مربو المواشي في القرى الحدودية..معاناة مع النزوح و«سنابل» تمد يد العون

تربية ابقار جنوب لبنان

لم تقتصر الإعتداءات الإسرائيلية، المستمرة منذ نحو خمسة أشهر، على بلدات وقرى الجنوب الحدودية، على البشر والحجر ، فطاولت بشكل كبير، الثروة الحيوانية، وخاصة في البلدات الأمامية، التي كثرت فيها، تربية الأبقار والمواشي ومزارع الدجاج، مع بدايات تحرير المناطق المحتلة.

، في أيار العام ألفين وجد آلاف المزارعين، في هذه البلدات، ومنها عيتا الشعب وراميا ورميش وعيترون وبليدا وكفركلا وكفرشوبا وشبعا وسواها، فرص الإستثمار وتأمين لقمة العيش، من مردود قطاع الثروة الحيوانية، إلى جانب زراعة التبغ، حيث ساعدت مساحات الأراضي الواسعة
في نهضة هذا القطاع الإنتاجي، وتطويره، ليشمل إنشاء معامل، لتصنيع الألبان والاجبان، التي توقفت مع بداية الحرب، ومنها معملان كبيران في بلدة عيترون، أحدهما تابع للبلدية .

لجأ أكثر من 95 بالمئة من مربي الابقار والمواشي خصوصا إلى المناطق البعيدة نسبيا عن عمليات القصف والغارات الإسرائيلية مصطحبين معهم قطعانهم

لجأ أكثر من 95 بالمئة، من مربي الابقار والمواشي خصوصا، إلى المناطق البعيدة نسبيا عن عمليات القصف والغارات الإسرائيلية، مصطحبين معهم، قطعانهم، فيما عمد الكثير منهم، إلى بيع أبقاره وجزء من مواشيه( أغنام وماعز) بأسعار زهيدة جدا، لعدم توفر الزرائب، في المناطق التي نزحوا إليها من جهة، وحاجتهم للمال لتدبر عيشهم من جهة ثانية.
بعد أكثر 146يوما على العدوان الإسرائيلي، لم يلتفت أحد إلى هؤلاء المزارعين، الذين نفقت الكثير من مواشيهم بفعل القصف، حيث أقتصرت أمور حتى الساعة، على تسجيل الخسائر وإعداد الملفات، من جانب مجلس الجنوب ومؤسسة “جهاد البناء” التابعة ل”حزب الله”، فيما سجلت بعض المبادرات المتواضعة، تجاه صغار المزارعين، من قبل بعض الجمعيات.

وتنقل المزارعون، الذين إحتفظوا بقطعانهم، من بلدة إلى أخرى، لتأمين مأوى لهذه”الأرواح” التي تشكل مصدر العيش الوحيد لهم.

إقرأ ايضاً: توقيع كتاب «قصاصات العلامة السيد».. قانصو في ندوة «مراجع الشيعة»: جيل النجف الجديد يتمتع بتكوين ثقافي أكثر حيوية

وأشار إبراهيم خريزات، أحد هؤلاء المزارعين، ل “جنوبية” الذي إنتقل من بلدته عيترون، مع أبقاره وماشيته، إلى مناطق أقل عرضة للقصف، إلى المعاناة، التي ترافقه يوميا، جراء إرتفاع كلفة الأعلاف وتأمين مرابط لأبقاره وزرائب لأغنامه، التي إستقرت مؤخرا، على بلدة بيت ياحون، قرب بلدة تبنين .

علي بزي: مشروع “سنابل الجنوب” يستهدف صغار المزارعين لا سيما منهم الذين يملكون أقل من خمس بقرات أو أقل من مئة رأس ماشية أو دجاجة

وأكد خريزات، أن رحلة التهجير الأولى (قبل الهدنة) كانت من عيترون إلى رميش المجاورة، وثم إلى ميفدون، التي نقلت اليها قطيع الأغنام، بينما نقلت الأبقار إلى بلدة بيت ياحون، مضيفا لقد بعت العجول، حتى اتمكن من تمويل أعلاف الأبقار ومستلزماتهم”.

سنابل الجنوب

بادرت جمعية “سنابل الحنوب” إلى مد يد العون لصغار المزارعين، عبر تقديم 600 دولار، على ثلاث دفعات.
وأفاد رئيس الجمعية، علي بزي، ل”جنوبية” أن “مشروع الجمعية، يستهدف صغار المزارعين، لا سيما منهم، الذين يملكون أقل من خمس بقرات، أو أقل من مئة رأس ماشية أو دجاجة، تشكل مصدر عيشهم اليومي”.
وقال”: إن إمكاناتنا في سنابل محدودة، وإنطلاقا من ذلك، قمنا بإجراء تقييم ل264 مزارعا، في رميش وعيترون ودبل وبنت جبيل وعيتا الشعب، وتم إختيار اول 70 مزارعا، تلقوا اليوم، الدفعة الاولى، قيمتها مئتا دولار، على ان تليها في 15 آذار دفعة ثانية ودفعة مماثلة في نيسان”، مؤكدا أن هذه المساعدة بسيطة ومتواضعة أمام خسائر المزارعين”.

المزارع ابراهيم خريزات
السابق
شوقي أبي شقرا..«سنجاب يقع من البرج»
التالي
«حزب الله» يُكثف عملياته جنوباً..استهداف 4 مواقع اسرائيلية!