ضابط مخابرات يكشف عن النائب صاحب كمية البنزين المنفجرة في خزان في التليل!

اخماد حريق عكار

مع سماع المجلس العدلي برئاسة القاضي سهيل عبود مزيدا من الشهود الذي بلغ عددهم حتى الآن 15 ، فان كيفية حصول تفجير خزان البنزين في بلدة التليل العكارية فجر 15 آب العام 2021 ، لا يزال غامضا ، في ظل انقسام الشهود الى”فريقين” ، الاول اتهم الموقوف جرجي ابراهيم باشعال قداحة وهو ما انكره الاخير ، والثاني اكد على عدم مشاهدته للمذكور لحظة وقوع الانفجار الذي اوقع اكثر من 55 قتيلا فضلا عن مئات الجرحى.

ووسط تضارب في هذه الافادات ، فان المجلس أضاف على لائحة شهوده شاهدا من عناصر مخابرات الجيش الذي كان قريبا من المكان واصيب في الانفجار ، ليستمع اليه في الجلسة المقبلة التي حددها في 19 كانون الثاني المقبل، على ان يصار الى استدعاء شهود جدد من فريقي الادعاء والدفاع بعدما استمهلت الجهتان لتقديم لائحة بأسمائهم.

البارز في تلك الجلسة كان ما كشف عنه العميد ميلاد طعوم

واذا كانت جلسة اليوم الماراتونية التي استغرقت اكثر من ست ساعات، قد أضفت على الحادثة مزيدا من الضبابية، بعد بروز تناقضات بين افادات الشهود، فان البارز في تلك الجلسة كان ما كشف عنه العميد ميلاد طعوم الذي كان حينها مكلفا من مخابرات الجيش بضبط الوضع وتنظيمه في البؤرة الذي وقع فيها الانفجار ، بعد ورود اتصال من احد الثوار عن وجود خزانين للوقود يعودان لجورج ابراهيم، احد الموقوفين .

اغلبية المتواجدين في البؤرة كانوا يشتمون لاسعد درغام

ما كشف عنه طعوم، ان الخزانين المذكورين عائدان الى النائب في تكتل “لبنان القوي” اسعد درغام، يحويان كمية كبيرة من مادة البنزين، في عز الازمة التي شهدتها البلاد آنذاك عن انقطاع هذه المادة وبيعها بالسوق السوداء. كان ذلك فحوى الاتصال من احد الثوار الذي ابلغ محدّثه ان”الناشطين متوجهين الى المكان، قبل ان يتكاثر عدد الناس وتقع الفوضى ويحصل الانفجار. ويضيف الشاهد:”اغلبية المتواجدين في البؤرة كانوا يشتمون لاسعد درغام”.

واقعة جديدة تحدث عنها طعوم في افادته امام المجلس العدلي الذي استمع اليه كشاهد، ليكشف ان احد الخزانين كان بداخله بقايا نفط وهو الذي انفجر، فيما الثاني كان يحوي مادة البنزين عمل الجيش على سحب قسم منه ، نافيا حصول اي اتفاق بين الجيش والثوار حول كيفية تقاسم الكمية المتبقية .

وفيما اكد الموقوف ريتشارد ابراهيم في استجوابه سابقا انه كان واقفا بالقرب من العميد طعوم وطلب منه ايجاد حل لما يحصل بعد الفوضى، جاءت افادة الضابط لتنسف هذه الواقعة حين نفى مشاهدته لريتشارد وسأل:”مين ريتشارد” وعندما وقف الاخير في قفص الاتهام قال الشاهد:”والله العظيم ما شفتو الا في اليوم التالي عندما سلم نفسه”، الا انه اكد مشاهدته للموقوف جرجي ابراهيم الذي اوقفه بعدما سمع من المتواجدين في المكان ان الاخير اشعل قداحة، لكنه لم يشاهده يشعلها او يسمع احدا يحرض او يهدد بإشعال البنزين.

الخطر الذي اتى من الداخل، توقعه العميد طعوم من الخارج

الخطر الذي اتى من الداخل، توقعه العميد طعوم من الخارج، حين اوضح “اننا لم نتوقع الخطر من الداخل انما من الخارج كون المساحة كبيرة لمكان وجود الخزانين، وتدفق الناس بشكل كبير ما اخرج الوضع عن السيطرة رغم محاولات الجيش ضبطه قدر الامكان ومنع اقتراب الذين يحملون السجائر، مشيرا الى ان الجيش لم يكن لديه القدرة على تفتيش الجميع .

سؤال ممثل النيابة العام القاضي صبوح سليمان حمّل الشاهد مسؤولية لما آل اليه الوضع يومها عندما سأله ماذا فعلتم حيال تأمين السلامة للناس اثناء تعبئة البنزين من الخزان، ليرد الضابط بانه حاول تنظيم الامر وطلب مؤازرة، لكن انشغال الجيش بأمر من القيادة على فتح جميع محطات الوقود في المنطقة حال دون وصولها.

وامام مجسّم لمكان الحادث الذي أعده مهندسان مكلفان من جهة الدفاع بموافقة المجلس واعترضت عليه جهة الادعاء، كان طعوم كما الشهود الستة الاخرين ومن بينهم رئيس بلدية التليل جوزف منصور يستعينون به للدلالة على المسافة التي كانت تفصل بين مكان تواجدهم ومكان وجود الخزانين في تلك البؤرة ، ليؤكد طعوم انه كان بعيدا حوالي 20 مترا عن مكان وقوع الانفجار .

وما نفاه طعوم حول وجود ريتشارد ابراهيم قرب طعوم في تلك البؤرة، اكده مرافق الاخير المعاون اول جورج عطا نادر فقال:”شاهد ريتشارد قرب العميد قبل وقوع الانفجار ” انما لم يسمع الموقوف يتحدث معه عن انه سيحضر جرافة لقلب الخزان والتأكد من خلوّه من البنزين بعد تعبئته بغالونات من الذين تواجدوا في المكان، مضيفا بان كل شخص كان يعبىء بنفسه بإشراف الجيش.

اما رئيس البلدية فاكد من جهته ان العميد طعوم كان الآمر الناهي في المكان، حيث بدأ التوزيع بانتظام قبل ان تقع الفوضى، متحدثا عن انه طلب من شبان البلدة مغادرة المكان منعا لحصول اي اشكالات او فتنة .كما اشار الشاهد الى انه رأى ريتشارد في البؤرة انما لم ير جرجي ابراهيم.

وقال:”اعتقد ان كمية البنزين في الخزان لا تعود لريتشارد فلو كانت كذلك لما اشترى قبل يومين من ابني تنكة”.اما عن صاحب الخزان فقال ان جورج ابراهيم اعلمه بعد الانفجار انه مستأجَر من المتهم علي الفرج.

ونفى الشاهد ان يكون علم بهوية الشخص الذي سمع عنه انه اشعل قداحة ادت الى وقوع الانفجار.

السابق
بعدسة «جنوبية»: شجرة الميلاد تُزين بيروت
التالي
«نسور الزوبعة» تنعي شهيدها: قام بواجبه على مسافة صفر!