بعد تصفية جميع منافسيه.. الانتخابات الرئاسية الروسية في قبضة بوتين!

بدأت صباح أمس الجمعة الانتخابات الرئاسية في روسيا التي تستمر ثلاثة أيام، من أجل انتخاب رئيس للسنوات الست المقبلة، وسوف ينتهي التصويت رسميًا في الساعة التاسعة مساء 17 من اذار الحالي، عندما ستغلق مراكز الاقتراع في منطقة كالينينغراد، الواقعة أقصى غرب روسيا أبوابها، ومن المتوقع ان يفوز بها الرئيس الحالي فلادمير بوتين، الذي نجح خلال عقدين من حكمه الديكتاتوري، بالتخلص من جميع منافسيه.

وحسب الصحافي أيون غرورسو في وكالة انباء مولدوفا، فإن هناك خمسة أسباب رئيسية لعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا.

السبب الأول يتعلق بأن رئيس الاتحاد الروسي الحالي فلاديمير بوتين، تحول خلال أكثر من 20 عامًا من ممارسته السلطة إلى ديكتاتور، وانتهك بشكل صارخ جميع قواعد القانون الدولي، وبدأ حربًا غازية في أوروبا.

الاعتراف بنتائج بوتين الانتخابية يشكل إضفاءً للشرعية على جرائم القتل المتعددة وتبريراً لقتل خصومه السياسيين.

ويفصّل غرورسو، ان الموضوع يتعلق بـ “الرجل” الذي قتل خصومه بشكل منهجي ومتعمد، خلال السنوات القليلة الماضية. قائمة ضحايا جرائم القتل التي ارتكبها بوتين تشمل: غالينا ستاروفويتوفا (1998)، آنا بوليتكوفسكايا (2006)، ألكسندر ليتفينينكو (2006)، سيرغي ماغنيتسكي (2009)، بوريس بيريزوفسكي (2013)، وبوريس نيمتسوف (2015).
آخر حالة لأنشطته الإجرامية كانت قتله السافر لنافالني، وتشكل طموحات بوتين الديكتاتورية تهديداً للديمقراطية العالمية، اذ أن الحفاظ على سلطته وإضفاء الشرعية عليها على الساحة الدولية يشكل سابقة تسمح للديكتاتوريين الآخرين في العالم، بمواصلة طريق القتل والحرب والإبادة الجماعية، وقد ألهم مثاله ممثلي القوى اليمينية المتطرفة، لتأسيس أنظمة سياسية نازية جديدة.

وتخلص الوكالة، الى أن الاعتراف بنتائج بوتين الانتخابية، يشكل إضفاءً للشرعية على جرائم القتل المتعددة، وتبريراً لقتل خصومه السياسيين.

اما السبب الثاني، فيكمن في أحلام بوتين بتقويض الاستقرار العالمي، من خلال أولى عمليات الاحتلال غير القانونية، والصراعات العسكرية واسعة النطاق في أوروبا منذ عهد هتلر، وباستعادة إمبراطورية الحقبة السوفيتية، وإضعاف الاتحاد الأوروبي، وانهيار الناتو، واستعادة النفوذ العسكري والسياسي الروسي في القارة الأوروبية، في شكل حلف وارسو جديد. ولهذا الغرض تُستخدم آليات العدوان العسكري والهجين، خاصة في وسط وجنوب شرق أوروبا، على نطاق واسع.

يقوم الروس باستخدام الابتزاز والترهيب ومنح جواز السفر الروسي بشكل قسري في الأراضي المحتلة مؤقتا لإجبار الناس على التصويت

والسبب الثالث حسب الوكالة المولدوفية، فيتعلق بالأراضي المحتلة مؤقتًا من قبل روسيا، فكما الحال في ترانسنيستريا، لا تخضع هذه الأراضي للقانون الدولي، هنا لا يعرفون الديمقراطية، اذ يهيمن العنف والفوضى على الأراضي المحتلة مؤقتًا، إن الاعتراف بمثل هذه الانتخابات، يعني رفضاً للمبادئ الأساسية للديمقراطية، ويعني استسلاماً أخلاقياً من قبل الغرب، واعترافاً بنظام بوتين الدكتاتوري باعتباره قيمة أوروبية طبيعية تستحق التقليد.

ويتعلّق السبب الرابع بالإكراه، كما تؤكد وكالة مولدوفا، حيث يقوم الروس باستخدام الابتزاز والترهيب ومنح جواز السفر الروسي بشكل قسري في الأراضي المحتلة مؤقتا، لإجبار الناس على التصويت؛ هذه المهزلة لا علاقة لها بالعملية الانتخابية.

أما السبب الخامس والأخير برأي غرورسو، فيكمن في ارتكاب الجرائم، حيث رافق الاحتلال غير القانوني لجزء من أوكرانيا، ووجود القوات الروسية في بوتشا، وبوروديانكا، وإيربين، وماريوبول، وخيرسون، وفي مدن أخرى من أوكرانيا، وفي منطقة خيرسون على الضفة اليسرى، وفي بعض أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ارتكاب العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لذلك، فإن الاعتراف بنتائج الانتخابات يعني إضفاءً للشرعية على الجرائم التي ترتكبها روسيا.

ويختم الكاتب الصحافي أيون غرورسو بالقول، انه يجب على المجتمع الدولي، ألا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا مؤقتا، بل يجب عليه فرض عقوبات شخصية على منظمي العملية الانتخابية الزائفة.

السابق
46 عاما على إستشهاد دلال المغربي ورفاقها في عملية نوعية… وعائلة سكاف تطلب إدراجه بصفقة التبادل!
التالي
إستدعاء الزميل القادري الى مفرزة تحري زحلة..إستنكار ومطالبة بالإحالة على «المطبوعات»