوانين السماوية والدولية عرض الحائط متلمسا و متبعا خيار النظام الوراثي الدائم, وهو استئصال شأفة المعارضة الشعبية وممارسة أقصى درجات القمع الدموي المتوحش بهدف قمع الثورة ومحاولة إنهائها في قراءة غبية للواقع وللتاريخ, وحاشرا نفسه في مأزق تاريخي لن ينتهي إلا برحيله ومحاكمته وإنزال القصاص بمجرميه, وهو ما سيحصل في نهاية المطاف مهما بلغ حجم التضحيات الشعبية, ويوم القصاص الشعبي الحاسم آت وقريب جدا يلتمسه الأحرار ويعيه المناضلون, ولكن مع الإصرار الشعبي ينبغي للعالم الحر وللإراد الدولية أن تقول كلمتها وتساهم في تصفية الفاشية الوحشية وفي الإنتصار لإرادة وإنسانية الإنسان السوري والانتصاف لدماء الأحرار والمجاهدين والأطفال والحرائر ومنع الآلة الوحشية القمعية للنظام وأجهزة مخابراته المستكلبة من اقتراف المجازر المروعة.

لقد صبر الشعب السوري طويلا حتى أضحت أسطورته النضالية درسا حيا للشعوب الحرة والحية, والعالم في النهاية لن يخيب نداء الأحرار, وسترحل الفاشية البعثية نحو مزبلة التاريخ لا محالة, فكل الشواهد والقرائن الشاخصة باتت تؤكد بأن ثورة أحرار الشام في طريق النصر النهائي وقتلة الشعوب وضباع الفاشية سيواجهون عارهم الكبير وفضيحتهم الكبرى فاستعدوا ليوم النصر الشعبي الكبير في الشام الحرة.  

السابق
هل خرق الراعي ثوابت بكركي والفاتيكان؟
التالي
رسالة الى السيد البطريرك