إسرائيل «تُشعل» حرباً إقليمية.. في هذه الحال؟!

لا سقف لحرب إقليمية، ليست بالضرورة حتمية.
إن المنطق الاسرائيلي في “حروبها” في المنطقة حالياً، هو أنها لا يمكنها إعادة فتح فاتورة الخسائر بالأرواح، الهائلة، والتي تكبدتها منذ 7 أكتوبر بين حين وآخر، ولا فتح النزيف الأمني الكبير الذي تعرضت له.

لذلك يجب، بالنسبة إليها، إقفال هذه الفاتورة مرة واحدة بإبعاد شبح كل المخاطر الممكنة، بأخذها لمبادرات بالحروب على خصومها، للتخلص منهم بغية استعادة أمنها.

أي أن اسرائيل تعتقد أن نهاية “كابوسها”، الذي انطلق في 7 أكتوبر، يكون بخلق كوابيس كبيرة في كافة المنطقة، ولكل خصومها، مستفيدة من التحالف العسكري الغربي الهائل، التي ستجره ليقاتل عنها.

دواعي للرد الاسرائيلي على الرد الإيراني، سوى الإرادة الاسرائيلية بإشعال المنطقة

في الواقع، لا دواعي للرد الاسرائيلي على الرد الإيراني، سوى الإرادة الاسرائيلية بإشعال المنطقة، فالرد الإيراني لم يكن “مؤذياً” لاسرائيل؛ لا لجهة الخسائر بالأرواح، ولا لجهة إصابة الأهداف الحيوية.

في المنطق العسكري – السياسي، تريد اسرائيل “توريط” الولايات المتحدة و”حلفائها” الأوروبيين بحرب على إيران، لأن الرد والرد على الرد، يعني انزلاقاً دولياً تريد منه اسرائيل تدمير القلب، لشل الأذرع الإيرانية.

ولا يمكن معرفة حدود هذا الانزلاق. فدخول الحرب ليس كالخروج منها. والرد الاسرائيلي سيستوجب رداً ثانياً إيرانياً، وتتوسع بقعة الحرب شيئاً فشيئاً.

ضرب طهران بالمنطق الاسرائيلي، يعني وقف التمويل والتسليح والتزويد بالصواريخ والتدريب

قد يكون سعي اسرائيل لتحقيق أمنها النهائي، هو بـ “التخلص” من منابع الأخطار، ومن تمويل الأذرع في طهران، لأن ضرب طهران بالمنطق الاسرائيلي، يعني وقف التمويل والتسليح والتزويد بالصواريخ والتدريب.. للميليشيات الشرق أوسطية المحسوبة عليها.

ولكن نجاح اسرائيل، تحت مسمى “حماية أمنها” على المدى الطويل، بالتخلص من “حماس” و”حزب الله” والحوثيين والميليشيات العراقية الموالية لإيران، بقطع كل أنواع التنفس اللوجستي عنها ليس محسوماً، فمعظم هذه الميليشيات لها قواعد شعبية في بلادها، وبيئة حاضنة تكونت على مدى سنوات طويلة، وهي تملك مخزوناً هائلاً من الأسلحة والصواريخ، إلا إذا كان يكفي اسرائيل تجفيف المنابع المالية عنها كخطوة أولى، بإرهاق إيران عسكرياً.

الحرب الإقليمية، إذا ما وقعت، ستكون بمثابة زلزال عالمي

قد لا تُعرف نتائج أي رد اسرائيلي الليلة، ولكن المؤكد أن الحرب الإقليمية، إذا ما وقعت، ستكون بمثابة زلزال عالمي، حتى ولو لم تتحول الى حرب عالمية مباشرة.

السابق
بالفيديو: غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في عين بعال.. اغتيال قيادي في حزب الله؟
التالي
توقيف الرشيد وجاهيا.. والادعاء يتوسع بفراره ليشمل جرائم جنائية