سليمان وحلو في ندوة «حرب غزة وانعكاساتها على لبنان»: إستنزاف لبنان وفشل وحدة الساحات

ندوة حارث سليمان انطلياس

عقدت أمس الجمعة، بمركز الحركة الثقافية انطلياس، ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب، ندوة بعنوان “حرب غزة وانعكاساتها على لبنان”، أدارها الاعلامي شربل مارون وتحدث فيها الدكتور حارث سليمان والعميد المتقاعد خليل حلو.

شربل مارون

الاعلامي في صوت “لبنان الحرّ” شربل مارون الذي أدار الندوة، رأى في تقديمه ان “لبنان مرآة المنطقة، ونحن امام مشهد بالغ التعقيد، فهم ما يجري في غزة يحتاج الى قراءة المنطقة، ونعيش في بداية القرن العشرين لا القرن الحالي، فما ستنتهي اليه حرب غزة ستقرر مصير لبنان، اذ ان المنطقة تعيش في مخاض عسير”.

وخلص الى ان “ثمة من يقاتل من اجل المشاغلة وثمة من يقاتل للاستثمار، نحن امام نوع جديد من الحروب، الحرب الطويلة بديلا عن الحروب القصيرة التي كانت تخوضها اسرائيل”.

حارث سليمان

الدكتور حارث سليمان قال ان “ثمة اسئلة لا بد منها: هل كان طوفان الاقصى عملية ايرانية؟ جوابي انها فلسطينية، ما الفارق، هل كان توقيت العملية من ضمن خطة ايرانية؟ أجيب لا”!

وكشف ان “هدف حركة “حماس” العسكري كان اختراق امني للمستوطنات، وأسر جنود اسرائيليين، وفرض فك الحصار عن غزة”.

ولفت الدكتو سليمان الى “تمكن عملية طوفان الاقصى من اظهار اسرائيل انها دولة ضعيفة تحتاج الى حماية اميركية دائمة. فنجاح عملية طوفان الاقصى كان غير مسبوق عسكريا، ولكن “حماس” كانت تنتظر دعم حلفائها، وهذا لم يحصل، فسجل فشل شعار وحدة الساحات. بالمقابل فصلت عملية طوفان الاقصى بين القضية الفلسطينية والنفوذ الايراني، فخلال السنوات الماضية ايران تمددت بسبب دعمها لحماس والقاومة، واصبحت ايران معبرا لمن يريد الدخول الى القضية الفلسطينية، اليوم عاد النفوذ العربي”.

ورأى أن “نجاح عملية الاقصى غير مسبوق، لكن حماس كانت تنتظر اشياء من السلطة الفلسطينية ومن حلفائها، وفشل “حماس” ليس في العملية بل بشعار وحدة الساحات الذي كان رفعه معسكر الممانعة، فإيران تنصلت من العملية واكتفت بالقيام عبر الحزب بالمساندة والاشغال فقط، ولم تتحرك الجبهة السورية، وكانت حماس تأمل من دول الاعتدال العربي المساندة ولكن هذه الدول أعلنت التزامها بالسلام.وهنا ظهر تراجع حماس فتنازلت عن مشروعها وقبلت بحل الدولتين”.

سليمان: فشل “حماس” ليس في عملية “طوفان الاقصى” بل بشعار وحدة الساحات الذي كان رفعه معسكر الممانعة

وحول تأثير حرب غزة على لبنان في لبنان “تساءل الدكتور سليمان عن القدر المطلوب في دعمنا للقضية الفلسطينية، فقال ان بعضنا لا يريد الدعم ولا يعتبر ان له دخل بالفلسطينيين، والبعض منا اصبح فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين. واندلعت الحرب الاهلية بسبب ذلك. ولتحديد الامر بعقلانية علينا الرجوع الى ستينات القرن الماضي، عندما حدد من قبل العرب ان لبنان دولة مساندة للقضية الفلسطينية”.

ولفت الى انه “لم يفكر احد ان لبنان سوف يصبح رأس الحربة الوحيد للقضية الفلسطينية، اليوم اصبح لبنان بسبب ذلك رأس الحربة للمشروع الايراني، فلا بد من قيام الدولة التي تحتكر السلاح وتكون قوية بسيادة القانون، وليس دولة مليشيات، مع جيش قوي وقضاء نزيه، ومؤسسات قوية”.

