اسرائيل تقصفها وتهدّد باجتياحها..ماذا تعرف عن مدينة رفح؟

يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ضرورة اجتياح مدينة مدينة رفح المعقل الأخير لحركة "حماس" في قطاع غزة، من اجل تحقيق انتصاره الكامل على حدّ زعمه، بالمقابل هددت الحركة بأن هذه العملية ستقوّض فرص تبادل المحتجزين في قطاع غزة، وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي، قد عمدت خلال الاشهر الاربعة من هجومها على القطاع، الى تدمير مدن وبلدات الشمال بشكل كامل وتهجير سكانها الى مدينة رفح في الجنوب المحاذية للحدود مع مصر، هذا في حين ان المعارك ما زالت على أشدها في مدينة خان يونس، وسط قطاع غزة بين مقاومي حركة "حماس" وقوات الاحتلال.

وكان تحدث الاعلام العبري، وكشف تفاصيل خطة إسرائيل، لإخلاء مدينة رفح من السكان، من أجل البدء في العملية العسكرية التي تم الإعلان عنها، عبر طريق آمن يتم فيه نقل السكان الى الشمال، ولكن الوسطاء العرب والغربيين شككوا في نجاح هذه الخطة المعقدة، وحذروا من ارتكاب مجازر بحق سكان رفح المدينة، التي اصبحت مكتظة بالنازحين من باقي مناطق القطاع، التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي في الشمال وخان يونس.

رفح

تاريخ رفح وتقسيمها

تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلومتر مربع، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.

قُسمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية كامب ديفيد، فاستعادت مصر سيناء، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة

وعرفت المدينة بأسماء عدة، فسماها الفراعنة روبيهوي، وأطلق عليها الآشوريون رفيحو، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم رافيا، حتى سماها العرب رفح.

تعتبر مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة فقد تم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.

وخضعت رفح عام 1917 للحكم البريطاني، الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخل الجيش المصري رفح، وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967، حيث احتلها إسرائيل. ويمر خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط في حرب 1967.

النازحون في رفح

وقُسمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية كامب ديفيد، فاستعادت مصر سيناء، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع في غزة ثلاثة أضعاف مساحة الشطر الذي المصري تقريباً.

بات سكان المدينة التي يقيم فيها نحو 1.3 مليون نازح، إضافة إلى نحو 250 ألفاً من سكانها الأصليين، في مساحة لا تتعدى 64 كيلومتراً مربعاً.

على الجانب الإنساني، يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد “النكبة” عام 1948.

مأساة انسانية

بات سكان المدينة التي يقيم فيها نحو 1.3 مليون نازح، إضافة إلى نحو 250 ألفاً من سكانها الأصليين، في مساحة لا تتعدى 64 كيلومتراً مربعاً، مهددين بالتهجير وسط مخاوف من وقوع مجازر جديدة.

ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية، في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس أو في الشوارع، أو في أي رقعة أرض، محاطين بالسياج الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.

معبر رفح

وفي ظلّ عمليات القصف اليومية التي ينفذها سلاح الجوّ الاسرائيلي على مدينة رفح، موقعا المئات من الضحايا المدنيين، يكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين. وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمناً، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإنّ المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.

ولفت مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى أن “أيّ توغل عسكري في رفح حيث يتجمّع 1.5 مليون فلسطيني دون مكان بديل أمر مرعب”، وأضاف “التوغل قد يعرض عددًا كبيرًا من المدنيين ومعظمهم أطفال ونساء للقتل أو الإصابة”. لافتا الى ان “ما حدث من سفك دماء حتى الآن في غزة يجعلنا نتصور تمامًا ما ينتظرنا في رفح”. وأشار إلى أن “التوغل في رفح قد يعني نهاية المساعدات الهزيلة التي كانت تدخل إلى غزة”.

وبيّن تورك أن “تنفيذ مثل هذه العملية في رفح في ظل الظروف الحالية يهدد بمزيد من المجازر”.

السابق
مسار فلسطين ومصير لبنان.. ندوة للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي
التالي
مُقاربَة حذِرَة: موقف الصين من التصعيد العسكري في البحر الأحمر