حسين علي هزيمة: «العقل» الاستخباراتي المُطارد منذ 3 عقود وصاحب السرّ المدفون منذ 27 عامًا 

Hussein Ali Hazima Hezbollah Leader

بدأ الهمس بعد عملية اغتيال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله صفي الدين، ولكن ليس عن صفي الدين فقط، بل عن رجل آخر. هل يكون هو؟ هل اغتيل معه؟ 

أسئلة كثيرة، ما زالت أغلبيتها من دون إجابات مؤكدة، تبحث في دور قائد ميداني كبير في حزب الله، هو حسين علي هزيمة. الكلام لا يتعدى دوره الأخير الذي تمثل بقيادة الوحدة 200 أو قيادة ركن استخبارات حزب الله، بل يعود بنا إلى عام 1997، إلى إحدى أكبر عمليات الحزب ضد الاحتلال الإسرائيلي. 

وبعد الإعلان رسميا عن اغتياله إلى جانب صفي الدين في 22 تشرين الأول الفائت، عاد إسم هزيمة إلى الظهور مجددا هذا الأسبوع من بوابة سوريا. فما هي قصة هذا الرجل؟ 

بيانات نعي غير رسمية لهزيمة

من هو حسين علي هزيمة؟

لم يخرج اسم حسين علي هزيمة إلى الأضواء، إلا في شهر شباط من عام 2019، ثم تموز 2019 بشكل رسمي، عندما أدرجه مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية على لائحة العقوبات، معتبرةً إياه «إرهابيا عالميا». 

من مواليد عام 1967، ويسكن في حارة حريك ومعروف باسم «الحاج مرتضى». يزعم المكتب إنه «يشكل خطرًا كبيرًا بارتكاب أعمال إرهابية تهدد أمن مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي أو السياسة الخارجية أو اقتصاد الولايات المتحدة». 

لكن هزيمة، بحسب صفحات موالية لحزب الله، هو من مواليد جنوب لبنان، وقد نعته كل من بلدتي صربّين وأنصارية الجنوبيتين. 

تعرف عائلة حسين هزيمة بانتمائها إلى حزب الله. وانتشر فيديو لوالده عبر مواقع التواصل يقول بعد استشهاد نجله: «عن هذا الخط لا نحيد، لو بدهم يروحوا الأربعة، وبدو يروح بعد منهم أربعة، عن هيدا الخط ما منحيد، هيدا خط رسول الله». 

الفيديو المتداول لوالد حسين علي هزيمة

حسين علي هزيمة في التسعينات.. هل هو سرّ كمين أنصارية؟ 

من المؤكد أن إسم حسين علي هزيمة يعود إلى سنوات كثيرة قبل ظهور اسمه العلني، أي إلى الثمانينيات عند تأسيس حزب الله وصعودًا إلى دوره الكبير في التسعينيات. 

بعيد الإعلان عن اغتياله، كشفت صفحات مواللية لحزب الله عن سرّ كبير، لا يمكن لموقع «جنوبية» التأكد من صحته، وهو أن هزيمة هو قائد حزب الله الذي فشلت إسرائيل في اغتياله في عملية أنصارية في أيلول 1997. هذه العملية إحدى أكبر العمليات الفاشلة للإحتلال الإسرائيلي والذي ما زال الإعلام الإسرائيلي يكتب عنها حتى هذه اللحظة. 

ما نعرفه عن العملية، عبر عشرات المقالات والمعلومات المنشورة في وسائل إعلام، إسرائيلية كانت أم مقربة من حزب الله، أن هدف الإنزال الإسرائيلي في الخامس من ذاك الشهر، كان يهدف إلى  اغتيال قيادي او قياديَين كبار من قادة حزب الله. لهذا السبب، قام الإحتلال بإنزال بحري عبر فرقة «شيطيت 13»، فكانت أن وقعت في كمين لحزب الله الذي أوقع 12 قتيلا على الأقل، أي أغلبية القوة، عبر خرق سابق قام به لإشارات الطائرات المسيّرة وعلم بالعملية قبل حدوثها. 

منذ ذلك الحين، بدأت أسماء كثيرة تتداول عن هدف العملية، الذي بقي سريا لسنوات طويلة. قيل في بعض المراحل عن بعض الكتب والمراجع الإسرائيلية أن اسمه خلدون حيدر، لكن تبين أن هذا الإسم مغلوط وهو في الواقع نعمة حيدر، واسمه العسكري هو خلدون، شخصٌ قتل قبل كمين أنصارية بأربع سنوات. 

