82 ألف نازح جنوباً.. التجارة تتراجع 80% و«الثنائي» يكتفي بتقديم «حفنة من الغذاء»!

تراجعت حركة الاعمال التجارية الاعتيادية في المناطق الحدودية، الى حد الانحسار شبه الكامل بسبب الاوضاع الامنية والظروف العسكرية، والى حال النزوح التي شهدتها المنطقة بنسب تفوق الـ 80 في المئة، خصوصا لتلك البلدات الواقعة في عمق بين 3 و5 كلم بعيدا عن الحدود، وعلى خط حدودي من الناقورة الى مزارع شبعا اي بما يفوق المئة كلم.

القصف الإسرائيلي


تشكل الاضرار الزراعية العنوان الابرز على مستوى خسائر القطاعات، سواء من حيث الزراعة او المواشي والدواجن وغيرها، الى جانب الاضرار التي سببها عدم قدرة المزارعين على الفلاحة والزراعة نتيجة الظروف الامنية، إذ شملت الخسائر في القطاع الزراعي إحراق 50 ألف شجرة زيتون معمّرة، بعضها يصل عمره إلى 300 سنة، بفعل الحرائق التي طالت أيضاً البساتين التي تحتوي على نحو 400 ألف شجرة من الفواكه والاشجار الحرجية، وتم احصاء تدمير عشرات المزارع بالكامل، ورصد حرق وتلف نحو 25 مزرعة، بالإضافة الى تدمير لآليات وجرافات زراعية وأكثر من 200 مركبة، ونفوق عشرات الآلاف من رؤوس الماعز والأبقار والأغنام كما الطيور.
الى ذلك، انعدمت الحركة التجارية بالكامل وخاصة في المراكز التجارية الكبرى، سواء في مدينة بنت جبيل او في ميس الجبل، حيث اغلقت جلّ المؤسسات التجارية، وفقد الكثيرون فرص العمل والانتاج بشكل نهائي، خصوصا مع الامتداد الزمني للمواجهات، التي جاوزت المئة يوم حتى الآن، وفي ظل غياب اي مؤشر على نهاية قريبة لها، او انفجار حرب واسعة تبقى محتملة من قبل اسرائيل.

تشكل الاضرار الزراعية العنوان الابرز على مستوى خسائر القطاعات سواء من حيث الزراعة او المواشي والدواجن وغيرها

القطاع التربوي معطل بشكل شبه شامل مع استثناءات محدودة في بعض المدارس الخاصة التي اعتمدت التدريس عن بعد


وفي الأرقام العامة تراجعت الحركة في القطاع التجاري إلى النصف، أما جنوباً فالنسبة تخطت الـ 70 %، وتحديداً في منطقة صور والنبطية، أما القرى الجنوبية البعيدة عن المواجهات فتراجعت ما بين 40 و 50 %.


القطاع التربوي معطل بشكل شبه شامل، مع استثناءات محدودة في بعض المدارس الخاصة، التي اعتمدت التدريس عن بعد، بينما القطاع الرسمي متوقف ومعطل.
الى ذلك كله تغيب الهيئات الرسمية عن القيام بأدنى واجباتها على صعيد مواجهة تداعيات النزوح الذي سجل أكثر من 82 ألف شخص، وتعطل الاعمال فضلا عن التعويض عن الاضرار التي سببها القصف الاسرائيلي للمنازل والاشجار، وغيرها من الممتلكات المنقولة، ووفق التقديرات فإن أكثر من 245 وحدة سكنية هدمت كليا، وأكثر من 780 وحدة تعرضت لهدم جزئي، مقابل وجود نحو 6 آلاف وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة أو بليغة.

مدارس في جنوب لبنان تتحول إلى مراكز إيواء لنازحين

لا يعير النواب اي اهتمام لجهة اعلاء الصوت من اجل تعزيز الصمود وتوفير شروط البقاء على قيد الكرامة


وفي ظل هذه الاوضاع الجنوبية المتردية، جل يقوم به “الثنائي الشيعي، (“امل” و”حزب الله”)، الذي من المفترض انه معني بدفع بيئته الى النزوح، والوقوف عند متطلبات لا تركها تتخبط في معاناتها، هو تقديم بعض المعونات التي تتركز على “حفنة” من التموين الغذائي، فيما الازمة تتفاقم لدى جزء من النازحين، الذين فقدوا فرص العمل والانتاج، وباتوا عاجزين عن تحمل تبعات النزوح واثقاله.

نزوح الى المدارس


في المقابل لا يعير النواب اي اهتمام لجهة اعلاء الصوت من اجل تعزيز الصمود وتوفير شروط البقاء على قيد الكرامة الانسانية، فضلا عن شروط الحياة الدنيا.
يبقى ان التكافل الاجتماعي يوفر قسما من الحاجيات الملحة، وهو على ما يبدو السبيل الوحيد المتاح في ارض الجنوب وبين اهله.

السابق
تفاصيل قصف إيران للعراق وسوريا.. مسؤول بارز ورجل أعمال بين القتلى
التالي
حارث سليمان يكتب ل«جنوبية»: معايير العدالة من وطن مانديلا