46 عاما على إستشهاد دلال المغربي ورفاقها في عملية نوعية… وعائلة سكاف تطلب إدراجه بصفقة التبادل!

إختار الشهيد خليل الوزير المعروف بأبي جهاد الوزير، الملقب بأمير الشهداء، واحد مؤسسي حركة “فتح”، الرد على اغتيال القادة، كمال عدوان ورفيقيه ابو يوسف النجار وكمال ناصر في بيروت في العاشر من نيسان، العام 1973، على يد كوماندوس اسرائيلي بقيادة ايهود باراك، بالاسلوب نفسه، متخذا من بحر صور، النقطة الافضل للإنطلاق الى حيفا المنبسطة والساكنة على مرمى حجر من رأس الناقورة.

دلال المغربي

والأبطال الذين شاركو أبو إصبع العملية فهم: دلال سعيد المغربي (جهاد) وكانت المفوض السياسي للمجموعة وقائدة المجموعة، ومحمود علي أبو منيف (ابو هزاع) وكان قائد الدورية، ويحيى محمد سكاف (ابو جلال) من شمال لبنان وقبطان الزورق المطاطي، وحسين ابراهيم فياض (فياض)، وخالد عبد الفتاح يوسف (عبد السلام) استشهد غرقاً، ومحمد حسين الشمري من اليمن، وعبد الرؤوف عبد السلام علي (عبد السلام) من اليمن، وعلي حسين مراد (اسامه) من بلدة الحنية في جنوب لبنان، وأحمد راجي شرعان (وائل)، ومحمد فضل اسعد (ابو الرمز)، وعامر أحمد عامريه (عامر) من شمال لبنان، ومحمد مسامح.

يحي لم يكن في عداد الشهداء الذين سقطوا في العملية ولدينا وثائق وشهادات من أسرى ومعتقلين تفيد انهم التقوا به في سجون العدو

يحيى سكاف

يحي سكاف حياً

ولفت جمال سكاف، شقيق احد ابطال المجموعة يحي سكاف، ل”جنوبية” ان “يحي لم يكن في عداد الشهداء الذين سقطوا في العملية، ولدينا وثائق وشهادات من أسرى ومعتقلين، تفيد انهم التقوا به في سجون العدو، ومنها سجن عتليت، مطالبا مؤسسات حقوق الإنسان الكشف عن مصير شقيقه”.
وأضاف “:بالنسبة إلينا فإن يحي ما يزال حياً
وقد تواصلنا مع الاخوة في حركة “حماس”، ان يكون إسمه مدرجاً باي صفقة تبادل مع العدو، وكان ردهم إيجابيا”.

كانت ساعة الصفر لهذه العملية، بقيادة الشهيدة الايقونة دلال المغربي، والتي اعقبها اجتياح اسرائيل لمنطقة جنوب الليطاني ليلة الرابع عشر – الخامس عشر من اذار العام 1978، في الحادي عشر من اذار العام 1978، بعد تدريبات مكثفة في منطقة “البقبوق” شمال صور والدامور.

خليل الوزير (ابو جهاد)


وكانت المجموعة الفدائية، التي قادتها المغربي ، تضم 13 مقاوما من حركة فتح، ابحرت فجر الثامن من آذار – مجموعة دير ياسين» من سواحل صور نحو الشواطئ الفلسطينية المحتلة. وحملت العملية، التي اندرجت في إطار تصعيد الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني، اسم الشهيد كمال عدوان. وهدفت إلى احتجاز أكبر عدد من الرهائن الإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتضمنت التعليمات التي أعطاها مهندس العملية الشهيد خليل الوزير (ابو جهاد) الذي اغتاله “الموساد” الاسرائيلي في تونس في السادس عشر من نيسان، العام 1988، تعليمات لأفراد المجموعة «تحرير الأسرى الفلسطينيين، وأن يبكي مناحيم بيغن، كما أبكانا في دير ياسين. وأن يكون شموخكم في حال الأسر شموخ جبال الجليل ومعاملة النساء والأطفال معاملة حسنة، إذا ما وقعوا في أيدي المجموعة المنفذة». وأيضا «رفع علم فلسطين فوق أرض فلسطين، والتشديد على روح التعاون بين أفراد المجموعة المنفذة للعملية».


