تتسع دائرة الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”، إلا أن طرفيها لا يزالان ،الى حد بعيد، يلتزمان قواعد اللعبة، التي بدأت في الثامن من تشرين الأول، رغم أن الاندفاعة الإسرائيلية تغلبت على تردد “حزب الله” المثقل بحسابات خارجية وداخلية.
ولفتت مصادر سياسية بارزة مواكبة لمجريات المعركة ل “جنوبية”، أن “دخول صاروخ ارض جو في المعركة، وإسقاط مسيرة هيرمس ٤٥٠، والرد الاسرائيلي باستهداف مستودعات صواريخ في محيط مدينة بعلبك، نقل المعركة إلى مرحلة جديدة أكثر سخونة في الوقت بدل الضائع، قبل الدخول في الهدنة المرتقبة بين “حماس” واسرائيل”.
حزب الله تعرض لضغوط إيرانية
وأكدت المصادر أن “حزب الله تعرض لضغوط إيرانية، خلال زيارة وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، لوقف عملياته في الجنوب، حيث دخل المبعوث الإيراني بنقاش طويل مع أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله، استمر لساعات حول جدوى فتح الجبهة اللبنانية، الا انه إنتهى بالاتفاق على ضبط الحزب عملياته الهجومية، والانكفاء إلى الدفاع فقط، مع الحرص على عدم إغضاب إسرائيل في الرد، بسبب رغبة اسرائيل بالهجوم وهذا ما جعل “حزب الله” في حالة دفاع محدود، رغم الضربات القاسية التي يتعرض لها بشكل يومي، والتي حصدت نخبة من مقاتليه وقياداته، ودمرت جزء من البنى التحتية العسكرية له”.
عدم ايقاف العمليات تعود لحسابات سياسية أيضا، تتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية ومرحلة الحكم الٱتية للبنان
إلا أن عدم إيقاف عملياته، بحسب المصادر عينها، تعود لحسابات سياسية أيضا، تتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية ومرحلة الحكم الٱتية للبنان، ف”حزب الله” رغم نفيه الربط بين الميدان والسياسة، إلا أنه بات يفاوض المبعوثين الدوليين عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت معادلة وقف الحرب في الجنوب، ثمنه رئيس ممانع ومكتسبات سياسية أخرى”.
مرور الوقت ليس لصالح “حزب الله” الذي بات في حالة استنزاف
وخلصت إلى أن” مرور الوقت ليس لصالح “حزب الله” الذي بات في حالة استنزاف، يدرك أن ما أعطي له اليوم قد يسحب منه ويخسره غدا، مع وقف الحرب في غزة، واستمرار الضربات الاسرائيلية على لبنان، إضافة إلى ضغط الشارع الذي يعاني من أزمات معيشية، قد تجعله ينفجر غضبا بوجه “الثنائي الشيعي”، وهو ما تسعى إليه اسرائيل أيضا”.
