هل يُجهز نتنياهو على الإسرائيليين بعد الفلسطينيين؟!

بايدن نتانياهو

لن تحقق “بطولات” بنيامين نتنياهو أمن اسرائيل، فقتل 100.000 فلسطيني “وحده”، أو مع احتلال غزة بالكامل، لن يؤمن أهداف الحرب؛ وهي استعادة أمن اسرائيل واستعادة ثقة الشعب الاسرائيلي بجيشه، والعودة الى ما قبل 7 أكتوبر، هذا، من دون البحث في حقوق الشعب الفلسطيني.

لا يختلف اثنان في اسرائيل، على تحميل رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو مسؤولية 7 أكتوبر، ومسؤولية خسارة بالأرواح تصل الى حوالى 1.450 شخصاً بينهم 600 عسكري، مع سقوط حوالى 250 اسرائيلياً في الأسر عند “حماس”.

يُضاف الى ذلك، مشاكل الاقتصاد، و”التهجير القسري” لحوالى 400.000 اسرائيلي الى المهجر، وتهجير 100.000 من قرى ومستوطنات الشمال و70.000 من سكان غلاف غزة الى الداخل، بعيداً أيضاً عن المآسي التي تتكبدها غزة وأهلها.

في غزة اليوم، ليس هناك الملك دافيد (داوود)، ولا الخصم هو غولياث. وليس نتنياهو هو “المخلص”. فحياة نتانياهو السياسية ستنتهي بانتهاء حكومته، وتبدأ معها متاعبه “القضائية”، إذ ستنتظره لجان تحقيق، ودعاوى فساد وغيرها، بالإضافة الى انقضاض خصومه في السياسة عليه غداة انتهاء الحرب.

سيذهب نتنياهو وستبقى اسرائيل غير آمنة فمن فلسطينيي الضفة الى عرب 48 الى لبنان الى جيل غزة الذي سيكبر وسيبقى أمن اسرائيل بعيد المنال

ولمواجهة كل ذلك، يريد نتنياهو تحقيق نصر عسكري “كبير”، ويريد أن ينهي حياته السياسية بطلاً قومياً، مع أن الرجل ليس عسكرياً، فهو ليس مناحيم بيغين، ولا اسحاق شامير، ولا اسحاق رابين، ولا يهود باراك… وقراراته الميدانية تتخبط مع قياداته العسكرية.

غرق نتنياهو في وحول غزة في 6 أكتوبر وما قبل، غرق يوم لم يكن متنبهاً لجهوزية “حماس”، ويوم لم يكن يعلم بمخططاتها، وكبّد شعبه مليارات الدولارات “العسكرية” مقابل حفنة من الدولارات، غرق في “كشتبان” بضعة كيلومترات مربعة، وعرّض عسكره الفائق التدريب لمقاومة شرسة، أرهقته جداً.

ومع ذلك، فهو يريد تحرير الأسرى، 130 أسيراً اسرائيلياً (من أصل 248 بالأساس) لدى “حماس”، بينهم حوالى 35 أسيراً يُعتقد أنهم توفوا. يريد تحريرهم ولا يريد وقف إطلاق النار، يعد بإطلاقهم ويعرقل التفاوض، فهل يتخذ نتانياهو بنفسه قرار إعدام الأسرى الاسرائيليين بالتخلي عنهم؟!

إقرأ ايضاً: تصعيد اسرائيلي يحصد 7 شهداء بعد خطاب نصرالله..و«تباين تكتيكي» بين بايدن ونتانياهو حول غزة!

يريد اقتحام رفح بأسرع وقت ممكن، مدركاً حجم المجازر التي سيرتكبها خلال الاقتحام. وهو فشل في الحصول على تغطية سياسية دولية. لا بل رفض تطبيق قرار مجلس الأمن، بوقف النار خلال شهر رمضان.

يريد دعم الرئيس الأميركي جو بايدن، ولا يمانع في إحراجه في حملته الانتخابية. ومع ذلك بايدن يمده بالمال والسلاح والطائرات والذخيرة.

نتانياهو يريد اقتحام رفح بأسرع وقت ممكن مدركاً حجم المجازر التي سيرتكبها خلال الاقتحام وهو فشل في الحصول على تغطية سياسية دولية

يريد دعم كل الأطراف في الداخل الاسرائيلي، ولا ينجح باستيعاب معارضيه ولا المتظاهرين المطالبين باستقالته.

ومع ذلك، فهو يريد أن يخرج بطلاً، لا يمانع في إهراق دم 100.000 من أهل غزه و 20.000 من أطفالها، لاحتلال غزة بالكامل ولمحاولة قتل يحيى السنوار ومحمد الضيف، وهو، وإن شفى غليله، فهل يعني ذلك فعلاً تحقيق هدف الشعب الاسرائيلي وهو استعادة الأمن والعودة الى حياة “طبيعية”؟!

مجازر غزة
مجازر غزة

سيذهب نتنياهو وستبقى اسرائيل غير آمنة، فمن فلسطينيي الضفة الى عرب 48، الى لبنان، الى جيل غزة الذي سيكبر… كثيرة هي الأمور التي تجعل أمن اسرائيل بعيد المنال، ونتنياهو، الذي سيكون سيء الذكر جداً للعرب، لن يكون يوماً بالنسبة للاسرائيليين، لا وليام والاس ولا مايكل كولينز ولا سيمون بوليفار!

السابق
تصعيد إسرائيلي..قصف ليلي عنيف وغارات صباحية تطال ارنون الشقيف وعيتا الشعب!
التالي
حملة غرافيتي في شوارع بيروت تحمل هاشتاغ: #مابدنا_حرب