وقد ضمت المجموعة التي نفذت العملية ثلاثة لبنانيين ويمنيين، إضافة إلى ثمانية فلسطينيين من بينهم الشهيدة دلال المغربي (المفوض السياسي للمجموعة) مستخدمة زورقين مطاطيين (زودياك).
واستغرق إبحار المجموعة التي توزع منها ستة أفراد في زورق، وسبعة آخرين في الزورق الثاني، أكثر من 48 ساعة نتيجة التخفي الذي مارسه أفرادها من البحرية الإسرائيلية، التي ترابط في المياه الإقليمية اللبنانية والفلسطينية. وعلى بعد مئات الامتار من نقطة الهدف بين تل أبيب وحيفا، داخل فلسطين المحتلة تسبب غرق أحد الزورقين باستشهاد عنصرين من المجموعة، هما خالد عبد الفتاح يوسف وعبد الرؤوف عبد السلام علي.
بعد ذلك، وبحسب أحد أبطال العملية، الذي وقع في الاسر حينها خالد أبو إصبع (ابو صلاح) مع رفيقه حسين فياض ، والتقارير التي أوردتها بيانات «حركة فتح»، والقيادة العسكرية الإسرائيلية أوقف أفراد المجموعة الفدائية المزودة بأسلحة رشاشة وصاروخية لحظة نزولهم إلى الشاطئ الفلسطيني، فتاة كانت في المنطقة، تبين لاحقاً أنها صحافية أميركية. ويروي أبو إصبع، ما اكتنزته ذاكرته من تفاصيل تلك العملية، التي قتل فيها العشرات من الإسرائيليين، وغالبيتهم من الجنود.
أطلق سراح أبو اصبع، الذي حضر قبل سنوات الى مخيم الرشيدية للمشاركة في احياء ذكرى شهداء العملية، في عملية تبادل الاسرى (النورس) بين «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» والعدو الإسرائيلي عام 1985. ويقول: في حديث نشر في كتاب “مصابيح الذاكرة وجوه الرحلة ومطارحها ” «إن تلك العملية البطولية التي تمكنا من خلالها زعزعة العدو الإسرائيلي، هي وجه من أوجه الكفاح ضد العدو الاسرائيلي.

وكانت المجموعة الفدائية، التي قادتها المغربي تضم 13 مقاوما من حركة فتح

وأضاف عند الوصول «إلى الشاطئ الفلسطيني بين حيفا وتل ابيب صباح السبت في الحادي عشر من آذار 1978، بعدما افتقدنا عنصرين من رفاقنا قضيا إثر انقلاب أحد الزورقين، اندفعنا نحو الشارع الرئيسي الذي كان شبه خال حيث كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهراً. وقد توزعنا إلى مجموعات صغيرة، وتمكنا من احتجاز باص إسرائيلي يعج بالركاب، كان متوجها من تل أبيب إلى حيفا. وأمرنا سائقه بالسير نحو تل ابيب. كما سيطر عدد آخر من أفراد المجموعة على سيارة أجرة، ثم تركوها بسرعة ليحتجزوا باصا آخر”.
وتابع ابو إصبع، متذكرا ذلك اليوم، “عندما كان في السابعة عشرة من عمره «عمدنا إلى جمع ركاب الباصين، ومن بينهم جنود داخل باص واحد وتعدى عددهم التسعين، وفي طريقنا إلى حيفا بعدما قطعنا مسافة تتجاوز الثمانين كيلو مترا، نشر جيش الاحتلال عدداً كبيراً من الحواجز على طول الطريق. وعمد إلى وضع عدد من السيارات في وسط الشارع لمنعنا من مواصلة احتجاز الرهائن. ولكننا تمكنا من اجتياز بعض الحواجز، فيما كان أفراد المجموعة الـ 11 الذين توزعوا في مقدمة ووسط ومؤخرة الباص يشتبكون مع عناصر الشرطة الإسرائيلية المنتشرين على طول الطريق، موقعين قتلى في صفوفهم، وخاصة في هرتسيليا”.
ولفت أبو إصبع في روايته للعملية إلى “أن الاشتباك الكبير الذي شاركت فيه طائرات مروحية وقع عند تقاطع نهاريا – الخضيرة، «حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار بكثافة على الباص، فاستشهد أحد أفراد المجموعة (ابو هزاع) وعامر عامرية، وكانا في مقصورة الباص الخلفية مع ثلاثة آخرين من أفراد المجموعة». ويشير إلى أنه «في ذلك الوقت أصيبت دلال المغربي، وقالت لي: يا ابو صلاح خذ كلاشيني وكفي المعركة. وبعد وقت قليل تمكنا من إنزالها من الباص، وكانت لا تزال على قيد الحياة، إلى جانب إحدى الشجرات في منطقة الاشتباك التي طوقت بمئات الجنود».
وأكد أبو إصبع على أن «أفراد المجموعة الآخرين التسعة قد استشهدوا، فيما وقعت أنا في الأسر بعدما تعرضت للإصابة إلى جانب زميلي حسين فياض»، لافتاً إلى أنه بعد خضوعه «للعلاج نقلت إلى سجن الصرفند، بعدما كانوا اخذوني إلى المستشفى للتعرف على جثث مجموعة من الشهداء، وإعطاء إفادات حول الشهداء الذين استشهدوا داخل الباص.

السابق
بعدسة جنوبية.. في الذكرى 47 لاستشهاد كمال جنبلاط مسيرة رمزية في المختارة
التالي
بعد تصفية جميع منافسيه.. الانتخابات الرئاسية الروسية في قبضة بوتين!