الحائط مسدود.. ماكرون والسيسي يدخلان على خط المواجهات بين لبنان واسرائيل: لتجنب التصعيد

جنوب لبنان الحدود

تواصلت المواجهات أمس بين حزب الله وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة، حيث نفّذ الحزب سلسلة من الهجمات على المواقع العسكرية والمستوطنات على طول هذه الجبهة من الناقورة صعودا حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكان الجديد امس تسجيل احتراق قطعة بحرية اسرائيلية ادّعَت اسرائيل انّ الحادث سببه «أعمال صيانة».

ماكرون والسيسي

أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة. 

وكشف بيان قصر الايليزيه عن أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري   بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. 
كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.
وأعرب ماكرون والسيسي عن بالغ قلقهما تجاه تدهور الاوضاع الانسانيّة والمأساويّة في غزة والعوائق التي تعيق تمرير المساعدات، مؤكدين على الضرورة القصوى والملحّة لإدخال هذه المساعدات وزيادة حجمها الى الشعب الفلسطيني في غزة.
واضاف البيان الصادر عن الرئاسة الفرنسية انه لهذه الغاية، من الضروري والطارئ الحفاظ على معبر رفح وفتح مرفأ اشدود وطريقٍ برّي مباشر من الاردن، بالاضافة الى فتح نقاط المرور. 
وأعرب الرئيسان عن معارضتهما الشديدة لشنّ اسرائيل هجوماً على رفح، ممّا سيؤدي الى مأساةٍ انسانيّة يكون لها بعدٌ جديدٌ، مشدّدين على معارضتهما لأيّ تهجيرٍ قسري نحو الاراضي المصرية، الامر الذي سيشكّل خرقاً للقانون الدولي الانساني ويخلق مخاطر اضافيّة للتصعيد في المنطقة.

وشدّد الرئيسان على ضرورة العمل للخروج من الأزمة على الصعيد السياسي، وضرورة إحياء مسيرة سلام لا رجعة فيها من أجل تنفيذ حلّ الدولتين، وأعرب ماكرون عن استعداد بلاده للمساهمة بهذه المسيرة.

الوضع الميداني

ونفّذت الطائرات الحربية الاسرائيلية عدوانا جويا على بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، فيما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف راميا وخلة وردة وبلدات يارين، طيرحرفا، الجبين وشيحين في القطاع الغربي. بينما تعرضت أطراف الناقورة بالقرب من مقر «اليونيفيل» البحري لقصف مدفعي.

كما استهدف القصف حي ابو اللبن في عيتا الشعب. وتعرضت بلدة يارون لثلاث غارات جوية استهدفت جميعها منازل في ساحة البلدة ودمرتها.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية انّ أحد الصواريخ المضادة للدبابات أطلق أمس من لبنان على مستوطنة «شتولا» في الجليل الغربي، ما أدى إلى إصابة إسرائيليين اثنين، على الفور.

فيما قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» ان «ليس من الواضح كيف سيتغير الوضع في الشمال عند الحدود مع لبنان بنحوٍ جذري كما وعدت الحكومة الإسرائيلية ومتى سيحدث ذلك». واشارت الى «تضرّر مبنى سياحي في كيبوتس يرؤون في الجليل الأعلى إثر سقوط صاروخ مضاد للدروع تم إطلاقه من لبنان».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، امس، انه «من المتوقّع أن تشهد الجبهة الشمالية أيام قتال إضافية، خصوصا بعد توعّد الأمين العام لـ«حزب الله» بردٍّ قاس جداً».

وأوضحت «القناة 12» الإسرائيلية أنه «لهذا السبب هناك استنفار عال وجاهزية في الميدان على الحدود الشمالية». واضافت: «نحن طوال الوقت على حافّة الحرب».

وأشارت إلى أنّ «حزب الله» موجود على الحدود ويطلق النار دائماً، والجيش الإسرائيلي يردّ وأحياناً يُبادر»، مؤكدة أنّ الحزب «مستمر وينجح في إطلاق النار نحو إسرائيل».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية «إنّ الإطلاق المفاجئ للصواريخ الدقيقة من لبنان على مواقع حساسة في «إسرائيل»، من شأنه أن «يمنح «حزب الله» ميزة كبيرة بمجرد بدء الحرب». وذكّرت بما قاله الأمين العام السيد نصر الله، قبل أيام، ومفاده أنّ «المقاومة تمتلك قدرات صاروخية هائلة ودقيقة تمتد من كريات شمونة إلى إيلات».

