ساعبر مشياً على الاقدام!

غسان صليبي

لن اعبر
من سنة ٢٠٢٣
الى سنة ٢٠٢٤
وانا ارقص
في حفلة رأس السنة،
ليس بسبب الحداد
على الشعب الفلسطيني في غزة
او على جميع الشعوب المقهورة
بمن فيهم شعبي،
ذلك ان بإستطاعة المرء
اذا اراد،
أن يرقص من الألم
مثل الحيوان
المذبوح.

لن اعبر
في السيارة
مسرعا،
متوهما أنني انتقل
من زمن الى آخر،
فيما عيناي مسمّرتين على الطريق
الغارقة في العتمة،
والتي اعتدت المرور عليها
منذ زمن بعيد.

سأعبر
مشيا على الاقدام،
على مهل
وعلى الرصيف،
مسترشدا بتعرجاته
ومطباته،
حيث الحياة الحقيقية
تستمر
او تسقط في حفرة.

اريد ان احافظ
على التسكع
كنهج حياة،
القدمان يتلمسان الارض
وينيران الطريق،
فيما العينين المندهشتين
حزنا او فرحا،
تحثان اليدين
على الكتابة.

كأنني سأعاود السير
على الأرصفة النقابية القديمة،
بعد ان اكتشفت حديثاً وبفرح،
بشرا لا يزالون احرارا انقياء
ولم يستسلموا بعد
لهيمنة أحزاب السلطة،
التي افقرتهم
وجعلت من وطنهم
ساحة للعبث
والخراب.

كأنني لن استقيل من وطني،
واولويتي ستبقى
بناء دولة ديمقراطية مستقلة
تحتكر استخدام السلاح،
تطبيقا لإتفاق الطائف
ببنوده السارية
بدايةً،
وتطويرا له
لاحقا
ببنوده المؤجلة،
في مجالي
اللامركزية وإلغاء الطائفية،
على ان يتم كل ذلك،
في سياق نضال سياسي سلمي.

بعد فترة سماح
منحتها لنفسي،
لعلني سأعود واتنقل
بوتيرة منتظمة،
على الجسور القديمة
التي تصلني
بالنقابات المستقلة
في المنطقة العربية،
لنتابع معاً
ترسيخ الحريات النقابية،
في إطار وطني
من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وحدها الايام المقبلة
ستقول،
اذا كنت سأستسلم
وأدع العمر
يمر مثل الحلم
كما يردد ابناء جيلي المكسوفين
في عقودهم الأخيرة،
ام انني سأجهد
ليكبر الحلم مثل العمر،
كما اردد منذ فترة.

وحدها الايام المقبلة
ستقول،
اذا كنت سأكون قادرا
على ان يبقى
هاجسي الاول
التصالح مع نفسي
قبل المصالحة مع الآخرين،
عن طريق التمسك
بحرية مشاعري
وفكري
وسلوكي،
على الرصيف
وفي الهواء الطلق.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يَنعى مقاتلاً جديداً ويستهدف موقع حانيتا الاسرائيلي!

السابق
«حزب الله» يَنعى مقاتلاً جديداً ويستهدف موقع حانيتا الاسرائيلي!
التالي
بالفيديو: مختار الضهيرة يتحدى القصف الإسرائيلي..ويزرع مشاتل التبغ!