لبنان فوق «صفيح» الغرائز.. وتحت «رحمة» السلاح!

يدخل لبنان مرحلة حرجة وعصيبة، قد تزيد او تبرد سخونتها، فيما لو تسنى لبعض القيادات توخي الحذر والدقة بالقرارات المتخذة د، والتي قد تُجنب لبنان ازمات ومشاكل، وبالتالي تخدم من يقف خلف تصعيد الامور، ودفعها نحو حافة الانفجار.

كما العادة في لبنان الاغتيال السياسي لا يصل التحقيق الى نتيجة.


ففي الوقت التي تمت فيه عملية خطف ومقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان، تم الكشف عن جريمة اختفاء ومقتل الصراف محمد سرور، المسجل على لائحة العقوبات الامريكية منذ العام ٢٠١٩ ، الاول وجد مقتولاً في ريف حمص، وتم نقله الى مركز باسل الاسد في حمص ومنها الى لبنان، وتتولى التحقيق بخطفه وقتله اجهزة امنية لبنانية، والثاني في فيلا ببيت مري ايضاً تحقق بمقلته اجهزة امنية لبنانية، وفي الحالتين قد تصل التحقيقات الى نتائج ثابتة، او قد تكون نتائج التحقيق كما سبقها في عمليات خطف سياسية، وقد لا تصل الى نتائج حقيقية دامغة، كما العادة في لبنان، الاغتيال السياسي لا يصل التحقيق الى نتيجة.

النتائج المتوخاة هي ذاتها إثارة القلاقل والفتن في الداخل اللبناني وصولاً لاقتتال متنقل


قد تكون الاسباب مختلفة والادوات مختلفة، لكن النتائج المتوخاة هي ذاتها، إثارة القلاقل والفتن في الداخل اللبناني، وصولاً لاقتتال متنقل، قد يأخذ طابعاً طائفياً او طابعاً سورياً لبنانياً، لكن المطلوب هو ذاته، إثارة وتوتير الاوضاع الداخلية، وصولاً لإلهاء اللبنانيين عن الحدث الذي يدور على الحدود الجنوبية، بعد ان وصلت الامور الى مكانٍ يصعب فيه الحسم، لا بل المطلوب دفع ضريبة التنازلات في الحدود البرية، كما تم الدفع في الحدود البحرية، والتي خسر من جرائها لبنان مساحة ١٤٣٠ كيلو متراً مربعاً من المياه الاقتصادية الخالصة، و بما تحويه من ثروات، واكتفى بعض من تغنى بكاريش، وما بعد بعد كاريش، لكنه رضي بمكمن قانا، والذي يظهر انه اصابته عين حاسدٍ، فلم يوجد به لا غاز ولا نفط.
كل ذلك، يجب التنبه اليه، وعدم الانجرار خلف الغرائز المبيتة، والتي قد تذهب بلبنان واهله، الى امكنة مظلمة، مما يُرسم له في اقبية الاجهزة والغرف المظلمة، وقد تأتي على حساب مستقبل اجياله واهله.

لبنان يمر بمرحلة حرجة ومصيرية يجب التنبه اليها من ذوي الامر،

لبنان يمر بمرحلة حرجة ومصيرية، يجب التنبه اليها من ذوي الامر، والذي يتطلب منهم الحرص على لبنان واهله، وعدم الانزلاق خلف الغرائز التي تتفلت احياناً، فيدفع ابرياء ثمنها بينما العدو الاساسي يتربص بنا، وهو فرِحٌ بما نحن عليه.
البعض هلل للرد الايراني وحدد ساعة الصفر، لكن الظاهر ان ساعة الصفر رحلت، ومعها اهلها ومن هلل لهم، فايران دولة لا تخوض الحروب إلا عبر اذنابها وادواتها واذرعها المنتشرة في المنطقة، فهي متفاهمة مع الولايات المتحدة، وكل ما يدور في منطقتنا عبر وكلائها من حروب وفتن متنقلة، هو فقط لايجاد مقعد لها على طاولة المفاوضات الآتية، التي سترسم وجه المنطقة للمستقبل.
من هنا يجب ان لا نضيع البوصلة، في أن مشكلة لبنان الاساسية في مصادرة القرار اللبناني وبناء دويلة على حساب الدولة اللبنانية، اي ان المشكلة الاساس في السلاح غير الشرعي الذي يمتلكه “حزب الله”، وبالتالي تعود مضاره على مساحة الوطن وكل اللبنانيين عموماً، ما عدا قلة مستفيدة وتنتظر العاصفة، لتصطاد في المياه العكرة وتحقق بعض المكاسب.
لبنان فوق صفيح ساخن لا بل قد بدأ بالغليان، فالمطلوب عُقلاء لاتخاذ قراراتٍ تفوت الفرصة، على العملاء الذين يرتبطون بالخارج، وان لا نتلهى بالداخل وفيما بيننا، مما يسهل ويحقق اهداف اسرائيل وايران، وبالتالي يُعطي الذريعة لاستمرار “حزب الله” في التحكم برقاب الوطن واهله.

مشكلة لبنان الاساسية في مصادرة القرار اللبناني وبناء دويلة على حساب الدولة


في اي إقتتال داخلي او فوضى تعم, تخدم مصالح “حزب الله” ومشغليه في طهران، وتساهم بنجاح مشروعه، وتطيل زمن تحكمه بلبنان, وتحقق متطلبات وجوده في حكم لبنان.

السابق
جولة للشيخ حسن حمادة على نخبة من علماء الدين في جبيل للتهنئة بالعيد
التالي
فرنسا تمنع رعاياها من السفر إلى لبنان!