ساعة الحسم اقتربت.. حرب اسرائيلية على لبنان ام صفقة؟!

حرب تموز

مع تصاعد الوعيد المتبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل مع استمرار القصف عبر الحدود، وسط أنباء عن رسالة من تل أبيب إلى واشنطن تحذر فيها من شنّها هجوما على لبنان إذا لم تحقق الضغوط الدبلوماسية هدفها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو حذرت في رسالة إلى واشنطن من أنها ستقوم بعمل عسكري في لبنان إذا لم يتم إبعاد “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله عن الحدود.

وأعلن حزب الله، امس الجمعة، تنفيذ عدة عمليات ضد القوات والمواقع الإسرائيلية، في حين شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على جنوب لبنان، وأعلنت اعتراض طائرة مسيرة في سماء عكا.

ابعاد توسع الحرب

بالمقابل، كشفت معلومات «الأنباء» الكويتية أن الاتصالات البعيدة من الاضواء خارج لبنان، اقتربت من إبعاد توسع الحرب إلى لبنان، بعدما تأكد ألا أحد يرغب بها، وإن شخصية رفيعة المستوى كان لها الدور الفاعل لما لديها من علاقات واسعة عند الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي المعلومات ايضا أن هناك عودة مؤكدة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، بهدف التوسع أكثر في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتحديد الحدود البرية بين البلدين، وما يجب البناء عليه لإنقاذ لبنان، وإن المسعى الآن، هو للحصول على تعهد من رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالالتزام بما يتفق عليه، لأنه بذلك إن تم، سيسهل عودة المستوطنين في شمال الاراضي المحتلة الى منازلهم، وعودة النازحين اللبنانيين من المناطق الحدودية إليها.

ويؤكد هذه المعلومات انفتاح «حزب الله» على المساعي الديبلوماسية قطعا للطريق على توسع الحرب.

قصف اسرائيلي جنوب لبنان
قصف اسرائيلي جنوب لبنان

تهديدات متبادلة

في تلك الأثناء، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجبهة الشمالية، وقال إن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد مع حزب الله، لكنها على استعداد لاستخدام القوة لإعادة الإسرائيليين إلى مساكنهم إذا لم يحترم حزب الله حقهم في العيش بتلك المناطق، حسب تعبيره.

في الوقت نفسه، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤولين غربيين ولبنانيين قولهم إن “إسرائيل هددت بتصعيد قتالها مع حزب الله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع”.

نعيم قاسم
نعيم قاسم

من جهته، حذر الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله من أن إسرائيل ستتلقى الجواب “بصفعة كبيرة وبعمل قوي” إذا قامت بتوسيع عدوانها، وفق تعبيره.

وقال إن “جهوزيتنا لصد العدوان عالية، ونجهز أنفسنا لعدوان قد يحصل، له بداية وليس له نهاية”.

وشدد قاسم على أن الاستقرار في لبنان والمنطقة وإيقاف الحرب لا يكون إلا بوقف العدوان على غزة.

واشنطن بوست: احتمالات الصفقة أو الحرب

وجاء في مقال الواشنطن بوست: “في الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل عن سحب قواتها في شمال غزة، تعمل الولايات المتحدة على تجنب حرب ثانية واسعة النطاق في لبنان، حيث يحذر المسؤولون الإسرائيليون من أن وقت الدبلوماسية ينفد. أبلغت إسرائيل واشنطن في أواخر كانون الأول أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حدودي طويل الأمد مع لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقًا لدبلوماسي غربي وثلاثة مسؤولين لبنانيين، فإن إسرائيل ستصعد معركتها مع حزب الله. وهو سيناريو حاولت إدارة بايدن والدول الأوروبية تجنبه بشدة.
أدرك المسؤولون المطلعون على المحادثات أن إسرائيل تتطلع إلى نهاية كانون الثاني كهدف للتوصل إلى اتفاق. لم يطرح الإسرائيليون “موعدًا نهائيًا صعبًا” لموعد تصعيد حملتهم العسكرية ضد حزب الله، كما قال مسؤول أميركي كبير لصحيفة واشنطن بوست، لكنه أقر بأن نافذة المفاوضات تضيق. ومثل الآخرين في هذه المقالة، تحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الحساسة والمستمرة.

