ستيفن هوكينغ بطل الفيزياء.. دخل عالم الثقوب السوداء ليروي سيرة الزمان

في مثل هذا اليوم لخمس سنوات مضت غادرنا الى الابد عالم الفيزياء المرموق، والكوزمولوجيست العالمي الخلّاق ستيفن هوكينغ، بعد ان قضى معظم حياته العلمية مُقعداً على كرسي متحرك، بشلل كامل ولا يتكلم إلا بواسطة جهاز كومبيوتر .

انجز هوكنغ ابحاثا علمية بارزة، في علم فيزياء الكون، وخصوصاً علم الثقوب السوداء، حيث اماط اللثام عن كثير من اسرارها.

غادرنا هوكينغ ، وعيناه الحالمتان تتوسل اعمق خفايا الكون ليروي بنوريهما، اعقد ما رأت من اسرار مهدت لمفاتيح اسئلة علمية، طرقها هوكينغ دائماً بإجوبة غير مسبوقة، فتحت افاقاً جديده للبحث العلمي، على الرغم من مرضه الذي حيّر الاطباء، اعطوه فتره سنتين فقط ليعيش، لكنه فاجأهم بحياة طويلة جداً كرسها، على الرغم من شلله الكلي، للعلم والبحث.

عادت روحه سالمة الى باريها، في مثل هذا اليوم لخمس سنوات مضت، لتقف امام الرب بقدرة استثنائية، هزم بها مرضه وهو يبحث برؤية علمية، فاضت من شلله التام، لتؤجج في رجاحة عقله ما عوض عجزه الجسدي، رواها بكثير من الصلابة العلمية وخصصها للمجتمع العلمي.

فعل ذلك بقدر ما سمحت له المعطيات العلمية المتاحة، وهو يستمع لأصوات العلم التي تهدر في وعيه، وهو يطرق اصوات عصر الذرّة وتكنولوجيا النانو.

فعل كل ذلك، متعمقاً بإيقاع توسع الكوزموس، وهو ينبض بتاريخ العلم، منذ ما قبل لحظة ما يسمى بالانفجار الكبير.

سار هوكينغ بافكاره، على هدى صيرورة علمية، كان يقارع بها الموت الذي حيّر الاطباء، سار وهو يبحث عن سر الاسرار، الذي روى لنا به عقل الله كوننا هذا .. لا لشيء إلا ليختبرنا ونحن نبحر اليه، عائدين عبر قرائتنا الرمزية الخاصة لكل منا، وهو يرى بسر دهشة الأطفال الاولى، لاتساع كونه هذا بنا وبلامحدوديته .

بدا ستيفن هوكينغ منذ صدور كتابه” سيرة الزمان” وكأنه يبحث، بكثير من الجدوى والإصرار عن نفسه فينا، نحن البشر الأصحاء الذين ميزنا الله عن غيرنا من مخلوقاته الأخرى، بأمانته العقلية التي زرعها داخلنا في مكان سرّي ما .. زرعها خالدة ولن تموت.
زرعها البارئ ربما ليرانا بها من بعيد . لا اتردد من القول انه زرعها لنستنهضها، ونحن نتوسّل وجوده فينا اولاً، دون ان يتدخل البارئ في هذه العمليه ابداً.

ربما لن يتدخل ابداً لاجلٍ مسمى، لغايةٍ في نفسه يريد عبرها، ان يرى إلى اي مدى يمكننا ان نبدع وجودنا في الكون، عندما نحاول نتمثّل به رمزياً كخالق!

كأن الله يريد منا عبر ستيفن هوكينغ العالم الخلاق، ان نثبت له اننا نحن أبناءه البشر، لن نستطيع ان نشق طريق عودتنا اليه، لنحبه ونُقدِّره ونتعبّده بحق كما ينبغي، الا بالعلم والجمال. كيف ؟!

ربما يكون لكل منا طريقته وأسلوبه، اللذين سنشرق اليه عبرهما سالمين وممتلئين، بجلال ما استودعنا عليه من قوة وحنكه وأراده وروح ابتكار، لتلك الطريق التي سنسلكها وحدنا ونحن نبحر صوبه.

اجل فنحن لن نبحر منتصرين بمحاولاتنا المختلفه والمتعددة، بتعددنا نحن البشر لنتعرف على طريق عودتنا اليه، إلا فرادى كما جئنا وكما نعبر آلية عراة من كل شيء ، فليس للّه باب واحد ندخل اليه كلنا والا تحولنا إلى قطعان.