ولكن مع إسدال الستار على اغتيال صفي الدين في 22 تشرين الأول 2024، كتبت صفحات مناصرة لحزب الله: «حان الوقت لنعرف الحقيقة: إن هدف عملية أنصارية كان القائد الحاج حسين علي هزيمة». 

ولا يمكن التأكد من هذه المعلومة بشكل مستقلّ. 

الفيديو الذي انتشر على صفحات مناصرة لحزب الله، تعلن عن هوية قائد عملية أنصارية

اغتيال حسين علي هزيمة 

عند الإعلان عن اغتيال حسين علي هزيمة من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، قال الأخير إنه «قائد ركن الاستخبارات في حزب الله». 

وزعم الجيش أن هزيمة «ساعد خلال مناصبه على توجيه وتنفيذ عمليات أرهابية عديدة ضد قواتنا بما فيها العملية الأرهابية في جنوب لبنان في شباط 1999 وغيرها من العمليات». 

ولا يعلم أي عملية يقصدها الإحتلال، لكن المرجح أن تكون عملية اغتيال ضخمة قام بها الحزب في 28 شباط 1999 عندما قتل قائد قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان حينها إيرز غيرشتاين في كوكبا الجنوبية. 

يذكر أن حزب الله لم ينعِ حتى اللحظة حسين هزيمة رسميا، إلا أن صفحات موالية للحزب وقنوات وصحف إيرانية أكدت استشهاده. 

خبر استشهاد هزيمة على قناة العالم الإيرانية (جنوبية)

إسم حسين علي هزيمة يظهر مجددا.. الوحدة 200؟ 

بعد حوالى شهر على اغتياله، عاد إسم حسين علي هزيمة للظهور مجددا عندما استهدف الجيش الإسرائيلي الإثنين مركزا لركن استخبارات «حزب الله» في دمشق. 

هنا، كشف الجيش الإسرائيلي إن ركن الاستخبارات، أو ما يسمّىى «الوحدة 200»، يعتبر الجهة الاستخبارية المركزية المسؤولة عن بلورة صورة الاستخبارات لدى الحزب، وتقود الجهود الاستخبارية، وتتمتع بقدرات جمع المعلومات والكشف.

صورة تجمع حسين علي هزيمة مع قائد قوات الرضوان السابق ابراهيم عقيل

وزعم أن هذا الجهاز «يعمل على تفعيل مكتب داخل سوريا تضم أنظمة جمع وتقييم، وعمل بشكل مستقل وبتوجيه مباشر من قائد ركن الاستخبارات حسين علي هزيمة». وتحدث عن اغتيال محمود محمد شاهين رئيس استخبارات «حزب الله» في سوريا واصفا إياه بـ«الشخصية المهمة إقليمياً». 

يذكر أيضا أن الوحدة 200، تقوم بتحليل وتقييم المعلومات التي تجمعها جميع الوحدات العسكرية لحزب الله. 

وتم التداول أن هذه الوحدة قبضت في الحرب الدائرة حاليا مع الإحتلال، قبل اغتيال هزيمة، على جاسوس بمركز قيادي في الحزب، أسهم بإيصال معلومات حساسة إلى الجانب الإسرائيلي.

وتم الإيقاع بالجاسوس عبر إيفاده بموقع وهمي لقائد حزب الله الكبير علي كركي، فقصفته إسرائيل في 23 أيلول الفائت في الضاحية الجنوبية لبيروت وفشلت عملية اغتيال كركي حينها، ليلقى الأخير حتفه في 27 أيلول مع أمين عام حزب الله آنذاك السيد حسن نصرالله.

**المصادر: موقع «جنوبية»، «بي.بي.سي»، «تلفزيون سوريا»، الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، بيانات الجيش الإسرائيلي، قناة «المنار»، قناة «العالم» الإيرانية، كتاب «إنهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الإغتيال الإسرائيلية»، الباحث في شؤون حزب الله ماثيو ليفيت، مكتب وزارة الخارجية الأميركية، مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، صحيفة «الأخبار»، صفحات بلديات جنوبية عبر «فيسبوك»، حسابات مناصرة لحزب الله عبر «إكس» و«تلغرام»

السابق
نتنياهو يقيل غالانت رسمياً.. من البديل؟
التالي
بالصور: «كميات كبيرة من اليورو والدولار تحترق».. هل استهدف العدوان على برجا مسؤولاً «مالياً» في «الحزب»!؟