هادي سي.. لبناني فرنسي يطوّع الفولاذ حتى يلين!

أعماله الفنية غنية بجمال الشكل،ثقيلة بوزنها، صافية بدلالاتها،تعتمد التجريدية حيناً والواقعية حيناً آخر، وتتجاوز دلالاتها ، في أغلبها ، لتتكون وفق الشكل الهندسي المنحوت.وتتصف أعماله بالقوّة الشعرية المُفعمة (بالشّراسة الشعرية) أيضاً، ولا تخلو من الفجاجة والصُّراخ الحاد، دون أن تخرج عن استقامتها وانضباطها ضمن الخصوصية الفنية التي أسس لها الفنان وجعلها ، حديقته الشائكة والمشوقة.
إنها لعبة القوة والعضلات التي تطوّع الحديد والفولاذ وتحوّلها الى أرقام وحروف وكلمات وأشكال غرائبية،الى حد ما.
هذه “الألعاب الصّعبة” نراها ونتحسّسها في معرض الفنان هادي سي، في بيروت ،”غاليري صالح بركات”.


إنها لعبة الحديد والفولاذ والأحجية والطلاسم والقوّة والعضلات والصدمات والمواجهات الهائلة والضارية، يعرضها الفنان هادي سي (مواليد بيروت 1964 – سنغالي فرنسي الجنسية) في غاليري صالح بركات ، الحمراء(حتى 13 نيسان/ أبريل).
المعرض يحمل الكثير من الدلالات مسبوقة بظلالها وشظاياها القاسية،والتي تستقرُّ رخوةً في كهفها الفاخر الأنيق. ربما هي جاذبية العبثية التي بثّها الفنان،كأنه اختار الغموض في التعبير والتشكيل، وأمعن بالتجريد ، فبرزت أعماله ، كشِباك مُحيرة.
تتمثل هذه الأعمال بتراكيبها الفولاذية بقامات وأشكال ومنحوتات تجريدية المظهر ، مؤلفة من حروف صلدة، ومن أرقام سلسة، رغم قسوتها الفولاذية.
سرديات بلوحات حديدية جاهزة وكأنها تتجهّز في كل لحظة لبثِّ دلالات تالية. ولا تخفي مصدرها المنبثق من التأمل في استكشاف خلفيات الحياة الممتدة من المشهدية المدينية المعاصرة الى الثقافات المتوالية في أفق المدينة نفسها.
أفعال وأعمال وأنشطة وحروب ومآسي وتراكمات يأس دراماتيكي تهدّد الحياة والإنسان في صميم وجوده، والذي تحوّل الى (رقم ) في عالم الطب والملعوماتية والإحصائيات وضحايا جرائم الحروب.
أعمال فنية تطوع الفولاذ المتفوّق على كل صلبٍ وصلدٍ اكتشفه وصنعه الانسان، نجح الفنان باستخدامها حتى تلين،وتنطق بالحروف والكلمات والأرقام التي تدغدغ الروح قبل الجسد.

السابق
250 شهيداً للحزب.. والحرب «لم تبدأ بعد»!
التالي
الشّيعة ولبنان