ورداً على استفسارات حول المطالب الإسرائيلية، قال ليور هايات، المتحدث باسم وزارة الخارجية: “الموقف الإسرائيلي هو أننا نفضل الحل الدبلوماسي، وإذا لم يكن الحل الدبلوماسي ممكنًا، فسيتعين علينا التصرف بمفردنا”. إن حديث إسرائيل عن توسيع الحرب إلى لبنان يثير قلق الولايات المتحدة، فقد خاضت إسرائيل حربين سابقتين مع حزب الله -الجماعة المسلحة المتحالفة مع إيران والحزب السياسي المتحالف مع حماس- وتبادلت القوات الإسرائيلية إطلاق النار يوميًا مع مقاتليها لعدة أشهر. أصبح شمال إسرائيل وجنوب لبنان مناطق عسكرية، خالية فعليًا من المدنيين، وتصاعدت حصيلة القتلى، لا سيما بين المقاتلين، بهدوء على كلا الجانبين. وكان مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين قد وصل إلى بيروت الأسبوع الماضي لتمرير اقتراح إسرائيل للحل الأولي للصراع. ويدعو الاقتراح، كما وصفه المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي الغربي، إلى قيام حزب الله بسحب قواته على بعد أميال قليلة شمالاً، كما يدعو الجيش اللبناني إلى زيادة وجوده في المنطقة، وإنشاء منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع بين المسلحين والحدود الإسرائيلية

ومع ذلك، لم تعط إسرائيل أي إشارة إلى أن وقف إطلاق النار وشيك. ويبدو أن ساعة المفاوضات مع لبنان بدأت تدق. وسافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث حث المسؤولين على عدم تصعيد الأعمال العدائية في الشمال. وقال بلينكن: “من الواضح أنه ليس من مصلحة أي شخص -إسرائيل ولبنان وحزب الله في هذا الشأن- أن يرى هذا التصعيد”. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه القصة.

احتمال الصفقة
من الناحية النظرية، ستسمح صفقة الحدود لنحو 70 ألف نازح إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم في الشمال. وهي أولوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تلقى اللوم على نطاق واسع في إسرائيل لفشله في منع الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول، وفي عدم بذل المزيد من الجهد لدعم أولئك الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب النزاع. وقد نزح عشرات الآلاف في لبنان أيضاً، وسوف تحتاج السلطات في بيروت إلى صفقة يمكنها بيعها للجمهور المنهك. وقال أحد المسؤولين المطلعين على المحادثات: “لا أعتقد أن (الحكومة اللبنانية) ستقبل بأنصاف الحلول”. وأضاف المسؤول أن مسألة عودة الإسرائيليين هي “مشكلتهم.. أين المكسب للبنان؟”.

وفي العلن، بدا أن حزب الله يرفض الاقتراح الإسرائيلي. وفي خطاب ألقاه يوم الأحد، كرر زعيم الحركة، حسن نصرالله، موقفه بأن وقف إطلاق النار في غزة هو مقدمة لأي محادثات دبلوماسية أو وقف القتال على الحدود. وقال نصر الله إن واشنطن “تضغط على لبنان من أجل إسرائيل لوقف وتعطيل هذه الجبهة”، “فليتوقف العدوان على غزة، وبعد ذلك يمكننا مناقشة القضايا التي تهم لبنان”.
وفي خطاب ألقاه يوم 5 كانون الثاني، طرح نصرالله علناً، للمرة الأولى، إمكانية ترسيم حدوده البرية مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان هوكشتاين يدفع باتجاهه قبل 7 تشرين الأول.

ودخل حزب الله في مواجهة مع إسرائيل في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

واضطرت السلطات لإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان.

وتحاول إسرائيل عبر الضغوط الدبلوماسية على بيروت إبعاد مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، حتى تتمكن من إعادة الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية، وتلوح في الوقت نفسه بشن هجوم واسع على لبنان.

السابق
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 كانون الثاني 2024 منذ ساعتين
التالي
صواعق وتيارات قطبية.. وداع قاسي من كانون وشباط سيستقبلنا بالجدّ والآتي اعظم!