وخلص الدكتور سليمان ان “حزب الله لم يقدم اية افادة بحربه من جنوب لبنان، فالقرى والبلدات اللبنانية المواجهة نكبها الدمار الشامل، ولم تعد ارض قابلة للحياة، واصبحنا بحاجة للسعودية ومصر وقطر لاعادة الاعمار، وما يفعله “حزب الله” من حرب هو ضمان مقعد له على التفاوض مع ايران كي تبيع وتشتري”.

العميد حلو

العميد المتقاعد خليل حلو قال ان “ما فعلته “حماس” عسكريا فاق التوقعات في عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر من العام المضي، وحسب المعلومات فان اسرائيل كان قد وصلها معلومات عن الاستعدادات للهجوم على غلاف غزة الجنوبي، ولكنهم لم يأخذوها على محمل الجد”. ووافق العميد حلو الدكتور سليمان، ان “العملية لم تكن حسب التوقيت الايراني، ولكن الاستعدادات العسكرية والتجهيزات والتدريب كله كان ايرانيا”.

إقرأ ايضاً: تلويح إسرائيلي بعملية برية جنوباً..وبري و«حزب الله» يُطوقّان «مبادرة الإعتدال»!

وأردف حلو انه “كان هدف العملية من قبل “حماس” جر الحلفاء “حزب الله” وايران وسوريا لحرب مفتوحة، وهذا لم يحصل. لم يتوقع الاسرائيليون كثافة الانفاق، وهذه اول مرة اسرائيل تخوض معركة مدن، وهي دفعت ثمنا بالارواح والمعدات، وتضطر اسرائيل الى الرجوع لمناطق احتلتها وخرجت منها. بالمقابل خسائر “حماس” كانت كبيرة ايضا خصوصا بعد فشل شعار وحدة الساحات، وجلوس ايران في المقعد الخلفي”.

ولاحظ ان “الراي العام الغربي بسبب الحرب الطويلة والخسائر بالمدنيين انقلب على اسرائيل، وظهر كذلك فشل اسرائيلي اعلاميا على مستوى العالم. فالخطة الثانية البديلة لحماس كانت الضغط على الراي العام العالمي وجر اسرائيل لحرب استنزاف”.

وأكد العميد حلو ان “حماس صحيح انها لم تنتصر عسكريا، ولكن اسرائيل لم تحسم المعركة، وهذا استنزاف لاسرائيل فهي تقوم بتدمير احياء بكاملها للقضاء على مسؤولي حماس”.

حلو: حرب المساندة التي ارادها “حزب الله” عبر جنوب لبنان لم تظهر جدواها بعد ان انتقلت المبادرة العسكرية الى اسرائيل

وحول لبنان، رأى العميد حلو ان “حرب المساندة التي ارادها “حزب الله” عبر جنوب لبنان لم تظهر جدواها، بعد ان انتقلت المبادرة العسكرية الى اسرائيل، فالحزب تكبد خسائر فادحة، ونحن استنزفنا اكثر من اسرائيل، لان غزارة النيران لصالح اسرائيل بشكل كبير”.

ولفت الى ان “كل المؤشرات تدل على عملية واسعة باتجاه لبنان، ومقدرة الادارة الاميركية الضغط على اسرائيل تخف تدريجا بسبب الانتخابات، ومجيء ترامب اذا حدث سيكون امرا سيئا، قد تدخل المنطقة كلها بدورة عنف كبيرة”.

وخلص الى ان “حزب الله ارادها حرب مساندة تحولت ألى حرب استنزاف، تهجير ودمار والصواريخ التي يطلقها حزب الله لا تقاس بالضربات الجوية الاسرائيلية المدمرة، وكل المؤشرات تدل على توجه اسرائيل للقيام بعملية واسعة في لبنان. لذلك واجباتنا كلبنانيين هو المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية لحماية لبنان، والانضمام للجهود الدولية باجبار اسرائيل على قبول حل الدولتين”.

السابق
تلويح إسرائيلي بعملية برية جنوباً..وبري و«حزب الله» يُطوقّان «مبادرة الإعتدال»!
التالي
اسرائيل تعين جنرالاً لشن الحرب البرية على لبنان!