وقال رئيس السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة»، أفيخاي شتيرن، إنّ المستوطنين في الشمال، بعد 4 أشهر، «باتوا في وضع لا يُطاق، وتحت ضغط فظيع».

بدوره، قال رئيس مجلس «مرغليوت» إيتان دافيدي إنّ الوضع في المستوطنة «غير معقول، ولا يمكن للسكان الدخول والخروج متى أرادوا»، مضيفاً: «لا نستطيع المناورة… نحن نختبئ خلف الجدران حين نكون في مرغليوت».

وقبل أيام، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «حزب الله» نجح في فرض نوع من حزامٍ أمني» شمالي فلسطين المحتلة، «بحيث باتت المستوطنات هناك مهجورة».

ووفق صحيفة «هآرتس»، فإنّ «القتال لم يتوقّف في الشمال للحظة، باستثناء أسبوع وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى في غزة، في نهاية تشرين الثاني الماضي، بحيث إنّه لا يمر يوم من دون إطلاق القذائف المضادة للدروع والصواريخ والطائرات الهجومية من دون طيار من لبنان إلى الشمال».

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مناقشة الوضع على الجبهة الشمالية في مواجهة «حزب الله» اللبناني، تخوّفاً من تسريب نتائج تلك الجلسة.

في غضون ذلك قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إن «ما حدث في بيت حانون في قطاع غزة، التي لم تعد موجودة بعد الحرب، يمكن أن يحدث في أي مكان في لبنان».

وسُئل غانتس في الاجتماع السنوي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أميركا عن حربٍ محتملة على الحدود الشمالية مع «حزب الله»، فأجاب: «نصر الله ينظر إلى غزة ويفهم أن ما حدث في بيت حانون، التي لم تعد موجودة بعد الحرب، يمكن أن يحدث في أي مكان في لبنان». واضاف: «إذا اضطررنا إلى استخدام مزيد من القوات، فنحن قادرون على ذلك، وسيشعر لبنان بثمن الحرب، وهو ما لا نريده، ولكن إذا لم يكن هناك خيار، فسوف يحدث، وآمل أن لا يحدث ذلك».

وذكر موقع «واللا»، مساء أمس الاول، أنّ بعض الوزراء الإسرائيليين طلبوا قبل عدة أيام مناقشة الوضع في الجبهة الشمالية، إلا أن نتنياهو رفض طلبهم، مضيفاً أن نتنياهو قد رفض مناقشة الوضع العسكري والأمني لبلاده أمام «حزب الله» تخوّفاً من تسريب معلومات عن نتائج الاجتماع. وشدد على أن مناقشة هذا الأمر تطرح فقط على «كابينيت الحرب».

الحائط المسدود

الى ذلك، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أنّ «نهاية هذا الإشتباك مع العدوّ في هذه المرحلة وفي كل مرحلة هو الإنتصار. والعدوّ يُصعّد في طغيانه، لكن هذا التصعيد يكشف عن انزلاقه نحو الهزيمة وعن سرعة سيره نحو السقوط».

وقال رعد خلال حفل تأبيني في بلدة عدشيت: «إننا نريد أن نوجّه للعدوّ رسالة ميدانية قوية لنقول له إنّ جنونك لن ينفع إذا حوّلت اهتمامك إلى جبهتنا فنحنُ لكَ بالمرصاد». وشدد على أنّ «المعركة التي نخوضها ليست معركة سهلة ونتحمل أعباءها بقوة وشجاعة وإقدام وثبات لأن حساباتها دقيقة جداً وموازين الإنتصار فيها حساسة جداً، ونحن نتصرّف وِفق ما يرضي الله ووفق ما يحمي شعبنا وسنبقى كذلك».

كما شدد على انّ «العدو وصل إلى الحائط المسدود، وانتصارنا عليه في لبنان وغزة سيكون انتصاراً مؤزّراً، وهذا ليس ببعيدٍ على الإطلاق».

السابق
حارث سليمان يكتب ل«جنوبية»: «ما في حدا»!
التالي
توقيف رئيس عصابة لترويج المخدّرات في صور