هكذا بالضبط يريدنا المولى ان نعود اليه، فرادى كل على طريقته. وطريقه كل منا ليصل، لن تكون إلا خارج خرافة المؤسسات الدينية، التي تمعن بالبشر استلاباً بالجهل والنفاق!

هوكينغ، لم يكن يخشى، لا الجهل ولا طريقه عمل تلك المؤسسات

لذلك اعتقد ان هوكينغ لم يكن يخشى، لا الجهل ولا طريقه عمل تلك المؤسسات، التي تتوسل التجهيل ونشر الفقر والظلام، ليتم بهما امتطائنا نحن البشر كقطعان.

لذلك لطالما أكّد ان الخطر على البشرية لن يأتي من الجهل، كونه كان دائماً ظاهرة متفشيه، بقدر ما يأتي من ظاهرة إدّعاء المعرفة.

برأي هوكينغ (حسب ما قرأت له) إن ظاهرة ادعاء المعرفة هو الخطر الأساسي، وهي اخطر من الجهل، لانها الطريقة المثالية التي تعمل بها المؤسسات الدينية والسياسية، للسيطرة على العالم والشعوب هذه الايام، وذلك دائماً بقوة وقيم المال وراس المال الاقتصادي السياسي، القادر على إتمام هكذا مهمة صعبة.

ها هي هذه الظاهرة الخطيرة اليوم، تتجدد في عصر العلم وفلق نواة الذرّه

وها هي هذه الظاهرة الخطيرة اليوم، تتجدد في عصر العلم وفلق نواة الذرّه، والاستعدادت الكبرى للصعود إلى المريخ.

هاهي اليوم هذه الظاهرة، تعيد تشكيل وصياغة ظاهرة الذكاء الاصطناعي، لتستغلنا بها حسب تقاليد استهلاكية متجددة ومتطورة بالعلم نفسه، فتستطيع بها ان تدمر المناعة البشرية والحصانة الانفعالية، لما ابدعته الحضارة الانسانية بمنجزات العقل والطب والفكر والادب والفنون، التي اكتسبناها بالثورات والنضال والعلم والفكر والادب والفن.

هاهي تعيد صياغة قدراتها المتوحشة، لتكمل سيطرتها علينا، حسب ما سيراكمه هذا الذكاء الاصطناعي عليها، من رساميل ستتضخم بها جيوبهم ومصارفهم!

هكذا ستدمر ظاهرة ادعاء المعرفة، والحصول على حريتها المطلقة في استخدام ثمار الذكاء الاصطناعي، لتستولي على العالم وتعيد صياغته، حسب تقاليد جديدة غريبة ومتوحشة، تلتهم المنجزات الانسانية التي دفعت كل الشعوب، في العالم الكثير من التضحيات العظيمة، التي تم على اساسها ارساء معالم، ما نتنعّم به اليوم من رخاء صحي وسلام نسبي، ورخاء اجتماعي وفكري وفني وثقافي الخ.

واخيراً احب ان الفت النظر، إلى الطريقة الرخيصة والمبتذلة التي تعاملت بها وسائل الاعلام العربية مع رحيله، وما زالت تمارسه حتى بعد مرور خمس سنوات على ذاك الرحيل . . حيث لم تر فيه إلا ملحداً او لا أدرياً، أجرت عليه حساباتها المضحكة المبكية والخرقاء. حساباتها التي أدخلته على اساسها إلى النار، حيث ما زالت تصور نفسها كأنها هي الوصية على الله، الذي أعطاها وكالة حصرية مع منافقي رجال الدين، بتقسيم البشر وتقييمهم وفرزهم، إلى سكان جنة ووقود لنار جهنم.

بئس الفكر وبئس التفكير وبئس الجهل

بئس الفكر وبئس التفكير وبئس الجهل الذي ما زال يكرر مهزلة ابن رشد دون ان تتعلم من تلك الكارثة وما تلاها من تراجع ونكسات وهوان .

قديماً قيل ان الجهل هو علم واسع جداً . للأسف فهو ما زال علم العلوم المُفَضّل عندنا نحن الاعراب

السابق
الفنان جعيتاني..انفجار المرفأ «ما يخفق في عمق الفوضى» في «جانين ربيز»!
التالي
«اجتماع المشاغلة في بيروت الاسبوع الماضي».. مكرم رباح الى التحقيق!